-
بعيداً عن العيون.. التعتيم منهجيةً تركية لإخفاء انتهاكات عفرين
تقوم الاستخبارات التركية وميليشياتها المسلحة منذ بدء ما تسمى "عملية غصن الزيتون" ضد منطقة عفرين (ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا)، بممارسة التعتيم الإعلامي ومنع وسائل الإعلام من الدخول لـ عفرين، باستثناء تلك الدائرة في الفلك التركي، كبعض القنوات التابعة للمعارضة السورية، ووكالة الأناضول الرسمية التركية، حيث ينحصر عمل تلك الوسائل في تلميع صورة أنقرة وميلشياتها التي تحتل المنطقة، خاصة بعد فضح ممارستها وانتهاكاتها التي ارتقت إلى جرائم حرب بحق عفرين وسكانها.
وبهذا الصدد، قال نيجرفان عفريني وهو ناشط إعلامي مقيم في عفرين، في تصريح خاص لليفانت نيوز، أن "هناك حالة من الخوف تسيطر على من تبقى من الأهالي في عفرين، وهذه حالة طبيعية لحماية أنفسهم من الانتهاكات المستمرة في المنطقة"، متابعاً بالتأكيد على أن ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة، هو ليس إلا جزءاً بسيطاً من الانتهاكات المرتكبة ضد السكان الكورد الاصليين.
اقرأ أيضاً: المرأة في عفرين.. الحريات قبل “غصن الزيتون” ليست كالقمع بعده
وأضاف أن جميع الوسائل الاعلامية العاملة حالياً في منطقة عفرين، لها وجهة واحدة، وهي تجميل الواقع، وتخشى الدخول في موضوع الانتهاكات، خوفاً من ايقاف عملها ضمن المنطقة، أما بالنسبة لوسائل الاعلام الكردية التي تغطي موضوع الانتهاكات في عفرين، فغالبيتها "تعمل وفق اجندات حزبية وهناك تضارب بينها، من حيث نشر الاخبار المزيفة في كثير من الأحيان" وفق نيجرفان.
كما أكد الناشط على "أن هناك جهات دولية توثق الانتهاكات الواقعة في منطقة منذ ثلاث سنوات، لكنها تواجه بشكل دائم بضغط تركي، بغية عدم نشر التقارير التي تدين تركيا وباقي المجموعات المسلحة"، مستدركاً: "في نهاية الأمر المجتمع الدولي وحتى الولايات المتحدة الامريكية على دراية بالانتهاكات ضد السكان الكورد في عفرين، لكن بسبب المصالح المشتركة مع تركيا، لا يضغطون بشكل قوي لفتح تلك الملفات".
وختم نيجرفان مستفسراً بالقول: "يبقى العفريني المتمسك بأرضه وتراب منطقته ضحية مصالح هذه الدول العظمى، ولكن إلى متى؟!".
ويخشى السكان الكورد من التحدث عما يتعرضون له لوسائل الإعلام، خوفاً من تمكن سلطات الاحتلال التركي وميلشياته من تعقبهم، حيث يهيمن التخوف من بطش المليشيات المسلحة عليهم، نتيجة عمليات التعذيب والتنكيل التي طالتهم، وأودت بحياة العديد منهم خلال الاعتقال.
ولا تكتفي أنقرة بممارسة التعتيم الإعلامي في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال السوري، بل حتى في الداخل التركي، حيث تخضع جميع وسائل الإعلام للحكومة التركية، وكل من يخرج عن نطاق المسموح يصبح عرضة للاعتقال وسحب الإقامة والهوية الإعلامية.
ولعل المثال الأقرب على ذلك، قرار الحكومة التركية بترحيل الإعلامي السوري المعارض ماجد شمعة، بعد نشره مقطع فيديو ساخر وهو يتناول الموز، عقب تداول السوريين الساخر لتعاطي المتطرفين الأتراك مع اللاجئين السوريين، وزعمهم أن اللاجئين يشترون الموز بالكيلو غرامات.
هذا وقد أصدرت السلطات التركية قراراً بترحيل عدد من السوريين، ممن نشروا مقاطع فيديو ساخرة من قضية الموز، ومن ضمنهم الإعلامي ماجد شمعة، العامل في شبكة أورينت نيوز المعارضة.
ليفانت-خاص
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!