الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
‎المصالحات والتسويات الأمنية: السويداء إلى أين؟
‎المصالحات والتسويات الأمنية: السويداء إلى أين؟

اعتادت سلطة النظام البعثي والأمني في سوريا على استثمار (المناسبات الوطنية) لتمرير أجنداتها السياسية، وليس آخرها مهزلة انتخاب المجالس المحلية، كما يتفق على ذلك الموالون قبل المعارضين.

حيث استغلّ النظام مناسبة ذكرى حرب تشرين، ليعلن عبر مدير إدارة المخابرات العامة "حسام لوقا" افتتاح مركز للتسويات في محافظة السويداء وسط مباركة من الزعامات التقليدية المحسوبة عليه وعلى حزب الله، مثل مجدي نعيم، ويوسف جربوع شيخ العقل، ولؤي الأطرش الأمير كما يدعوه تابعوه، وأمين حزب البعث في المحافظة، مما جعل الناشطين المدنيين يقولون كان الحضور بأغلبه موالياً، وسط مقاطعة أصحاب الشأن من الفعاليات المجتمعية والسياسية والعسكرية.

يشار أنّ الحاضرين الراغبين بتسوية أوضاعهم بلغ مجرد عشرات من بين آلاف المطلوبين للسلطة. ما يشير، حسب استطلاعات الفاعلين في الواقع المجتمعي، عن الفشل المتكرر للسلطة بادرة ملفات السويداء خاصة بعد إنهاء وجود العصابات التابعة للأمن العسكري وانتفاضة الجبل عليها. ما يؤكد هذا الفشل تجاهل السلطة للمطالب الشعبية بتحسين الخدمات إثر تفاقم الوضع المعيشي والخدمي الذي تشهده عموم سوريا.

فيما تبقى الحلول الأمنية المُتّبعة منذ تمركز السلطة العسكرية في البلاد منذ الثمانينات، هي ما تملكه هذه السلطة، فلم يكن في جعبة لوقا سوى المطالب المعتادة من سوق الشباب للخدمة الإلزامية، وتسليم السلاح، مع عدم وجود حلول للأزمات الخدمية والمعيشية سبب الاحتجاجات على مدار السنوات الماضية.

وكانت السلطة قد تعمّدت حسب ناشطين تسريب أخبار لقاء ماهر قائد الفرقة الرابعة لبعض الوجهاء المحليين، وعلى الأخص وجوده مع قائد القوات الروسية في سوريا. لتكون رسالة تهديد واضحة للمحافظة، بأن النظام وحلفاءه قد يتدخلان بالقوة، وبأن إيران وحزب الله مستمران بالعمل في المنطقة الجنوبية. الأمر الذي ترفضه الفعاليات المحلية، وكان آخرها محاولة تحويل مقام ديني درزي إلى شيعي.

ومن الملاحظ في هذه الفترة عودة نشاط عصابات تهريب المخدرات التي يرعاها حزب الله، إذ أعلنت الأردن عن إحباط محاولتي تهريب على حدودها. وعودة نشاط مجموعة السعدي للعمل إثر السكوت عنها من قِبل حركة رجال الكرامة ومجموعات الفصائل، في مقدمتها جماعة مرهج الجرماني وفصائل ليث البلعوس. ويُشار إلى أنّ هذه الفصائل كانت قد هددت باقي الفصائل العاملة التابعة للأمن العسكري، خاصة جماعة رامي ومهند مزهر، وذلك قبيل انعقاد احتفالية التسوية.

اقرأ المزيد: مخابرات النظام تُعيد افتتاح مركز للتسوية في محافظة السويداء

يبقى أنّ الأمور ما زالت معلقة والأسئلة كثيرة ولا إجابات أو حلول، ليس أولها كيف انتقل الملف الأمني في السويداء من الأمن العسكري إلى إدارة المخابرات العامة بعد كشف تورّط الأمن العسكري مع عصابات السويداء؟ وثانيها استمرار النظام بمواجهة المطالب الخدمية بالحلول الأمنية وابتزاز الأهالي. وثالثها عودة نشاط عصابات الخطف وتهريب المخدرات بظل حماية المخابرات العامة والتفاهم الروسي الإيراني، أو تغاضي روسيا عنها وسط أزماتها في حرب أوكرانيا.

اقرأ المزيد: السويداء في المعادلة الوطنية

هذه الأسئلة قيد الانتظار، وإمكانيات فصائل الجبل التي اجتثّت العصابات السابقة، ومدى قدرتها على متابعة عملها بتطهير المحافظة من باقي العصابات، وسط حسابات جديدة. فإلى أين تتجه الأوضاع هو سؤال الجميع وسط تخوّفات الناشطين والأهالي من ورقة داعش التي ما زالت تلقى الدعم كما أشرنا في تقارير سابقة، بظل عدم توافر المحروقات اللازمة لاستمرار حركة المواصلات في المحافظة.

ليفانت - سالم المعروفي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!