الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
شرقي الفرات السوري والعدوان التركي المحتمل عليه
شرقي الفرات السوري والعدوان التركي المحتمل عليه

تزداد احتمالات العدوان التركي على سوريا مع حشد القوات التركية على الحدود السورية التركية، حيث تعتبر أنقرة أن هذه المنطقة خطراً على الأمن التركي ويجب تطهيرها بحسب قوله.


وزادت فرص تلك الاحتمالات بعد الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن القوات الأميركية، التي قاتلت إلى جانب الأكراد ضد تنظيم داعش ستنسحب من المنطقة.


وتعلن تركيا عن رغبتها إنشاء ما تسميه "منطقة آمنة" على طول حدودها الجنوبية مع سوريا، والتي يسيطر عليها حالياً المقاتلون الأكراد السوريون، المعروفون باسم وحدات حماية الشعب.


وسبق أن طالب أردوغان بإقامة "منطقة آمنة" يبلغ عمقها 30 كيلومتراً وتمتد لأكثر من 480 كيلومتراً باتجاه الحدود العراقية، وكان يأمل في البداية بالقيام بذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة، لكنه شعر بالإحباط إزاء ما اعتبره تكتيكات متأخرة من قبل الولايات المتحدة.


كما تعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب جماعة إرهابية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يقاتل منذ 35 عاماً ضد الدولة التركية، كما تنظر أيضاً إلى المنطقة، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب بأنها "تهديد وجودي".


إلا أنه وبحسب التصريحات التركية والمحليين السياسيين المتابعين للأوضاع التركية السورية، رغبة تركيا بعد تأمين تلك المنطة هو إعادة توطين مليوني سوري فروا من بلادهم إلى تركيا بسبب النزاع في وطنهم، في حين حذّرت بعض المنظمات الحقوقية الكردية أن تركيا تحاول أن تغير تركيبة المنطقة السكانية، بجلب سوريين من مناطق أخرى من غير الكرد، وبالتالي إحداث تغيير ديموغرافي في المناطق الكردية.


تصريحات أردوغان الأخيرة تحدثت عن خطط لبناء مدن وقرى ومستشفيات ومدارس، لكنه يقول أيضاً أن تركيا، التي أنفقت بالفعل حوالي 40 مليار دولار على اللاجئين، لا تستطيع فعل ذلك بمفردها، وفقاً لـ"أسوشيتيد برس"، وقال إنه سيعقد مؤتمراً للمانحين للمساعدة في تحمل التكلفة ودعا الدول الأوروبية إلى تحمل العبء، محذراً من أن تركيا قد تضطر إلى فتح "البوابات" لتدفق المهاجرين إلى الدول الغربية.


قاتل المقاتلين الكرد إلى جانب التحالف الدولي تنظيم داعش الإرهابي، وقتل الآلاف من المقاتلين الكرد في المنطقة لتطهيرها من التنظيم الإرهابي، ولذا إن المقاتلين الأكراد غير راغبين في مغادرة المنطقة، التي انتزعوها من تنظيم داعش، والذين تمرسوا من خلال القتال ودربتهم الولايات المتحدة وأمدتهم بالمعدات، كما أنهم تعهدوا بمحاربة الأتراك حتى النهاية.


وتصر القوات الكردية بأنها ستقاوم العدوان التركي على المنطقة، ودعت كافة أبناء المنطقة بمقاومة ذلك العدوان الذي يهدف جميع سكان المنطقة.


ويخشى منتقدو قرار ترامب من أن تكون للعملية التركية عواقب مزعزعة للاستقرار في المنطقة، في حين حذّر كلاً من الديمقراطيين والجمهوريين من أن الهجوم التركي قد يؤدي إلى مذبحة للأكراد، الذين يحتجزون الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش الأسرى وعائلاتهم.


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!