الوضع المظلم
الأربعاء ٢٦ / يونيو / ٢٠٢٤
Logo
تلوّث الهواء داخل المنزل والصحة
تمارين الصحة / تعبيرية

تلوّث الهواء داخل المنزل والصحة

حقائق رئيسية

هناك نحو ثلاثة مليارات نسمة ممّن يحرقون الكتلة البيولوجية (الحطب والروث والمخلفات الزراعية) والفحم على نيران مكشوفة أو مواقد مسرّبة للدخان لأغراض الطهي وتدفئة منازلهم.




يزيد على 4 ملايين نسمة عدد من يقضون في مراحل مبكّرة من جرّاء الإصابة بأمراض يمكن ردّها إلى تلوّث الهواء داخل المنزل نتيجة حرق الوقود الصلب داخله.




ينجم عن التعرض للهواء الملوث داخل المنزل 3.8 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً من جراء الإصابة بأمراض غير سارية، ومنها السكتة الدماغية ومرض القلب الإقفاري والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة.




تتسبب الجسيمات التي تُستنشق من الهواء الملوّث داخل المنزل في نسبة تزيد على 50% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب الالتهاب الرئوي.




تلوّث الهواء الداخلي والطاقة المُستخدمة في المنازل: ثلاثة مليارات نسمة من المنسيين

لا يزال هناك 3 مليارات نسمة تقريباً يحرقون الوقود الصلب على نيران مكشوفة ومواقد مسرّبة للدخان لأغراض الطهي والتدفئة (من قبيل الحطب والمخلفات الزراعية والفحم العضوي والفحم العادي والروث). ومعظم أولئك الأشخاص فقراء ممّن يعيشون في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل.


وتتسبّب هذه الأنواع من الوقود والتكنولوجيات المستخدمة لأغراض الطهي في ارتفاع مستويات تلوّث الهواء داخل المنزل بالاقتران مع ظهور طائفة من الملوّثات المضرّة بالصحة، بما فيها جسيمات صغيرة من السخام يمكنها التوغّل عميقاً في الرئتين. ويمكن في المساكن التي لا تُهوّى بالقدر الكافي أن تتجاوز مستويات الجسيمات الصغيرة الكامنة في الدخان المنبعث بالأماكن المغلقة، بمائة مرّة، المستويات المقبولة. ويرتفع تحديداً معدل التعرّض لتلك الجسيمات فيما بين النساء والأطفال الذين يقضون معظم وقتهم قرب المواقد المنزلية.


الآثار الصحية

يلاقي سنوياً 4.3 مليون نسمة حتفهم في وقت مبكّر من جرّاء الإصابة بأمراض يمكن عزوها إلى تلوّث الهواء داخل المنزل بسبب حرق أنواع الوقود الصلب فيه على نحو غير كفوء (بيانات عام 2012). ومن بين تلك الوفيات النسب التالية:


نسبة 13% بسبب الالتهاب الرئوي

نسبة 34% بسبب السكتة الدماغية

نسبة 25% بسبب مرض القلب الإقفاري

نسبة 22% بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن

نسبة 6% بسبب سرطان الرئة.


الالتهاب الرئوي


يؤدي التعرض لتلوث الهواء داخل المنزل إلى ارتفاع خطورة الإصابة بالالتهاب الرئوي في مرحلة الطفولة إلى الضعف تقريباً. وتُعزى أكثر من نصف الوفيات الواقعة بين صفوف الأطفال دون سن الخامسة من جراء الإصابة بالالتهابات الحادة في السبيل التنفسي السفلي إلى استنشاق الجسيمات الموجودة في الهواء الداخلي الملوث بسبب حرق أنواع الوقود الصلب داخل المنزل (منظمة الصحة العالمية، 2014).


السكتة الدماغية

يمكن أن تردّ تقريباً ربع الوفيات المبكرة الناجمة عن السكتة الدماغية (أي نحو 1.4 مليون وفاة، نصفها بين النساء) إلى التعرض المزمن للهواء الملوث داخل المنزل بسبب الطهي باستخدام أنواع الوقود الصلب.


مرض القلب الإقفاري

يمكن أن ينجم عن التعرض للهواء الملوّث نسبة 15% تقريباً من الوفيات التي يسببها مرض القلب الإقفاري، الذي يحصد أرواح ما يزيد على مليون نسمة سنوياً في مرحلة مبكرة.


مرض الانسداد الرئوي المزمن

يتسبب التعرض للهواء الملوث داخل المنزل في أكثر من ثلث الوفيات المبكرة الناجمة عن الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بين البالغين في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل. واحتمال إصابة النساء اللائي يتعرّضن بمستويات عالية للدخان المنبعث في الأماكن المغلقة بمرض الانسداد الرئوي المزمن هو أعلى بمقدار 2.3 مرة من احتمال إصابة سواهن اللائي يستخدمن أنواعاً أخرى أنظف من الوقود. أمّا في صفوف الرجال (الذين ترتفع لديهم فعلاً مخاطر الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة بسبب ارتفاع معدلات التدخين بينهم)، فإنّ التعرّض للدخان المنبعث في الأماكن المغلقة يضاعف تلك المخاطر تقريباً (أي بمقدار 1.9 مرة).


سرطان الرئة

تُعزى نسبة 17% تقريباً من الوفيات الناجمة سنوياً عن سرطان الرئة بين صفوف البالغين في مرحلة مبكرة إلى التعرّض لمواد مسرطنة موجودة في الهواء الملوّث داخل المنزل من جراء الطهي فيه باستخدام أنواع الوقود الصلب، مثل الحطب أو الفحم العضوي أو الفحم العادي. ويرتفع معدل تعرض النساء لهذا لخطر بسبب دورهن في إعداد الطعام.


الآثار الصحية الأخرى

تتسبب عموماً الجسيمات الصغيرة والملوّثات الأخرى الموجودة في الدخان المنبعث بالأماكن المغلقة في التهاب المسالك الهوائية والرئتين وإضعاف الاستجابة المناعية والتقليل من قدرة الدم على حمل الأوكسجين.


يوجد أيضاً بيّنات تثبت وجود صلات بين تلوّث الهواء داخل المنزل وانخفاض الوزن عند الولادة والإصابة بالسل والساد (الكاتاراكت) وسرطان الأنف والبلعوم وسرطان الحنجرة.


تتأثر أيضاً معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية بعوامل خطر من قبيل ارتفاع ضغط الدم، والنظام الغذائي غير الصحي، وقلّة النشاط البدني، والتدخين. ومن بعض العوامل الأخرى التي تتسبب في إصابة الأطفال بالالتهاب الرئوي الرضاعة الطبيعية دون المستوى الأمثل، ونقص الوزن، والتعرض لدخان التبغ غير المباشر. أما فيما يتعلق بسرطان الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن فإن التدخين المباشر والتعرض لدخان التبغ غير المباشر هما أيضاً من عوامل الخطر الرئيسية التي تسبب الإصابة بالمرضين المذكورين.


الآثار المترتبة على الإنصاف الصحي والتنمية وتغيّر المناخ

إن لم تُدخل تغييرات كبيرة على السياسة العامة سيظل إجمالي عدد المعتمدين على أنواع الوقود الصلب دون تغيير يذكر بحلول عام 2030 (البنك الدولي، 2010). ويشكّل استخدام أنواع الوقود الملوّث عبئاً ثقيلاً على التنمية المستدامة.


تستغرق النساء والأطفال وقتاً طويلاً في جمع الوقود، ممّا يحدّ من وقت اضلاع النساء بأنشطة مجدية أخرى (مثل إدرار الدخل) ويبعد الأطفال عن المدارس. ويواجه النساء والأطفال في البيئات الأقلّ أمناً خطر التعرّض للإصابات والعنف أثناء عملية جمع الوقود.




الكربون الأسود (الجسيمات السخامية) والميثان المنبعثان من احتراق الوقود في المواقد على نحو غير كفوء هما من الملوّثات القوية التي تسهم في تغيّر المناخ.




يتسبّب انعدام سبل حصول ما لا يقلّ عن 1.2 مليار نسمة من السكان على الكهرباء (كثيرون منهم يستخدمون مصابيح الكيروسين للإضاءة) في التعرض لمخاطر صحية أخرى، من قبيل الحروق والإصابات وحالات التسمّم الناجمة عن استنشاق دخان الوقود المحروق، ويحدّ كذلك من الفرص الأخرى للتمتع بالصحة وتحقيق التنمية، مثل الدراسة أو الانخراط في مزاولة حرف وأنشطة تجارية بسيطة تقتضي توفير قدر كافٍ من الإضاءة.




استجابة منظمة الصحة العالمية

تتولى منظمة الصحة العالمية قيادة الجهود المبذولة بشأن إجراء تقييم لتحديد أيّ التكنولوجيات وأنواع الوقود الجديدة المستخدمة في الطهي داخل المنزل يصدر أقلّ نسبة من الانبعاثات ويمثّل بالتالي أنسب وسيلة لصون الصحة. كما تزوّد المنظمة البلدان بالدعم التقني اللازم لتمكينها من إجراء تقييماتها وزيادة تكنولوجيات المواقد المعزّزة للصحة.


فيما يلي أنشطة أخرى تضطلع بها المنظمة:


المبادئ التوجيهية الجديدة بشأن نوعية الهواء الداخلي المترتبة على حرق الوقود داخل المنزل

سعياً إلى ضمان استنشاق هواء صحي داخل المنزل وخارجه فإن المبادئ التوجيهية الجديدة الصادرة عن المنظمة بشأن نوعية الهواء الداخلي المترتبة على حرق الوقود داخل المنزل تقدم توصيات صحية عن مستوى الأداء عند حرق الوقود وتشغيل المواقد، وتقدم كذلك استراتيجيات بشأن نشر تكنولوجيات الطاقة هذه بفعالية داخل المنازل حماية للصحة. وتستند المبادئ التوجيهية المذكورة إلى القائم من مبادئ توجيهية صادرة عن المنظمة بشأن نوعية الهواء الداخلي وإلى المنشور في الآونة الأخيرة من إرشادات صادرة عن المنظمة فيما يخص مستويات بعض ملوثات الهواء الداخلي.


قاعدة البيانات الخاصة بالطاقة المستخدمة في المنازل

يُستعان بقاعدة بيانات المنظمة الخاصة بالطاقة المستخدمة في المنازل لرصد التقدم المحرز على الصعيد العالمي في التحوّل إلى استخدام أنواع أنظف من الوقود وتحسين المواقد، فضلاً عن الإسهام في عمليات تقييم عبء المرض الناجم عن الطاقة التي تُستخدم في المنازل وحالة إتاحتها في البلدان النامية.


تقييم البحوث والبرامج

تتعاون المنظمة مع البلدان والباحثين وسائر الشركاء من أجل مواءمة أساليب التقييم في مختلف الأماكن لكي يتسنى تقييم الآثار الصحية بشكل متساوق ودقيق وكذلك إدراج عملية تقييم المنافع الصحية من الزاوية الاقتصادية.


الدور القيادي وأنشطة الدعوة في الأوساط المعنية بشؤون الصحة والطاقة والمناخ

قطاع الصحة

تسعى المنظمة إلى إدراج الإرشادات والموارد اللازمة لدعم استخدام الطاقة النظيفة بالمنازل في المبادرات العالمية الخاصة بصحة الأطفال وأدوات دعم عملية صنع القرارات، مثل خطة العمل العالمية بشأن مكافحة أمراض الالتهابات الرئوية والإسهال، وكذلك في جوانب أخرى من الإرشادات المتعلقة بالسياسة العامة للمنظمة. وتدعو المنظمة إلى مراعاة الحجج الصحية الدامغة لاستخدام طاقة أنظف بالمنازل في طائفة واسعة من المنتديات العالمية التي تتناول قضايا صحة الأم والطفل المرتبطة بالالتهاب الرئوي، وكذلك في المنتديات المعنية بمكافحة الأمراض غير السارية بين البالغين. ويمكن أن يساعد ذلك على إذكاء الوعي بأهمية توفير مصادر طاقة أنظف لاستخدامها في المنزل وتعزيز تلك المصادر بوصفها واحداً من تدابير الصحة العمومية الوقائية الأساسية في هذا المضمار.


الصحة وتغيّر المناخ

المنظمة شريك في التحالف المعني بالمناخ والهواء النقي للحد من ملوثات المناخ القصيرة الأجل. وبوصف المنظمة عضواً في فرقة العمل التابعة للتحالف المذكور والمعنية بشؤون الصحة فإنها عاكفة على تقديم الدعم التقني اللازم لتسخير الفوائد الصحية المجنية من إجراءات الحد من ملوثات المناخ القصيرة الأجل، وعلى العمل على زيادة مشاركة قطاع الصحة في التصدي لتلك الملوثات وتحسين نوعية الهواء.


الصحة والطاقة والتنمية المستدامة

اقترحت المنظمة إجراء تخفيضات في عبء الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء (داخل المنزل وخارجه على حد سواء) بوصفها مؤشراً على الهدف المتعلق باستخدام الطاقة تحقيقاً للتنمية المستدامة لما بعد عام 2015.


أسهمت المنظمة أيضاً في وضع إطار التتبع لقياس التقدم المُحرز في بلوغ هدف مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة لتوفير الطاقة المستدامة للجميع المتمثل في الإتاحة الشاملة للطاقة النظيفة.


المنظمة شريك في التحالف العالمي لمواقد الطهي النظيفة الذي تقوده مؤسسة الأمم المتحدة وتشارك فيه طائفة واسعة من وكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية وفئات المجتمع المدني والشركاء من البلدان. ويروّج التحالف لتحسين تصاميم مواقد الطهي بواسطة الكتلة البيولوجية التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من تلوث الهواء الداخلي.


دعم الأهداف الإنمائية للألفية

سوف تساعد معالجة مشكلة تلوث الهواء الداخلي في بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية، وخصوصاً الهدف 4 (تخفيض معدل وفيات الأطفال) والهدف 5 منها (تحسين صحة الأمومة).




ستسهم أيضاً معالجة تلك المشكلة في تحقيق المساواة بين الجنسين (الهدف 3 من الأهداف الإنمائية للألفية) وكذلك في إتاحة المجال أمام المرأة لإدرار الدخل ممّا سيساعد في القضاء على الفقر المدقع والجوع (الهدف 1 من الأهداف الإنمائية للألفية).

أخيراً، يمكن أن يساعد استخدام الطاقة النظيفة بالمنازل على ضمان الاستدامة البيئية (الهدف 7 من الأهداف الإنمائية للألفية). وتقدم المنظمة تقارير سنوية عن نسبة السكان الذين يستخدمون أنواع الوقود الصلب لأغراض الطهي، بوصفها مؤشراً رئيسياً على تقييم التقدم المحرز في مجالي الصحة والتنمية.


المصدر

العلامات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!