الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
السويداء.. تواطؤ متعدّد الجهات على مزارعي التفاح
السويداء بين ردود فعل وتغليب الصالح العام
بعد أن ذهبت مناشدة مزارعي التفاح في المحافظة، بتزويد مناطق إنتاجه ووحدات التبريد بالتيار الكهربائي لفترة أطول من باقي المناطق، أدارج الرياح، ولم يستجب لندائهم من قبل المعنيين بالأمر في مكتب الزراعة في المحافظة وشركة الكهرباء.

مزارعو التفاح اليوم يقعون فريسة سهلة لطمع التجار، فلقد نضج التفاح وبدأ بالتساقط وهم مضطرون لبيعه بسعر بخس لا يغطي تكلفة إنتاجه حتى لا يتلف، بسبب عدم القدرة على تخزينه في وحدات التبريد لانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، والارتفاع الحاد بسعر الوقود، وخاصة المازوت، لمدّ وحدات التبريد بالتيار الكهربائي عبر المولدات.

حمّل المزارعون وزارة الزراعة والتجارة الداخلية والاقتصاد واتحاد الفلاحين مسؤولية ما يتعرّض له المزارعون، فلقد جرت العادة أن يتم تسعير المحصول حسب جودته من قبل اللجان المعنيّة مع بداية كل موسم لكي لا يتحكم التجار بمحصولهم، هذا بالإضافة إلى الاتفاق على كميات تقوم (السورية للتجارة) باستجرارها من الفلاحين، إلا أنّ كل هذا لم يحدث هذا العام، وقد ترافق مع أزمة غير مسبوقة بوضع الكهرباء في البلد، بالإضافة إلى مشكلة الوقود لتشغيل وحدات التبريد التي توقفت عن العمل.



اقرأ المزيد:السويداء.. “رجال الكرامة” تنذر فروع أمن النظام برفع الغطاء عن العصابات

فوقع الفلاحون فريسة سهلة بين يدي التجار، وصرّح أحد المزارعين أنهم يضطرون لبيعه بسعر 500 ل.س وهذا سعر لا يغطي تكلفة إنتاجه، بينما سعره في السوق بين 1500 و2500 ل.س، وهم مجبرون على بيعه كي لا يتلف، وعندها لا يعوضهم أحد عن خسائرهم. أما خيار نقل محصولهم إلى سوق الهال في دمشق سيكون خاسراً أيضاً بسبب أجور النقل المرتفعة جداً والتي تفوق 500 ألف ل.س للسيارة الواحدة، وأيضاً هناك سبب آخر طارئ، وتعزّز في السنوات القليلة الماضية، وهو الواقع الأمني المتردّي جداً والذي يمنع أي تاجر من خارج المحافظة مجرد التفكير بالقدوم لشراء محصولهم، مخافة أن يتعرّض للخطف أو سرقة سيارتة أثناء قدومه إلى السويداء. والأغرب كان تصريح مدير زراعة السويداء (أيهم حامد)، أنّ اللجنة الزراعية قامت بوضع التسعيرة التأشيرية للتفاح ولكن بانتظار اعتمادها.

اقرأ المزيد:السويداء.. بعد شروط “رجال الكرامة” للأجهزة الأمنية.. تفاوض وغموض يلفّ المشهد

السؤال الملحّ اليوم، هل ينتظرون انتهاء الموسم حتى يعتمدوها؟ فلا يمكن تفسير هذا التأخير باعتمادها إلا كنوع من التواطؤ بين كل الجهات المعنية بالأمر بقصد التضييق على الأهالي في كل ما يمسّ حياتهم من جهة، وبنفس الوقت كي تنعم هذه القلة القليلة من المتواطئين (المافيا) بأرباح مهولة تقدر بمئات الملايين تصب في جيوبها على حساب تعب وكدّ المزارعين. هذا مع العلم أنّ تفاح السويداء يعتبر من أجود أنواع التفاح العالمي.. لكنه كما كل شيء جيد في سوريا بات عرضة للابتزاز وتبخيس حقه.. يبدو أنه زمن الرخص.

ليفانت - سلامة خليل

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!