الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تنافس روسي إيراني محموم لتجنيد شباب السويداء بلا نتيجة

تنافس روسي إيراني محموم لتجنيد شباب السويداء بلا نتيجة
تنافس روسي إيراني محموم لتجنيد شباب السويداء بلا نتيجة

تستغلّ كل من روسيا وإيران الوضع الكارثي الذي تعيشه المحافظة من الناحية الاقتصادية، والذي ينعكس بشكل سيئ جداً على أبنائها، من حيث تأمين أبسط مستلزمات البقاء على قيد الحياة، وخاصة في فصل الشتاء، حيث بات تأمين الوقود للتدفئة بمثابة المعجزة للكثير من العائلات في المدينة، وفي الأرياف، هذا ناهيك عن تأمين أبسط ما يمكن من المواد الغذائية التي تشهد أسعارها ارتفاعاً جنونياً لا يمكن توصيفه. شباب السويداء


بسبب هذا الوضع المأساوي يقرّر عدد لا بأس به من الشباب الذي وصل إلى مرحلة اليأس المطبق، وهو الذي بنفس الوقت لا يستطيع، وبسبب أخلاقه وتربيته، الارتماء بأحضان العصابات المدعومة أمنياً، ليعتاش على السرقة والخطف والقتل، فيكون من الأسهل والأخف وطأة أن ينتسبوا لمليشيات روسيا أو إيران التي توفر لهم الحد الأدنى اللازم لتأمين قوت أسرهم، إضافة إلى ذلك، فإنّ هذه المليشيات تؤمن لهم القدرة على التحرّك بسبب سطوتها على أجهزة النظام، وإجبارها بأن تسوي وضعهم الأمني والعسكري، فعندما يستطيعون التنقل والخروج من المحافظة، لعلّ هذا يفتح أمامهم أبواباً بقيت لسنوات طوال موصدة بوجههم.


تتوزّع في أرجاء المحافظة، العديد من المكاتب لتجنيد هؤلاء الشباب، ولا تختلف آليات عملها عن تجنيد الشباب الراغبين بالانتساب للميليشيات، فهي تبدأ بتسوية وضعهم بخصوص الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، كون غالبيتهم مطلوبين للخدمة في الجيش وممتنعين عن الالتحاق بالخدمة، بعد ذلك يتم إخضاعهم لدورة تدريبية في غالب الأحيان لا تتجاوز العشرة أيام، ليتم بعد ذلك إرسالهم إلى أماكن تواجد هذه المليشيات في المناطق التي ما زالت تشهد توتراً واشتباكات، سواء كان داخلياً أو في مناطق وبلدان خارج سوريا.


لكن ما يهم في الأمر، أنّ هناك تهويل بالأرقام بما يتعلّق بعدد الشباب الذين تطوعوا لدى هذه المليشيات، فالمنتسبين إلى الإيرانية منها عددهم بالعشرات ولم يستطيعوا جذب أعداد كبيرة من شباب السويداء، وذلك لأنّ الرواتب التي يدفعونها ليست مغرية كثيراً، بالإضافة إلى ذلك خطورة أماكن فعل وتواجد هذه المليشيات، إن كان في دير الزور أو البادية السورية بشكل عام.


تجنيد السوريين


أما المليشيات التي تتبع لروسيا، فقد استطاعت جذب أعداد أكبر من أبناء المحافظة يقدرون ببضع مئات، والأسباب هي أنّ الرواتب جيدة ويتم الدفع بالدولار، وليس بالعملة السورية المنهارة، وأماكن تواجد المتطوعين ليست بتلك الخطورة إن كان خارج سوريا في ليبيا أو فنزويلا، فهم يمضون خدمتهم في حراسة المنشآت النفطية والهامة بالنسبة لروسيا هناك، وإن كان داخل سوريا، فهي عملياً نفس المهمات التي تتمحور حول حراسة المنشآت والأماكن التي تهم الجانب الروسي في سوريا، كحقول النفط والغاز، والمعامل التي تشغلها وتستثمرها، مثل معامل الأسمدة والفوسفات في حمص وباديتها، ليبقى أيضاً الرقم المتداول عن عددهم لا يزيد عن مئتين فقط من أصل الآلاف من شباب السويداء المتخلّف عن الخدمة العسكرية. وبات من الواضح أنّ المليشيا الأضعف بين المليشيات الفاعلة على الأرض السورية هي مليشيا جيش النظام، لأنّها لم تعد تستطيع أن تقدّم الإغراءات الكثيرة، كما في السابق، من خلال التعفيش والسرقة، ولا يقدم أحد حالياً على الالتحاق بصفوفها إلا بالإكراه والاعتقال على الحواجز المنتشرة في البلاد.


يقول ع. ص، أحد الشباب الملتحقين بالميليشيا الروسية الذاهبة لفنزويلا: "إن مت فأنا هنا ميت أصلاً، وإن عشت أطعمت أولادي! لا بديل لا بديل".


مضى عقد من الزمن واستطاع الشباب، بشكل أو بآخر، تحمل هذه الفترة القاسية من حياتهم، ولا أحد يظن أنّ قسماً كبيراً منهم سيرمي بنفسه إلى التهلكة بين يدي هذه المليشيات، على أمل أن يكون الفرج والحل قريباً، ليعوضوا ما خسروا من عمرهم هباءً. شباب السويداء


ليفانت - سلامة خليل

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!