الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
وفاة آخر زعيم للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيف
Mikhail Gorbachev, the first president of the Soviet Union © Alexander Chumichev/TASS (archive)

توفي ميخائيل غورباتشيف، آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، عن 91 عاماً مساء الثلاثاء في المستشفى حيث كان يتعالج في روسيا. وكان غورباتشيف آخر زعيم من حقبة الحرب الباردة ما يزال على قيد الحياة.

وقال "المستشفى المركزي العيادي" التابع للرئاسة الروسية في بيان أوردته وكالات "إنترفاكس" و"تاس" و"ريا نوفوستي" إنّه "مساء اليوم (الثلاثاء) وبعد صراع طويل مع مرض خطر، توفي ميخائيل سيرغييفيتش غورباتشيف".

وغورباتشيف الذي وصل إلى السلطة في 1985، أطلق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفياتي الذي كان يعاني أزمات حادّة.

وكان غورباتشيف من أنصار التقارب مع الغرب وقد فاز في 1990 بجائزة نوبل للسلام.

وبين 1990 و1991 تولّى غورباتشيف منصب رئيس الاتّحاد السوفياتي قبل أن يضطر في النهاية إلى الاستقالة في 25 كانون الأول/ديسمبر، في خطوة أدّت لانهيار التكتّل.

وأمضى غورباتشيف القسم الأكبر من العقدين الماضيين على هامش الحياة السياسية في روسيا، وكان يدعو بين الفينة والأخرى كلاً من الكرملين والبيت الأبيض إلى إصلاح العلاقات الأميركية-الروسية بعدما تصاعدت التوترات بين واشنطن وموسكو إلى المستوى الذي كانت عليه خلال الحرب الباردة منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 ثم غزوها أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي.

وقضى غورباتشوف سنيّ حياته الأخيرة بين المستشفى والمنزل، إذ تردّت صحّته كثيراً كما أنّه فرض على نفسه الحجر الصحّي الوقائي خلال فترة جائحة كوفيد-19. وكان غورباتشيف موضع تقدير كبير في الغرب الذي كان يسمّيه تحبباً "غوربي".

كما اعتُبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخّل للحؤول دون سقوط جدار برلين قبل عام من ذلك عاملاً أساسياً في الحفاظ على السلام.

وقبل وفاته لم يعلن الراحل موقفا علنيا من الغزو الروسي لأوكرانيا.  وفي الأسابيع الأخيرة أفادت وسائل الإعلام الروسية عن مشكلات صحية متكررة يعانيها الزعيم السابق.

وغورباتشيف الذي ولد في جنوب غرب روسيا في 1931، أدخل خلال تولّيه السلطة إصلاحات ديموقراطية مهمّة عُرفت باسم "بيريسترويكا" (إعادة هيكلة) وغلاسنوست (شفافية) وأكسبته شعبية كبرى في الغرب.

لكن بالنسبة للكثير من الروس، فإنّ الراحل هو المسؤول في النهاية عن انهيار الاتّحاد السوفياتي والذي حصل بعد انقلاب فاشل قام به محافظون سوفيات مناهضون لإصلاحات غورباتشيف. وفجر الأربعاء أعرب بوتين عن "تعازيه الحارّة" لأسرة الراحل.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدّث باسم الرئاسة الروسية إنّ "فلاديمير بوتين يعرب عن تعازيه الحارّة لوفاة ميخائيل غورباتشيف، وسيرسل في الصباح برقية تعزية إلى أسرة وأحبّاء" الراحل.

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش عن "حزنه العميق" لوفاة غورباتشيف، مشيراً إلى أنّ الراحل كان "رجل دولة فريداً غيّر مسار التاريخ" وبرحيله "خسر العالم زعيماً عالمياً عظيماً، التزم التعدّدية، ودافع بلا كلل عن السلام".

وفي أوروبا، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن تعازيها لرحيل غورباتشيف، معتبرة أنّه كان "قائداً جديراً بالثقة مهّد الطريق أمام أوروبا حرّة".

وكتبت فون دير لايين على تويتر أنّ الراحل "أدّى دوراً حاسماً في إنهاء الحرب البادرة وإسقاط الستار الحديدي. لقد مهّد الطريق أمام أوروبا حرّة. هذا إرث لن ننساه أبداً. أرقد بسلام يا ميخائيل غورباتشيف". عزى به بوريس جونسون وإيمانويل ماكرون.

 

ليفانت نيوز _ وكالات

 

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!