-
هل يمثل فصل فواخرجي تكميماً للأفواه في سوريا الجديدة؟
-
يكشف قرار شطب فواخرجي من نقابة الفنانين عن استمرار نهج إقصاء المختلفين رغم تغير السلطة، مما يثير مخاوف من استبدال استبداد بآخر تحت شعارات مختلفة

استبعدت نقابة الفنانين السورية اسم الممثلة سلاف فواخرجي من قوائمها بذريعة إنكارها لانتهاكات النظام السوري السابق، في خطوة تثير تساؤلات عميقة حول مدى التزام السلطات المؤقتة بمبادئ حرية التعبير التي تدعي تبنيها.
وتعكس هذه الإجراءات استمرار نهج الإقصاء والتخوين للمختلفين سياسياً، مع تغير فقط في هوية من يمارس هذا الإقصاء، مما يهدد بتكريس دورة جديدة من الاستقطاب والانقسام المجتمعي.
وأوردت صحيفة "الوطن" السورية نص قرار النقابة، حيث جاء فيه: "يشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي لخروجها عن أهداف النقابة وذلك لإصرارها على إنكار الجرائم الأسدية وتنكرها لآلام الشعب السوري".
وتظهر صياغة القرار لغة إقصائية تفتقر للمهنية والحيادية المفترضة في مؤسسة نقابية ينبغي أن تمثل كافة أعضائها بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، وتحترم حقهم في التعبير عن آرائهم.
وحمل القرار توقيع نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور، في تجسيد لتحول النقابات المهنية إلى أدوات سياسية بدلاً من هيئات مهنية تخدم منتسبيها.
ويبرز هذا القرار تناقضاً صارخاً بين شعارات الحرية والديمقراطية التي تروج لها السلطات الجديدة المؤقتة وبين ممارساتها الفعلية التي تكرس ثقافة النبذ والإقصاء.
وتمثل معاقبة الفنانين على آرائهم وقناعاتهم السياسية انتكاسة لحرية التعبير التي طالما نادى بها معارضو النظام السابق، مما يثير مخاوف من استبدال استبداد بآخر.
ووفق مراقبين، ينبغي أن تكون هناك مساحة للنقاش العام حول تقييم الماضي ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، بدلاً من فرض رواية واحدة بالقوة وإسكات الأصوات المخالفة بقرارات إدارية تعسفية.
ليفانت-متابعة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!