-
إسرائيل متخوّفة من تساهل بايدن مع إيران.. والحلّ: حلف إقليمي
منذ أن بدأت الدعاية الانتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، كان الخشية من تغيير نهج ترامب تجاه إيران مهيمنة على دول المنطقة، سواء في الخليج العربي أو في إسرائيل، التي صرحت غير مرة حول ذلك، وشددت على الدوام جاهزيتها لمواجهة كل الاحتمالات، عبر تحالفات جديدة.
السفراء الإسرائيليون والأمريكيون
فقد اعتبر ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، في الخامس من أكتوبر الماضي، أنّ فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيمثّل خطراً حقيقياً على جهود واشنطن و”حلفائها في الخليج وإسرائيل” في مواجهة إيران، قائلاً في تصريحات لموقع “العين” الإماراتي، إنّ “صفقة إيران” قد تكون القضية الأكثر أهمية في الانتخابات الأمريكية، لأنّه “كان جو بايدن جزءاً من إدارة أوباما التي تفاوضت ونفذت صفقة إيران، وهو أمر يعتقد الرئيس ترامب، وأنا أشاركه وجهة نظره، أنّها كانت أسوأ صفقة دولية أبرمتها الولايات المتحدة على الإطلاق”.
مضيفاً: “لقد أوجدت (الصفقة) مساراً لإيران لامتلاك سلاح نووي، ولم تفعل شيئاً لكبح إيران عن نشاطها الخبيث في دعم الإرهابيين في سوريا ولبنان والعراق واليمن، ولم تفعل شيئاً لكبح جماحها عن بناء صواريخ باليستية، لذلك نعتقد أنّنا الآن في مكان جيد للغاية من حيث العقوبات التي فرضناها على إيران، وإذا واصلنا على هذا المسار نعتقد أنّه لن يكون أمام إيران في النهاية خيار سوى إنهاء هذا النشاط الخبيث”.
وهو ما أيده فيه، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، رون ديرمر، في السادس عشر من نوفمبر الجاري، عندما شدّد على أنّه سيكون من الخطأ أن تعود إدارة المرشح الديمقراطي، جو بايدن، القادمة، إلى الاتفاق النووي مع إيران، وفي بيان مشترك مع سفيري الإمارات والبحرين، حثّ ديرمر، المرشح الديمقراطي، على دراسة “الواقع في الشرق الأوسط” قبل اتخاذ أي قرارات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، مقترحاً أنّ الاتجاه الأكثر فائدة وإيجابية للإدارة هو الاستمرار في المساعدة في التوسط في الصفقات بين إسرائيل وجيرانها العرب بدلاً من التقارب مع إيران، مردفاً: “اجلس مع حلفائك في المنطقة، تحدّثوا معنا للتوصّل إلى موقف مشترك بشأن إيران”.
ملاحقة إسرائيليّة للأهداف الإيرانية
وبالتوازي، لم تتوقّف تل أبيب عن رصد الأهداف الإيرانية الأكثر قرباً منها، وهي هنا في سوريا برعاية النظام السوري، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي، في الثامن عشر من نوفمبر الجاري، أنّ “قوّاته شنّت غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية تابعة لفيلق القدس الإيراني، والجيش النظامي في سوريا”، فيما قال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، يوناتان كونريكوس، إنّ الجيش قصف 8 أهداف تابعة للقوات الإيرانية والسورية، وذلك بعد تفكيك عبوات ناسفة عند الحدود مع سوريا في اليوم السابق.
وقال كونريكوس في إيجاز صحفي: “وجدنا بالأمس مجموعة أخرى من العبوات الناسفة في هضبة الجولان داخل الأراضي الإسرائيلية، وهي محاولة أخرى من قبل قوات (فيلق) القدس الإيرانية لزرع عبوات الناسفة، قام بها السوريون، لكن التعليمات والسيطرة كانت من قبل قوات القدس الإيرانية”، لافتاً إلى أنّ العبوات الناسفة زرعت بالقرب من موقع كان قد شهد محاولة مماثلة في أغسطس الماضي.
بينما علّق الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على الغارات الإسرائيلية، منوّها إلى أنّها جاءت لنقل رسالتين واضحتين للضيف الإيراني وللمضيف السوري، بالقول: “لقد جاءت الغارات القوية لنقل رسالتين واضحتين للضيف الإيراني وللمضيف السوري: أولاً- لن نسمح بمواصلة التموضع الإيراني في سوريا عامة، وعلى حدودنا على وجه الخصوص، ثانياً- لن نسمح للنظام السوري أن يغضّ الطرف عن هذا التموضع”.
لا لاتفاق العام 2015
وإلى جانب التموضع العسكري الإيراني القريب من إسرائيل، يعتبر الملف النووي الإيراني أهم وأخطر التهديدات الإيرانية لإسرائيل وباقي دول المنطقة، وهو ما شدّد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري، عندما قال إنّه “يجب عدم العودة للاتفاق النووي الذي أبرمته القوى الدولية الكبرى مع إيران عام 2015″، مردفاً: “يتعيّن ألا تكون هناك عودة للاتفاق النووي السابق مع إيران، يجب أن نتمسّك بسياسة لا تلين للتأكد من أنّ إيران لا تطور أسلحة نوويّة”.
وهو ما وافقه فيه، وزير الخارجية الأمريكي الراهن، مايك بومبيو، عندما قال إنّ “جميع الاحتمالات مطروحة على الطاولة في الملف الإيراني”، في مقابلة مع صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، مضيفاً: “العقوبات الأمريكية على إيران كان لها تأثير على قدرة الإيرانيين.. كل الإمكانيات ما زالت مطروحة على الطاولة في الملف الإيراني”.
كما اعتبر بومبيو أنّ “العقوبات التي فرضت على طهران ساهمت بتمرير رسالة واضحة في الشرق الأوسط، كما ساهمت بإبرام اتفاقيات السلام التي أدّت إلى عزل إيران أكثر”، مضيفاً أنّ “على دول الشرق الأوسط أن تفهم أنّ إسرائيل هي جزء من الحل في المنطقة، وأن اتفاقيات “أبراهام” هي السبيل لذلك”، وأنّ “سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كانت الأفضل، وأدّت إلى أن يكون الشرق الأوسط آمناً أكثر، خصوصاً تجاه إسرائيل”.
خطة العمل الإسرائيليّة
سياسة تبرهن وجهة النظر الإسرائيلية لمواجهة أطماع إيران في المنطقة وتهديداتها لمختلف دوله، والتي كان قد تطرّق لها وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي، عندما أكد أنّ ما تعيشه المنطقة في الوقت الراهن، ناتج عن قوة إسرائيلية وإصرار أمريكي أديا لتشكل جبهة تضم مصر والسودان والبحرين والإمارات بمواجهة إيران والرئيس التركي، منوّهاً إلى أنّ إسرائيل تستمر في اتصالاتها مع عدد من الدول، بهدف تطبيع العلاقات معها.
وعليه، يبدو أنّ تل أبيب والدول العربية قد حسمت أمرها أيّاً كانت الإدارة الأمريكية، بغية التصدّي المشترك لأطماع طهران، عبر حلف إقليمي يضم دولاً عربية وإسرائيل، وقد يتوسّع ليضم دولاً أوروبية فيما لو كان موجهاً للتصدّي لأنقرة أيضاً، إذ يتوضح تناغم غير مسبوق بين طهران وأنقرة في مختلف القضايا الكبرى للمنطقة، ما يستلزم حكماً تحالفاً مضاداً من قبل الدول المتضررة من سياسات الدولتين التوسعية، حيث لن يتم إخضاع الدولتين للقانون سوى بقوة موازية تكبح جماح غرورهما المتنامي.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!