الوضع المظلم
الجمعة ١٩ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
يقتل القتيل ويمشي في جنازته
حسين داعي الإسلام

حوادث التسميم التي طالت الآلاف من تلاميذ المدارس، معظمهم من الفتيات، أصيبوا بإعياء بعد "ما يعتقد أنها عمليات تسميم"، حيث تشير معظم أصابع الاتهام للنظام نفسه خصوصاً بعد تأخيره المتعمد في إجراء التحقيقات وحتى هزالة وسطحية التحقيقات التي أجراها، دفعت المجتمع الدولي لعدم الثقة بها وبمشبوهية هذه الحوادث، ومن أنّ النظام متورّط بها، ومن هنا جاءت دعوة نواب في البرلمان الأوروبي، يوم الخميس الـ16، من مارس الجاري، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في موجة من حالات التسمم التي طالت تلميذات المدارس في إيران.

البرلمان الأوربي الذي أدان في قرار صادر عنه "بأقوى العبارات هذه المحاولة الشنيعة لإسكات النساء والفتيات في إيران"، کما حثّ الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي على تسهيل إصدار التأشيرات ومنح اللجوء والمنح الطارئة لأولئك الذين يحتاجون إلى مغادرة إيران "خاصة النساء والفتيات"، کما أن السناتور روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، غرد من جانبه على موقع تويتر في 18 مارس الجاري بنفس السياق قائلاً: "إنني أنضم إلى الدعوات للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى للتحقيق الكامل في الأدلة الأخيرة على التسمم القاسي والمنهجي للفتيات الإيرانيات. من الواضح أن النظام يخشى قوة النساء والفتيات الإيرانيات في النضال من أجل حقوقهن". إلى جانب دعوات مماثلة أخرى کثيرة بهذا الخصوص، مما يٶکد حقيقة عدم إمکانية اندماج هذ االنظام في المجتمع الدولي واستحالة إعادة تأهيله کما عمل ويعمل من أجل ذلك

واصل نظام الملالي لعبته الديماغوجية، بإلقاء قنبلة دخان جديدة، على أمل إخفاء تورّطه في تسميم تلميذات المدارس، الذي أثار احتجاجات الشارع الإيراني، ووجدت ردود الفعل عليه صدى واسعاً على الصعيد العالمي، زاد من إرباكات حكم الولي الفقيه.  

روّج في مسرحيته الجديدة اعترافات فتاة ـتم تقديمها كطالبة في إحدى مدارس مدينة لارـ بمساعدة والدها، في إلقاء قنابل كيميائية على عدة مدارس لتشكيك الناس في النظام الحاكم، ليعيد إلى الأذهان حالة مماثلة جرت في يوليو 1994 اعترفت فيها 3 فتيات صغيرات بقتل وتشويه جثث الكهنة المناهضين للحريات من أجل تحميل المسؤولية للنظام.

من السهل جداً على القادة والمسٶولين في النظام الإيراني إطلاق الدعاءات تلو الادعاءات بتمسکهم بمبادئ حقوق الانسان وعدم انتهاکها بل وحتى اتهام الدول الأخرى بعدم التمسك بها وخرقها، لکن المشکلة تکمن في أنهم لايتمکنون من تأکيد وإثبات ذلك على أرض الواقع، ومع أن المسٶولين في هذا النظام يسعون دائماً إلى التأکيد بأن نظامهم عضو نافع وفعال في المجتمع الدولي وفي النظام العالمي السائد، لکن نهجه وأفعاله وتصرفاته لا تدل أو توحي بذلك مطلقاً، وأن هناك قائمة طويلة من الأمثلة وليس فقط مثال واحد يدل على ذلك.

اليأس الکامل من إمکانية أن يتغير النظام الإيراني بصورة إيجابية ويتخلى عن نهجه المعادي لحقوق الإنسان عموماً، والمرأة خصوصاً، بل وحتى عدم اعترافه بالحدود الدولية، هذا اليأس جسده معهد أميركان إنتربرايز، عندما أعلن بهذا الصدد بأن "التسمم الغامض لتلميذات المدارس الإيرانية يثبت أن النظام لن يتغير أبداً".

 

ليفانت - حسين داعي الإسلام

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!