الوضع المظلم
السبت ٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • يا أهلاً بالمعارك فمهلاً مهلاً.. إنها أرض الجحيم

يا أهلاً بالمعارك فمهلاً مهلاً.. إنها أرض الجحيم
إبراهيم جلال فضلون (1)

من المُؤكد أن أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه حكومة تل أبيب أن تفتح على نفسها جبهة جديدة الآن في وقت تأسيس التحالفات المضادة لوجودها وانشغال حليفتها (ماما أميركا) وبايدن بنفسه وبالصين، وجبهة داخلية لا تريد أن تجعل الأمور سهلة على حكومة اليمين المُتطرف أن تختبر إسرائيل وتتحدى دولة اختبرت قوتها مُسبقا رغم تحالفاتها القوية وامكانياتها التسليحية، غير أن قدرتها على الصمود أمام الجيش المصري بتعداده 110 مليون مصري، ومعه أرواح العرب كلها، تجعل من نتنياهو مُدركاً لخطورة الموقف، وأن الشرق سيكون خطيرًا ونيراناً من جُهنم، إذا فكر الجيش الإسرائيلي بالتمادي وتعدى حدود أقوى جيش عربي.

فمهلاً، مهلاً.. إسرائيل وهيهات هيهات... أميركا وماسونية العالم، فهذا الجندي المصري ولا مناص منه، عنوانه معروف وحضارته مشهودة، فلا ولن تعتبروا من التاريخ، فالجيش المصري صاحب عقيدة (القتال حتى النصر)، فهي الدولة والأمة التي قامت فيها أول حكومة عرفتها الدنيا منذ أكثر من 5000 عام، وعليها قامت أول ثورة في التاريخ ضد الإقطاع منذ 4000 عام، وعلى ثراها وقع رمسيس الثاني أول معاهدة سلام في تاريخ العالم.. إنها يا سادة أرض وضع نابليون قدمه عليها فصرخ: "أي نار هذه"، ودخلها عمرو بن العاص فقال: "هي شجرة خضراء"، وجاءها ابن خلدون فقال: "أرى الآن مجمع الدنيا ومحشر الأمة"، وهي التي صرخ منها يوليوس قيصر: "لن أبقى في هذا الجحيم لحظة واحدة". والتي زارها المقدسي الرحالة فقال: "إنها معجزة السلام ومتجر الأنام"، وقال عنها ابن بطوطة: "إنها أم البلاد قهرت قاهرته الأمم"، والتي حضر إليها عبد الله بن عمر فقال: من أراد أن ينظر إلى الفردوس أن ينظر إليها حين يختر زرعها وثمارها"، وقال عنها مصطفى كامل: "لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً"، إنها مصر محاسنها لا تُحصى فكفى.

لقد جرى تداول روايات و«معلومات مُتضاربة» لا تستند لحقائق، في حادث معبر «العوجة» الحدودي بين إسرائيل ومصر رغم ما بها من إخفاقات الجيش الإسرائيلي التي استمرت عامين، وفق صحيف "هأريس"، بعد حادثة مقتل 3 وإصابة 5 إسرائيليين على يد البطل العربي المصري محمد صلاح على الحدود التي تنشط فيها عصابات تهريب المخدرات والأسلحة، كون طبيعة الأرض في المعبر جبلية ممتلئة بالكهوف والوديان، ومن يعبرها يصعب العثور عليه، كما أن (حادث الحدود) يكتنفه الغموض من قبل الجانب الإسرائيلي الذي لا يريد تقديم المزيد من التوضيحات منعاً لرصد أخطاء وقع فيها، حيث اعترف الضباط الذين تحدثوا لهاريل الكاتب بالصحيفة أن القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي والفرقة الإقليمية قالت: "بأن نتيجة الحادث تثير قلق هيئة الأركان العامة، وأن هناك اشتباهاً بوجود مشاكل عميقة في إدارة القوات، لا سيما بعد مرور عدة ساعات بعد مقتل الجنديين حتى تم تنبيه القطاع، ورغم انتشار نقاط المراقبة والكاميرات على الحدود وكهربة السياج الذي تعطل في ذلك الوقت، وعملية اتخاذ القرار أثناء المطاردة (حقيقة تعرض القوات للهجوم، وتمكن الشرطي المصري من قتل عساكرنا، رغم التفوق العددي والقوة النارية الموجودة تحت تصرفهم واستخدام طائرة مُسيرة للمراقبة".

هذا الأمر يعني هذا أن هناك فشل عميق في إدارة الجيش وعدم قدرته على التصرف بشكل مناسب مع مُجريات الاشتباك، ولكن كعادة الجيش الإسرائيلي فهو يقوم بإطلاق طائرته الحربية بطلعات غير محسوبة العواقب، لتبرز عضلاتها العسكرية الخاوية في المنطقة، مع إطلاق تصريحات نارية بأنها قادرة على إحكام الهيمنة العسكرية في المجالات كافة، ولكن من الصعب جدا على بنيامين نتنياهو والصهيونية أن تنسى درس أكتوبر 1973 والموقف العربي الذي انتهى في ست ساعات، ليُعيد حادث الحدود والجندي المصري الأذهان إلى عدة أحداث خلدت الذكرى المصرية بتلك التي رأي فيها جندي مصري عام 1990 جندياً صهيونياً يمسح حذاءه بعلم أم الدنيا رغم المسافة 1600 م، ليُقسم الجندي بأن لا يبقى على وجه الأرض أمثاله، فأبلغ القادة اللذين أبلغوا القوات الدولية، لكن الدم الحر ما زال يغلي في عروق المصري "أيمن حسن" وأن يكتب له شهادة وفاة لا رجعة عنها، ليتدرب 46 يوم لأن المسافة 8 كم، فكان أمامه خمس أهداف لأصطاده بترتيبات وقع الاختيار على كتيبة كانت تركب أتوبيساً، فأخذ (15) خزنة بدون أن يعلم بقية زملائه، وعند الاشتباك مكان الكمين صفى الكتيبة داخل الأتوبيس، ويُصادف مجيء سيارة أخرى بها الجندي المقصود فيُصفيهم ليكون عدد القتلى (21) ضابطاً وجندياً، و22 مصاباً بناء على تقارير مستشفى إيلات المركزي بإسرائيل حينها.. إنها مصر فانتظروا الرد بوقته المناسب، ولا تتعجلوا فدمها العربي حار.


ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!