صمت دولي مريب يرافق أمعاء السوريين الخاوية

رغم استمرار آلة القتل في سوريا وعجز السوريين عن وقف شلال الدم هناك، يستمر ناشطون وناشطات سوريين بالإضراب عن الطعام في عدة مدن وعواصم حول العالم تحت شعار "الأمعاء الخاوية"، تضامناً مع المدنيين في محافظة إدلب ولوقف القصف الذي يطالهم بشكل يومي.

يشارك أكثر من 55 ناشطاً وناشطة حول العالم في إضراب جماعي عن الطعام، تحت شعار الأمعاء الخاوية، مطالبين بإيقاف القصف على منطقة إدلب، والتي مازالت تتعرض لحملة عسكرية مستمرة منذ شهور، من قبل النظام السوري وحليفه الروسي، الذين قتلوا المئات من الأطفال والنساء وشردوهم على الحدود السورية التركية.

عن الحملة وأهدافها والغاية منها، تحدثنا من العاصمة البريطانية لندن الناطقة الرسمية باسمها، "نسرين طرابلسي"، حيث أضربت عن الطعام مع مجموعة من شابات سوريات، فتقول: "مازالت حملة الإضراب عن الطعام والتي تحمل عنوان (حملة الأمعاء الخاوية) مستمرة والتي بدأها المهندس بريتا حاجي حسن عمدة المجلس المحلي السابق لمدينة حلب، والموجود في سويسرا، منذ السادس من شهر حزيران 2019، وتبعه عدد من الناشطين والمواطنين واللاجئين السوريين المنتشرين في كافة أنحاء العالم كنوع من التضامن والدعم له لتتوسع وتتحول إلى حملة وطنية شعبية تهدف إلى إيقاف القصف المتواصل على إدلب، حيث يستهدف النساء والأطفال من المدنيين".

صمت دولي خاوي يرافق أمعاء السوريين الخاوية

وتضيف طرابلسي: "يقوم مبدأ الحملة كما تبلورت بعد شهر كامل على إضراب كل ناشط عن الطعام وإعلان انضمامه للحملة، ثم حين يشعر بالتعب الصحي ولا يقوى على المتابعة يعلّق إضرابه ويستلم عنه راية الحملة مضرب آخر، كما أن البعض يستمرون بإصرار يحمل الكثير من القوة والصلابة. حتى وصل عدد المشاركين بالإضراب مساء هذا اليوم الخميس إلى خمسة وتسعين مضرباً في حصيلة مرشحة للارتفاع".

وتتابع حديثها عن أهداف الحملة: "الحملة إنسانية الأهداف، فالمجازر المستمرة وعمليات التهجير لم تتوقف في سوريا منذ بداية الثورة السورية، حيث يعمل النظام بطريقة ممنهجة على تغيير الخارطة الديموغرافية لسوريا، ما جعل من إدلب المحررة الملجأ الأخير لمن أصروا على البقاء في سوريا أو لم تسعفهم قدراتهم على السفر والهجرة إلى تركيا وأوروبا وباقي البلدان المجاورة".

وتشير نسرين: "الملف السوري يحتوي على عدة قضايا لم ينجح المجتمع الدولي في حلها ويبدو أنه إما عاجز أو يتعامى عنها، مثل ملف المعتقلين والتعذيب حتى الموت داخل السجون وعُرضت صور من قضوا بسببه على مرأى العالم أجمع من دون أن يتوصل إلى قرار يحاسب الجاني الأكبر إلى محكمة العدل الدولية".

وتضيف: "إن المنضمين للحملة يتحلون بالصبر للمتابعة إلى أن يعود الملف السوري إلى واجهة الإعلام العربي والغربي بعد أن تم التشويش عليه واحتلت داعش مساحة ترضي أهواء الغرب، متجاهلاً كل الإرهاب الموازي بل والمتفوق من نظام بشار الأسد وأعوانه حتى بعد أن أنهت داعش دورها واختفت عن المشهد".

وتؤكد نسرين طرابلسي الناطقة الرسمية باسم الحملة: "كنتيجة للحملة عاد الإعلام السوري في الخارج وبعض وسائل الإعلام العربية لفتح الملف السوري ونحن لن نتوقف بمعونة شرفاء العالم الذين نوجه لهم النداء لينضموا إلى شعب ظلمه العالم، شعب كان ذنبه أنه حلم بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وعيون أهلنا في الداخل معلّقة بنا، علّنا نستطيع من خلال هذه الحملة تسليط الضوء من جديد على الحقيقة ولنثبت أن الثورة مستمرة ولن تموت مادامت تستمد الأوكسيجين من أرواحنا المتقدة بالأمل والعمل".

وتنهي حديثها لموقع "ليفانت" بالقول: "الصور المرفقة من الاعتصام اليومي في لندن والذي تقوم به كل من الناشطتين (شذا أبو ودو) و(نسرين طرابلسي)، واللتين أضربتا عن الطعام ومازالتا مستمرتين حتى بعد أن سلمتا الإضراب لكل من السيدة (زينة العظمة) والآنسة (حلا الحلبي)، واللتان باشرتا إضرابهما ومشاركتهما في دعم الحملة. كما إن الاعتصام أمام مجلس الوزراء يومياً يهدف إلى التفاعل مع الشارع البريطاني ورفع الوعي حول ما يعانيه الشعب السوري في الداخل لحشد الرأي العام".

انضم لحملة الأمعاء الخاوية المتضامنة مع المدنيين في إدلب فنانين وكتباء أوروبيين وأمريكيين آخرين في دول أخرى، ومنهم فنان الغرافيك الأمريكي "كوري ستراكان" الذي نشر مقطع فيديو له تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي متحدثاً عن أن هدفه من هذه الخطوة هو "لفت الانتباه إلى ما يجري في سوريا،والإشارة إلى المعاناة التي تحصل هناك، حيث هي كارثة من صنع بشري، يجب أن يكون لدينا القدرة على إيقافها، لأنها ليست كارثة دولية خارج نطاق سيطرتنا فلدينا القدرة وعلينا أن نتحرك بأسرع وقت ممكن".

كما تضامنت الناشطة والشاعرة الإيطالية “فرانشيسكا سكالينشي” مع المضربين، وانضمت إلى حملة الأمعاء الخاوية، فحدثتنا عن هدف مشاركتها قائلة: "قمت بالانضمام إلى الإضراب عن الطعام تضامنًا مع بريتا حاجي حسن، حيث طُلب مني التعبير عن تضامني مع المبادرة التي بدأ فيها بريتا، وانضم إليها العديد من السوريين، حيث أستطيع القيام بذلك فقط من خلال المشاركة الشخصية بالإضراب".

هذا وكان قد أشار المضربين عن الطعام في بيان سابق لهم إلى: "تُحمّل الجهات الدولية مسؤولياتهم تجاه المأساة الاستثنائية والفظيعة التي يعيشها الشعب السوري، والقيام بدور يتناسب مع حجم المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية، إلى جانب دخول المأساة السورية عامهم التاسع، واستفحال جرائم النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، مقابل سكوت المجتمع الدولي، الذي ينم عن العجز أو الرضا".

ليفانت-لندن

صمت دولي مريب يرافق أمعاء السوريين الخاوية