-
بكر الحسيني لـليفانت: التغيرات بجغرافية سوريا بعد الـ2011 يجب أن تكون مؤقتة
- الدول الراعية للنظام السوري.. وخاصة روسيا وإيران تدعمه بدون حدود سوريا
- لا حل أمام سوريا إلا من خلال القرار 2254
- لا نعترف بالانتخابات التي تجري في سوريا منذ العام 1973، النظام يعيد إنتاج نفسه سواء بانتخابات أو استفتاءات
- أي تغير حدث بعد عام 2011 في جغرافية سوريا، يجب أن يكون مؤقتاً
- متى اتفقت روسيا مع أمريكا ومع إسرائيل ومع إيران وتركيا على توزيع الكعكة، سينتهي الوضع خلال 24 ساعة بسوريا
- المفروض أن تعتمد القوة الفاعلة على الأرض على العامل الداخلي، لأن العامل الخارجي مؤقت
- انهزمت أمريكا ومعها الغرب (في أفغانستان) بكل جبروتهم، ولكن هزيمتهم بالضربة القاضية كانت أمام الصين
- دولة المركز لن تقوم بأي شكل من الأشكال كما السابق
جاء ذلك في حوار خاص لـليفانت نيوز، مع بكر الحسيني، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي، وعضو المجلس المركزي لهيئة التنسيق الوطنية، وعضو المؤتمر التأسيسي للجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، حول ما تحدث به رئيس النظام السوري بشار الأسد أمام حكومته الجديدة، وما تلتها من مواضيع أخرى تتعلق بأحداث أفغانستان الأخيرة، وانسحاب أمريكا منها بشكل مفاجئ.
وفيما يلي نص الحوار كاملاً:
عشر سنوات وسوريا تعيش حالة حرب ودمار، ورئيس النظام السوري يترأس رئاستها من جديد، كيف تقيمون الأوضاع في سوريا خلال هذه السنوات العشر؟
"بدأ الحراك في سوريا انتقالاً من تونس ومصر، وآنذاك ما سمي بالربيع العربي، والبداية كانت بدرعا بدعوى الحرية والمساواة وتغير الوضع القائم ومقاومة التصحر الذي طال المجتمع السوري منذ أكثر من أربعين عاماً، وتحديداً منذ عام 1970، وكان الحراك سلمياً وبدأ من درعا وانتقل إلى بقية المحافظات وصولاً إلى محافظة الحسكة، وتوسع الحراك، فيما قاوم النظام هذا الحراك بالعنف المسلح، مما أدى إلى تدخل خارجي واستعمال العنف، من قبل بعض الفصائل المعارضة، ودخلت سوريا دوامة العنف منذ عام 2011 إلى عام 2021، ودائرة العنف تحصد الأبرياء قبل المتهمين بعد اندلاع الحركة بسنتين عقد مؤتمر جينيف أولاً، وبعدها قرارات الأمم المتحدة 2254 لوضع حد للعنف المتبادل في سوريا، اقتنعت بأن لا حل للوضع بسوريا إلا بالحل السياسي، وبعد فترة اقترحت الدول الداعمة للائتلاف الوطني المعارض، بأنه لا بد من مشاركة معارضة الداخل وانعقد مؤتمر الرياض، وشاركنا فيه كهيئة التنسيق الوطنية تحت مسمى مخرجات الرياض، كل من يقبل بالحل السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة ومرجعية جنيف، يحق له المشاركة منذ عقد المؤتمر الأول واللقاء الأول وعقد أكثر من خمس لقاءات والنظام لم يقدم أي تنازل وما زال يراهن على الحل العسكري، وكلما دخل منطقة يعتبر ذلك (انتصاراً)، على ماذا؟ هل على تدمير ما تبقى من تلك المنطقة؟".
"بعد عشر سنوات، نحن نعتقد أن الدول الراعية للنظام السوري، وخاصة روسيا وإيران، تدعمانه دون حدود، والدول الأخرى التي تدعم الحل السياسي تغضّ النظر بما يقوم به النظام والدول الراعية للنظام، لا حل أمام سوريا إلا من خلال القرار 2254، والقبول الكامل من طرف النظام وإرغامه على القبول بالحل السياسي، ما عدا ذلك لا مخرج من هذه المحنة التي طالت الحجر قبل البشر".
التصريحات الأخيرة لبشار الأسد التي أطلقها خلال إلقاء خطابه أمام الحكومة الجديدة، قال خلالها بأن الفرصة مناسبة للانتقال من النظام المركزي إلى اللامركزية، إلى ماذا تهدف التصريحات؟ وهل هي بداية الاعتراف بالإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا؟
"بالنسبة للانتخابات التي جرت، نحن كحزب لا نعترف بالانتخابات التي تجري في سوريا منذ العام 1973، نحن نعتبر بأن النظام يعيد إنتاج نفسه، سواء بانتخابات أو استفتاءات، وما إلى ذلك، نحن ندفع باتجاه حكم انتقالي يشارك فيه كل السوريين بكل مشاربهم بكل معنى الكلمة، من خلال انتخابات ديمقراطية وصناديق اقتراع، وما قاله رئيس النظام لم يوضحه، إذا كان يقصد باللامركزية الإدارية، فنحن كحزب وهيئة التنسيق نوافق ونقبل باللامركزية الإدارية، ماعدا ذلك فهي بحاجة إلى توضيح، وهذه مشكلته إذا لم يوضح".
"بالنسبة لنا، عندما قام الحراك في سوريا اعتبرنا أن من حق كل منطقة إقامة إدارة لشؤون منطقتهم لمواجهة متطلبات وحاجة أبناء المنطقة، بالنسبة للإدارة الذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا عندما تشكلت تحت مسمى "الإدارة الذاتية الديمقراطية المؤقتة"، كنا نعمل سوياً في هيئة التنسيق الوطنية ولم نعترض على هذه الخطوة، وبعد فترة ألغوا مصطلح "المؤقتة"، ومع ذلك لم تحدث قطيعة بيننا، القطيعة حدثت عندما طرحوا مشروع العقد الاجتماعي، وهو من وجهة نظرنا مشروع دولة، لذلك اعترضنا عليه وحدثث بعد ذلك القطيعة بيننا وحتى الآن، أي تغير حدث بعد عام 2011 في جغرافية سوريا يجب أن يكون مؤقتاً في نظرنا".
تغير خطاب رئيس النظام السوري بشار الأسد واستخدامه مصطلحات سياسية جديدة، هل هي مؤشر لقرب انتهاء الأزمة السورية؟
"الذي يحصد، عليه أن يزرع بشكل جيد ويسمد الأرض بطريقة تستحق أو ما يستوجب السماد، الوضع بسوريا لم يتغير منذ عام 2011، إلى هذه اللحظة، ماذا عند النظام حتى يغير المعادلة ويدفع باتجاه معين؟ المواطن بدمشق يقضي يومه كاملاً بحثاً عن ربطة خبز وجرة الغاز يتراوح سعرها بين العشرين والسبعين ألف ليرة سورية، بمعنى راتب الموظف الكامل الشهري لا يكفي لتأمين جرة غاز، فماذا عنده حتى يغير هذا الوضع، أعتقد هذا الكلام للاستهلاك المحلي لا أكثر ولا أقل، واستخدام هذه المصطلحات للاستهلاك المحلي لا تسمن ولا تغني عن جوع".
المجتمع الدولي صامت حيال ما يجري في سوريا.. هل لك أن تبين لنا لماذا هذا الصمت وما الهدف من إطالة عمر الحرب في سوريا؟
"سبق أن قلت في أكثر من لقاء تلفزيوني وإذاعي، أن الدول، وخاصة الدول الكبرى، ليست جمعيات خيرية، الدول لها مصالح، وهذه المصالح غير مبنية على الأخلاق، كذلك فإن هذه المصالح تتقاطع، ومتى ما اتفقت روسيا مع أمريكا وإسرائيل وإيران وتركيا على توزيع الكعكة بشكل يتناسب مع حجم كل دولة، سينتهي الوضع خلال 24 ساعة بسوريا، حتى اللحظة هم غير متفقين، فكل دولة متمركزة في منطقة تستغلّ خيراتها، والنظام ما يهمه فقط هو وجوده وإن كان بالاسم".
هل من دلالات أو مؤشرات سلبية على المنطقة بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان؟ وهل سيؤثر ذلك على الوجود الأمريكي في العراق من جهة، وشمال وشرق سوريا من جهة أخرى؟
"مؤكد أن هذا الانسحاب يذكر العالم بالانسحاب الأمريكي المُذل من فيتنام بطريقة مشابهة، نحن كشعوب المنطقة من المفروض ألا نعول على العامل الخارجي، ودائماً علينا أن نتوجه إلى الحاضنة الشعبية التي هي الشعب الذي يحمي أي قرار".
"أمريكا أوجدت 300 ألف عسكري في أفغانستان، مسلحين بأحدث أسلحة العالم، وطالبان 75 ألف وبأسلحة بدائية، استطاعوا أن يسيطروا لأنهم يمتلكون عقيدة، بغض النظر عن هذه العقيدة، إذا كانت تتلاءم مع روح العصر أم لا، ولكن لديهم عقيدة أن يقاوموا لمدة 20 سنة، وطالبان في عام 2003، لم يكونوا يشكلون أكثر من 1%من القوة في أفغانستان، وفي عام 2019 شكلوا حوالي 90% من القوة الفاعلة على الأرض، وفي عام 2021 دخلوا كابل، فمن المفروض أن تعتمد القوة الفاعلة في الأرض على العامل الداخلي لأن العامل الخارجي مؤقت، فمصالح أمريكا تقتضي أن تدعم مجموعة ما، ومصالح تركيا تقتضي أن تحتل مناطق معينة، وكذلك إسرائيل وإيران وغيرها، ونحن كسوريين يجب أن نفكر بالحل الأمثل ونتوجه إلى بعضنا البعض ونعتبر هذه العوامل الموجودة مؤقتة، العامل الخارجي أبداً لا يدوم، فهو كما قلت مؤقت ومصلحتنا تقتضي بأن نتكاتف ونبتدع الحلول لنتجاوز هذه المحنة".
الوجود الأمريكي في أفغانستان كان هدفه القضاء على الإرهاب، ولكن ما ثمن انسحابها؟ ألا تعتقد بأن ما قامت بها أمريكا قد يكون تكتيكاً عسكرياً لخلط الأوراق في المنطقة ما بين (إيران والصين وباكستان وتركيا)؟
"الويلات المتحدة استغلّت أحداث 11 أيلول عام 2001، وقامت باحتلال أفغانستان بحجة مكافحة الإرهاب وقضت على نظام طالبان، وبعد عامين أعادت قوتها، وفي عام 2006 أصبحت واقعاً لا يمكن تجاهله لدرجة أن خبراء نصحوا الحكومة الأمريكية بالانسحاب، ورفضت الحكومات الأمريكية المتعاقبة الانسحاب، مما أدى إلى خسارتها لأكثر من 3 آلالف عسكري على مدى عشرين عاماً، ومليارات الدولارات صرفت على حكومة فاسدة بدليل وجود 300 ألف جندي أفغاني مدججين بأسلحة لم يصمدوا في مواجهة ميلشيات مسلحة بالبنادق لا يتجاوز عددها 75 ألف على أبعد تقدير، انهزمت أمريكا ومعها الغرب بكل جبروتهم ولكن هزيمتهم بالضربة القاضية كانت أمام الصين، التي تعاملت كعادتها بكل أناقة وهدوء، بعكس الأمريكي المتغطرس بثقافة الكاوبوي، أفغانستان فيها أكبر احتياطي من مادة الليثيوم، وتستعمل هذه المادة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، أي سيارات المستقبل، ويقدر سعر الطن الواحد بعشرين ألف دولار، البرليوم وتستخدم لصناعة الأقمار الصناعية والطائرات الفائقة السرعة والصوت وأسعار هذه المادة فلكية، ثالثاً النحاس وفيها ثاني أكبر احتياطي عالمي، وسعر الطن المتري يقدر بعشرين ألف دولار وهي الجيب الخلفي للصين، نستطيع القول إن أمريكا انهزمت، والآن تعيد ترتيب أوراقها، مثلما انهزمت عسكرياً في فيتنام وعادت من باب الاقتصاد".
برأيكم، إلى أين تتجه المصالح الدولية على الجغرافية السورية، وما مدى جدية أمريكا في دعم شرق الفرات؟
"المصالح الخارجية كما قلت سابقاً دائماً تركز على الجانب الأكثر استفادةً والأقل استهلاكاً للوقت والطاقة، في الوقت الحالي أو بتصورنا، بأن الحل الذي سيتم في سوريا سيكون حلاً مؤقتاً، هذا الحل سيحافظ بشكل أو بآخر على توازن القوة الموجودة في المناطق الأربعة، مناطق الشمال والشرق ومنطقة الاحتلال التركي وإدلب ومنطقة سيطرة النظام، سيكون هناك حل ولكن الحل وإن وجد سيكون مؤقتاً، ويستوجب من القوة الفاعلة والحية الموجودة أن تتفاعل حتى تتجاوز هذه المحنة، وتعود سوريا كما كانت، طبعاً دولة المركز لن تقوم بأي بشكل من الأشكال كما السابق، وحتى إن بقيت ستكون بشكل آخر مختلفة عن النظام السابق، ونطمح أن لا تطول هذه المحنة، وهذا يكفي لأننا وصلنا إلى درجة أن المواطن العادي لن يتحمل أكثر".
"شخصياً، بالرغم من كل العوائق والعقبات التي نواجهها كسوريين، وتجاهل العالم لمعاناة السوريين، نبقى محكومين بالأمل، وأول خطوة هي قبول الآخر المختلف، تحت مظلة سوريا جامعة، التي من خلالها نستطيع أن نستشرف آفاق المستقبل، لبناء دولة عصرية مدنية تتسع لكل أبنائها".
مكتب القامشلي - ايفا إبراهيم
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!