-
بين التجنيد والتسريح.. معاناة مستمرة للأطفال في مناطق شمال شرق سوريا
تتواصل معاناة الأطفال في مناطق الإدارة الذاتية، شمال شرق سوريا، ما بين التجنيد والتسريح.
كشف تقرير، نشره "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، عن عمليات التجنيد والتسريح من قبل جهات تابعة للإدارة الذاتية منذ أيار/ مايو 2020 حتى نهاية آذار/ مارس 2021.
وأضاف التقرير، أنّه على الرغم من اتفاق رسمي بين الإدارة الذاتية، مع منظمة “نداء جنيف"، يقضي بحماية الأطفال في النزاعات المسلحة ومنع تجنيدهم، منذ العام 2014، إلا أن مناطق شمال شرق سوريا، الخاضعة تحت سيطرة قوات "قسد" تواصل تجنيد الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 عاماً.
وسبق أن تعهدت قسد، بإيقاف تجنيد الأطفال، دون سنّ الثامنة عشرة، وذلك من خلال خلال خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 2019، حيث ألزمت هذه الخطة قوات سوريا الديمقراطية بإنهاء هذه الممارسة، ووضع تدابير تأديبية جديدة لأولئك الذين لا يمتثلون للخطة.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أعلنت في 30 آب/ أغسطس 2020، عن افتتاح مكتب لـ“حماية الطفل من النزاعات المسلحة”، وتتبع له مكاتب فرعية في مدن “القامشلي والحسكة والرقة ودير الزور وكوباني (عين العرب)، تل أبيض والشهباء والطبقة ومنبج”.
ومن المفترض أن يتولى المكتب وفروعه تلقي الإخطارات الخاصة بتجنيد الأطفال، في صفوف مكونات “قسد” و“قوى الأمن الداخلي، الأسايش”، وأي أمور أخرى تتعلق بانتهاك حقوق الطفل.
ووثق سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تجنيد ما لا يقل عن (19)، من فتيان وفتيات، لا تتجاوز أعمارهم 17 عاماً، خلال الفترة الواقعة ما بين بدايات شهر أيار/ مايو 2020، وحتى أواخر العام ذاته، وذلك من قبل حركة “الشبيبة الثورية"، حيث تمَّ رصد تسريح 7 فتيان وفتيات (أربع فتيات وثلاث فتية) من بين الأطفال الذين جرى تجنيدهم، وذلك بعد تقديم شكاوى من قبل ذويهم لقوات سوريا الديمقراطية.
وأشار التقرير، إلى أنه منذ الربع الأول من العام الحالي، في بداية كانون الثاني/ يناير، وحتى أواخر آذار/ مارس الماضي، استطاعت "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، التحقق من عمليات تجنيد ما لا يقلّ عن 7 فتيان وفتيات آخرين، (مازال هؤلاء الأطفال مجندين حتى لحظة إعداد هذا التقرير في 16 نيسان/ أبريل 2021)، حيث تمّت عمليات التجنيد في أغلبها من قبل حركة “الشبيبة الثورية”، ولوحظ بأنّ عمليات تجنيد الأطفال، ما زالت مستمرة لكن بوتيرة أقلّ من السابق.
فيما أكدت المنظمة، خلال الفترة الواقعة ما بين افتتاح مكاتب “حماية الطفل”، شمال شرق سوريا، في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وحتى أواخر آذار/ مارس 2021، إعادة وتسريح ما لا يقل عن 43 طفلاً وطفلة إلى ذويهم عبر هذه المكاتب، من بينهم 17 طفلاً وطفلة تمّ تسريحهم خلال الربع الأخير من عام 2020، و26 طفلاً آخرين جرى تسريحهم خلال الربع الأول من عام 2021، من ضمنهم 32 طفلاً وطفلة في الحسكة، و4 أطفال في كوباني، و4 أطفال في القامشلي/ قامشلو، وطفلين في منبج، بالإضافة إلى طفل واحد في دير الزور.
ورفع "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" شكوى إلى مكتب “حماية الطفل في النزاعات المسلّحة” في الإدارة الذاتية، بتاريخ 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، حول 17 حالة تجنيد القاصراين والقاصرات.
اقرأ: هدوء حذر في منبج.. واجتماع يضمّ فعاليات عسكرية وأهليّة
كما دعوا لمراقبة تفعيل عمل المكتب المستحدث خلال آب 2020، واتخاذ أقسى التدابير العقابية ضد الجهات والقادة الذين لا يمتثلون للحظر المفروض على تجنيد الأطفال، بما في ذلك حركة “الشبيبة الثورية” و”اتحاد المرأة الشابة”.
وتشير إحصائيات الأمن العام الخاص بالأطفال والنزاع المسلّح في سوريا، إلى أن هناك 35 % من مجموع حالات تجنيد الأطفال- التي بلغت 1423 حالة في عموم سوريا- خلال النصف الثاني من العام 2018، وعام 2019 والنصف الأول من عام 2020، إلى قوات سوريا الديمقراطية ومكوناتها، فضلاً عن قوات الأمن الداخلي الخاضعة لسلطة الإدراة الذاتية في شمال شرق سوريا، فيما نسب 73 % من مجموع الحالات إلى الأطراف الموجودة في شمال غرب سوريا (حماة وإدلب وحلب).
اقرأ المزيد: ذهب إلى سوريا ليقتل البريطانيين.. إطلاق سراح مبكّر لداعشي بريطاني
ومن الجدير بالذكر، أنّ المجلس التنفيذي في "الإدارة الذاتية" أنشأ، في أواخر آب 2020، مكاتب لـ"حماية الطفل في النزاعات المسلحة" في جميع مناطق سيطرة "قسد"، وذلك بناء على اتفاقية وقعها القائد العام لـ"قسد"، مظلوم عبدي، مع الأمم المتحدة، لمنع تجنيد الأطفال وتجنيبهم الحروب.
ليفانت - سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!