الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مؤسسة مُعارضة تستفز السوريين بمُسابقة لـ(النفاق) حول قطر

مؤسسة مُعارضة تستفز السوريين بمُسابقة لـ(النفاق) حول قطر
الائتلاف السوري


عرضت الصفحة الرسمية لمديرية التربية التابعة للحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية المحسوبة على تركيا، إعلاناً لمسابقة خاصة بالطلاب السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بالتعاون مع السفارة السورية (التابعة للمعارضة) في قطر، خاصاً بأفضل بحث عن دور قطر في “دعم الثورة السورية”. مؤسسة مُعارضة


ويبدو جلياً أن المسابقة تأتي في سياق تبييض صفحة قطر أمام السوريين بعد أن وصلت حالهم بجهودها وحليفتها أنقرة، إلى ما هي عليه اليوم، عقب أن تحولوا إلى مرتزقة معتمدين لدى الجانبين، وأضحى صيت السوريين مرتبطاً في جزء منه بالارتزاق لدى الطرفين، ولم يعد مستغرباً معها أن يقال في الإعلام “مرتزق سوري”، وهو مصطلح يشير مراقبون أن السوريين لم يكونوا ليصلوا له لولا التدخلات التركية-القطرية، المقرونة بطبيعة الحال مع تنظيم الإخوان المسلمين.



 


وكدليل على استياء السوريين من الدور القطري، كانت غالبية التعليقات وخاصة من السوريين ممن هم في الداخل، مستهجنة للمسابقة، وواصفة إياها بمحاولة تبييض صورة قطر، والنفاق الزائف لدورها المزعوم.


نفاق بـ500 دولار


فقد علق أحد المواطنين السوريين من محافظة إدلب واسمه “محمد أبو عمر” على الصفحة، بالقول: ” بعني لهذه الدرجة بنظركم الشعب السوري رخيص حتى يصبح الواحد منافق بـ500$، الدور القطري قاله رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية السابق راجعوا اللقاء معه تعرفون دور قطر”.


ويشير تعليق أبو عمر إلى تصريحات أدلى بها حمد بن جاسم في سبتمبر العام 2018، في حوار مع قناة فرانس24، حيث اعترف بن جاسم، بدعم بلاده للجماعات الإرهابية، وتحديداً تنظيم القاعدة متمثلاً في جبهة النصرة في سوريا، وذلك بعد أن كشف دون قصد عن مخطط التنظيم الإرهابي بعد انتهاء معركة إدلب، وشدد على دعم بلاده لسياسات إيران التخريبية الساعية إلى تفكيك دول المنطقة، وإشعال الفتن بين شعوبها، فضلاً عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية ومساندة إسرائيل.


 


وقال وقتها بن جاسم إن “إدلب ستسقط؟.. نعم، ولكنها ليست نهاية الحرب”، واعترف بانتصار متوقع للنظام السوري في تلك المعركة، التي يعد أبرز أطرافها تنظيم “جبهة النصرة”، الامتداد التنظيمي لتنظيم القاعدة الإرهابي، وهو ما اعتبره مراقبون حينها مؤشراً على استمرار دعمهم للنصرة في سوريا بعد معركة إدلب، استكمالاً لمخطط الفوضى الذي يتبناه النظام القطري.


كما ذكر حمد بن جاسم في مقابلة مع التلفزيون القطري في أكتوبر العام 2017، حول سوريا “إننا تهاوشنا على الفريسة (سوريا) التي ضاعت منا أثناء تهاوشنا عليها”، مضيفاً “ليس عندنا ثأر مع (الرئيس) بشار الأسد، فهو كان صديق لنا، لكن أنتم (الخليجيون) كنتم معنا في خندق واحد، ثم غيّرتم توجهكم فقولوا لنا لنغيّر”.


التغيير الديموغرافي برعاية قطر


في حين علق مواطن آخر اسمه حسن سعيد بالقول: ” أفضل بحث هو دور قطر الرائد في اتفاقية المدن الأربعة، تم تهجير 200 ألف سوري وتسليم خيرة المناطق الثائرة وتزويد الإيرانيين بملايين الدولارات مقابل إطلاق عدد من العاهرين هوات الصيد”.


ويشير تعليق سعيد إلى ما جرى في أبريل العام 2017، وعُرف الاتفاق بـ”اتفاق المدن الأربعة”، المقصود به بلدات “كفريا والفوعة والزبداني ومضايا”، والذي جرى بوساطة قطرية بين إيران والميليشيات الشيعية وعدد من المليشيات المعارضة السورية المسلحة، أبرزها “فتح الشام، وهيئة تحرير الشام، وحركة أحرار الشام، وجيش الإسلام”، وتم خلالها إخلاء سكان تلك البلدات، بنقل سكان كفريا والفوعة المواليتين للنظام إلى مناطق النظام، مقابل إخلاء سكان بلدتي مضايا والزبداني إلى الشمال سوريا، وكانت الصفقة مقابل الإفراج عن مجموعة من الصيادين القطريين الذين تم اختطافهم من قبل قوات تابعة للحشد الشعبي التابع لإيران في العراق العام 2016.


 


وأثار ذلك الاتفاق ردود أفعال غاضبة من قبل السوريين، إذ اعُتبر الاتفاق غير وطني ولا يصب في مصلحة الشعب السوري؛ لأنه أعطى إيران الفرصة لتُحقق حلم المد الشيعي في بلاد الشام، ما دفع “هيئة تحرير الشام” للرد بالقول إن الاتفاق وطني وبه فوائد كثيرة للشعب السوري، زاعمةً أنها أبرمت الاتفاق بناءً على رغبة أهالي مضايا والزبداني.


ولا تزال الشروط التي قامت عليها بنود الاتفاق طي الكتمان، وفي الوقت نفسه يؤكد عدد من المراقبين أن بعض الشروط السرية في الاتفاق “القطري – الإيراني”، نصت على الإفراج عن عدد من رجال الأعمال، وأبناء الشيوخ القطريين والصيادين المحتجزين لدى الحشد الشعبي، كما أكدت تقارير صادرة عن مجموعة صحف أجنبية، أن قطر دفعت الكثير من الأموال في صفقة “اتفاق المدن الأربعة” من أجل إطلاق سراح الأسرى التابعين لها، ولتحقيق مصالح أخرى في المنطقة.


 وأشارت التقارير إلى أن المبلغ الذي دفعته قطر يصل إلى 80 مليون دولار، وذلك تحت بند دعم البنية التحتية لـ”المناطق المحررة”، إضافة إلى ذلك دفعت أموالاً طائلة لعدد من قيادات “هيئة تحرير الشام”، إلى جانب دفع أموال وفق تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، لعدد من متزعمي تنظيم الإخوان المسلمين الموجودين في سوريا، مقابل تسهيل الطريق على المختطفين القطريين.



 


 ولفتت الجارديان إلى إرسال قطر في العشرين من أبريل العام 2017، لطائرة تابعة لها، بقيت 5 أيام في مطار بغداد، لنقل المختطفين القطريين الـ26، إذ أكدت الصحيفة البريطانية، أن عدداً من المسؤولين القطريين دخلوا إلى العاصمة العراقية بغداد، ومعهم أكياس كبيرة بها أموال نقدية وذهب، لم تستطع الحكومة العراقية تفتيشها، وقدمتها للميليشيات الشيعية الإيرانية، حيث كانت الأخيرة طرفاً رئيساً في الاتفاق.


وأخيراً، وليس آخراً، لن يكون للتقرير المذكور أعلاه، أو تعليقات السوريين على صفحة وزارة التربية التابعة للمعارضة، بكل تأكيد، أي فرصة في الاستحواذ على جوائز السفارة السورية في قطر، لـ”النفاق والتبييض” وفق المعلّقين، والمتراوحة ما بين 500 إلى مئة دولار! مؤسسة مُعارضة


ليفانت-خاص  


إعداد وتحرير: أحمد قطمة








 




كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!