الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • رسائل ودلالات لاستهداف واشنطن الإرهابيين بمناطق سيطرة أنقرة.. شمال سوريا

رسائل ودلالات لاستهداف واشنطن الإرهابيين بمناطق سيطرة أنقرة.. شمال سوريا
شمال سوريا

أفصحت القيادة المركزية الأميركية عن تصفية المتزعم البارز في تنظيم القاعدة، المدعو عبد الحميد المطر والذي يكنى بـ"أبو عبد الله الرقاوي"، وذلك عقب يومين على هجوم استهدف قاعدة عسكرية في جنوب البلاد يستعملها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لافتةً إلى أن العملية ستؤثر "على قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط وشن الهجمات".


وكشفت القيادة المركزية الأميركية، فجر السبت الماضي، عن شن غارة جوية لاستهداف المتزعم بتنظيم القاعدة، في منطقة "تل أبيض" بمنطقة شرق الفرات في شمال غرب سوريا، وهي ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات "الجيش الوطني السوري" التابع لتركيا.


وتبعاً للباحث المتخصص في الإسلام السياسي مصطفى صلاح، فإن المتزعم في تنظيم القاعدة الذي جرى استهدافه، السبت، له تاريخ في العمل الجهادي بسوريا حيث يتحدر من مدينة الرقة، وكان قيادياً بجبهة النصرة، ثم بعدها انخرط في صفوف تنظيم حراس الدين، فرع تنظيم القاعدة بسوريا، منوهاً في حديثه لـموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أنه انتقل من إدلب إلى المناطق التي تخضع لسيطرة القوات المدعومة من أنقرة، حيث بقي بين منطقتي تل أبيض ورأس العين (المحتلتان).


اقرأ أيضاً: موسكو: نعارض هجوم تركيا على شمال سوريا.. ومستعدون للوساطة

ووفق بيان صادر عن القيادة الأميركية، فإن الضربة الجوية نفذتها طائرة MQ-9 المسيرة، واكملت: "التخلص من هذا القيادي البارز في القاعدة سيقوض قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط للمزيد من الهجمات العالمية التي تهدد المواطنين الأمريكيين وشركاءنا والمدنيين الأبرياء وتنفيذها".


وذكر جون ريغسبي المتحدث بلسان القيادة المركزية الأميركية، إن "القاعدة لا تزال تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائنا"، وتبعاً لوكالة الأنباء الفرنسية، فقد بيّن ريغسبي أن فرع تنظيم القاعدة بسوريا كان "يستخدم سوريا كملاذ آمن لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج"، مؤكدةً في ختام البيان على مواصلة "منتمي القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخر".


وتبعاً للباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد سلطان، فأنه من اللافت أن تنظيم القاعدة أو أي من المجموعات المرتبطة به في داخل سوريا لم تعلن حتى الآن، عن مقتل عبد الحميد المطر، وذلك في خلاف للمعتاد، لأن تنظيم حراس الدين (الفرع المحلي للقاعدة) يعلن دائماً سواء بصورة رسمية أو غير رسمية عن مقتل قيادته في شمال وشمال غربي سوريا.


شمال سوريا

ويعتقد سلطان خلال حديثه لـموقع "سكاي نيوز عربية"، أن القيادي الذي تم استهدافه كان أحد خلايا "خلف خطوط العدو" كما يسميها تنظيم حراس الدين، وهي المجموعات الناشطة في عمق مناطق النظام السوري، وفي مناطق السيطرة التركية والكردية على حد سواء، ويتابع: "هذه المجموعات هي رأس حربة تنظيم القاعدة في سوريا، والوحيدة من بين كل خلايا حراس الدين التي ما زالت نشطة عملياتيا منذ أواخر 2019، التي شهدت صدام كبير بين التنظيم وبين هيئة تحرير الشام التي تسيطر على إدلب السورية، وتتبنى حالياً نهجاً مضاداً للقاعدة، كما تكشف الأحداث والصدامات بينهما".


وفيما يرتبط بدلائل استهداف الولايات المتحدة للقيادي التنظيمي بالقاعدة في منطقة شمال غرب سوريا (الخاضعة لاحتلال أنقرة)، يكشف الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أن "العملية تحمل دلالة هامة تتصل بوقوعها قرب "تل أبيض" التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لأنقرة، في ظل انتقاد الأخيرة لدعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الكردية، واعتبارها أن ذلك دعماً للإرهاب".


وينهي حديثه بالقول: "ومن شأن الهجوم أن يثبت وجود نشاط لشبكات القاعدة العالمية في عمق مناطق سيطرة تركيا، وهو ما سيشير بالطبع إلى توظيف النظام التركي للتنظيمات الإرهابية في تحقيق أغراضه ومصالحه الذاتية، كما أن هذا الهجوم لن يكون الأخير، لكنه قد يؤدي إلى زيادة التوتر بين أنقرة وواشنطن، في حال كانت الغارة الجوية قد نفذت بدون علم الجانب التركي".


ليفانت-سكاي نيوز

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!