-
دعوة قضائية تفضح قيادة شبكة التجسس القطري
بينما ينشغل الكثيرون في قضايا الرشوة في كثير من الأماكن حول العالم كما يحدث في أوكرانيا، فإن معظم الأميركيين ليس لديهم أي فكرة عن القوى المتنافسة في الشرق الأوسط والتي تخوض حرباً بالوكالة على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتم استخدام بعض الصحفيين الفاسدين وبعض جماعات الضغط والسياسيين كسلاح لكسب هذه المعركة بعد إغرائهم بأموال ضخمة.
ومع ازدياد معاناة دولة قطر بسبب الحصار التي فرضته المملكة العربية السعودية عليها بعد أن رفضت الأولى قطع علاقتها بقنوات الجزيرة وكذلك جماعة الإخوان المسلمين والكثير من الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فقد قامت قطر بخطوات يائسة لكسر هذا الحصار واستغلت كل علاقاتها التجارية وجماعات الضغط ومخترقي شبكات الحاسوب وحتى السياسيين الذين يمكن شراء ذممهم بالمال، وهذا دفع أحد السياسيين القطريين الذي كان يلعب دوراً هاماً بالخفاء إلى الظهور إلى الأضواء.
يعتبر الرئيس الأسبق لجهاز أمن الدولة في قطر والسكرتير الحالي للأمير للشؤون الأمنية محمد بن أحمد بن عبد الله المسند رائداً في مجال التجسس لصالح دولة قطر، حيث أوضحت عدة مصادر مطلعة أن أهم واجباته الرئيسية هي التلاعب بالسياسة الأمريكية.
ويعمل المسند وهو ابن عم الشيخة موزة والدة الحاكم الحالي لدولة قطر كحلقة وصل دبلوماسية رفيعة المستوى للحكومة القطرية، حيث يمكنه ذلك من الاجتماع مع كبار الشخصيات مثل مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية، السير جوليان كينغ، رئيس وزراء العراق، ونائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين كما التقى المسند بأعضاء من الكونغرس الأمريكي، بينهم وفد مكون من تسعة أعضاء من الحزبين والذين قاموا بزيارة لقاعدة العريض الجوية في قطر في الرابع من شهر يوليو.
ولكن هذا ليس كل شيء، فما حدث مؤخراً أظهر أن انخراط المسند بالسياسة الأمريكية أعمق بكثيرمما يبدو عليه في الواقع، حيث وجد المسند نفسه على الصفحات الأخبارية بسبب شكوى تم رفعها في محكمة فلوريدا ضد الشيخ خالد بن حمد آل ثاني شقيق حاكم قطر الحالي والمتهم بتوجيه أمر لحارسه الشخصي والذي يحمل الجنسية الأمريكية بقتل شخصين إضافة إلى احتجاز طبيبه الخاص قسراً، وقد قامت المحامية الأمريكية ريبيكا كاستانيدا والموكلة من قبل المدعيين بإرسال رسالة إلى السفير القطري لدى الولايات المتحدة في شهر اغسطس وتطلب فيها تأكيداً رسمياً بأن اجتماعاً حدث في شهر يونيو 2019 في قطر بين المسند ورجل أعمال كندي يدعى آلان بيندر والذي تربطه علاقات قوية بحكومات وأشخاص مؤثرين في الشرق الأوسط بما فيها المملكة العربية السعودية ودولة قطر حيث أكدت مصادر مطلعة أن المسند أقر بصحة الإدعاءات ضد الشيخ خالد خلال ذلك اللقاء.
كما أكد ذات المصدر أنه حظي بلقاءات شخصية مع المسند وقد أدلى خلالها المسند بتصريحات خطيرة حول تأثيره على السياسيين والصحفيين الأمريكيين وعن تحكمه بعمليات رشوة استهدفت شخصيات عامة داخل المجتمع الأمريكي، حيث أقر متباهياً أنه " لن يتلقى أي صحفي أو سياسي أمريكي دولاراً واحداً دون إذن منه"
وتتضح مدى تأثير العمليات القطرية داخل الأوساط الغربية يوم بعد يوم ولكن ما يثير القلق حقاً هو التدخل المباشر بسياسة بلدنا، فنحن نثق أن الأشخاص الذين انتخبناهم ليكونوا نواباً عنا سيجعلون مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية قبل كل شي وإذا ما كان هناك فساد على أعلى المستويات داخل أوساط الحكومة، فعلى مسؤولي إنفاذ القانون التدخل وحماية السياسة الأمريكية من أي خطر قد يضر بها وإذا وجدت الأدلة الدامغة فيجب معاقبة الجناة.
يجب أن تصب سياستنا مع دولة قطر أو أي دولة أخرى في مصلحة الولايات المتحدة أولاً وليس في مصلحة أولئك الذين يملكون المال وإذا ما عرف أن شخصيات عامة قد أخذت أموالاً من دول أجنبية للتأثير في قرارات الدولة فإن مكان أولئك الناس هو السجن وليس مقعد الكونجرس.
الباحث الأمريكي د. أورن ليتوين
@OrenLitwin
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!