-
هل توقف المصالحة الخليجية الانتهاكات القطرية؟
مرهف دويدري - ليفانت - خاص
بعد انتهاء قمة العلا، التي شهدت اتفاقاً على المصالحة الخليجية، خرج الانطباع العام بأن هذه المصالحة عامة، وأنها لم تعالج الأزمة بشكل جذري، فالحديث عن المصالحة المعلنة جرى في العموميات وهو ما اعتبره محللون بمثابة تهديد لثبات المصالحة واستمراريتها، حيث لم توقف قطر حملاتها الإعلامية ضد الدول الأربعة، بما يعزز الشكوك في أن الدوحة ستستمر بلعب ورقة الإعلام، وخاصة قناة الجزيرة لتقويض أيّ مصالحة جادة تنهي جذور الأزمة، ففي الظاهر، انتهى الانقسام بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، بعد مقاطعة دامت لأكثر من ثلاث سنوات. ولكن، مع إبقاء قطر على علاقاتها الودية مع إيران، تبقى إمكانية الدخول مرة أخرى في صراع مع الدول الخليجية قائمة.
ففي حين تعمل دول مثل السعودية والإمارات على تنفيذ التفاصيل التي تضمّنها اتفاق قمة العلا الخاصة بفتح الحدود وإجراءات بناء الثقة، تستمر قطر في إرسال إشارات سلبية تظهر أن المصالحة بالنسبة إليها لا تفرض عليها أيّ التزامات خاصة ما يتعلق بالتصريحات المسحوبة لمسؤولين قطريين واستمرار الحملات الإعلامية ضد بعض الدول المقاطعة، حيث تنتظر سلوكاً إيجابياً من الدوحة لمساعدة الآخرين على الاستمرار في تنفيذ ترتيبات القمة. لكن الذي يحصل إلى الآن هو تعمّد إطلاق تصريحات حادة قد يكون هدفها استفزاز الدول المقابلة ودفعها إلى التراجع بانتظار تهدئة قطرية تكون واضحة على مستوى الخطاب الرسمي.
ولعل حوادث استهداف خفر السواحل القطري لصيادين بحرينيين عزل، بالإضافة لاستعداء الرأي العام البحريني، لا تدل على سلوك دولة تحاول بناء جسور مصالحة أو تأكيد حسن نوايا، وكان قطر قد أوقفت الرياضي البحريني المعروف سامي الحداد أثناء رحلة صيد بحرية، وهو ما قالت عنه مصادر خليجية يعد خرقاً واضحاً للمصالحة الخليجية التي شهدتها قمة العلا.
هل الدوحة جادة بالمصالحة؟ أم ذر الرماد بالعيون؟
أفرجت السلطات القطرية عن بطل كمال الأجسام البحريني سامي الحداد واثنين آخرين كانوا قد احتجزوا أثناء قيامهم برحلات صيد، وكانت قد المنامة، السلطات القطرية بالإفراج عن لاعب كمال الأجسام، الذي اعتقل مع مواطن آخر، في ثالث واقعة من نوعها في الأشهر الأخيرة، والتي حدثت بعد أن وافقت البحرين وحلفاؤها العرب على إنهاء نزاع سياسي مع الدوحة.
في هذا السياق قالت رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية "عهدية السيد" لـ"ليفانت": "اعتقال البحارة البحرينيين من قبل السلطات القطرية هي تصرفات ممنهجة ومنذ عدة سنوات يتم اعتقالهم وحرمانهم من حقوقهم" وأضافت: "الشعب البحريني يرحب بالمصالحة الخليجية ولكن التصرفات القطرية كانت غير جيدة بعد اعتقال شخصية رياضية معروفة مع صديقه وهو هاوِ للبحر" مؤكدةً أن الرياضي سامي الحداد تحدث عن انتهاك أقلها أن الطعام الذي قدّم له بالاعتقال غير نظيف، وهو أقل الحقوق التي يمكن أن ينالها".
اقرأ المزيد تقرير الخارجية الأمريكية: استمرار الانتهاكات في قطر بحق العمالة الأجنبية
وأشارت السيد: "نحن نريد تجاوز هذه التجربة للدخول في مرحلة جديدة تماماً، لكن قطر تصرّ على انتهاك حقوق الإنسان"، مشيرةً إلى أن "البحرين مرّت بظروف صعبة جداً، عندما حاولت في 2011 جماعات مدعومة من إيران وممولة من قطر؛ قلب نظام الحكم، بعد كل هذا حاول الشعب البحريني تجاوز هذه المرحلة بعد المصالحة في قمة العلا، ولكن لا نقبل انتهاكات قطر بحق المواطنين البحرينيين، والحديث عن المصالحة يعني أنه يجب طرح مبادرات ولكن قطر فشلت بمبادرة حسن النوايا".
انتهاكات قطر بحق البحارة البحرينيين
يزداد التوتر بين البحرين وقطر، بسبب حوادث قوارب صيد بحرينية في المياه الإقليمية القطرية، وما تصفه المنامة بـ"استهداف خفر السواحل القطري لصيادين بحرينيين عزل"، حيث أوقف خفر السواحل القطري طراداً بحرينياً كان يقوم بالصيد في المياه الإقليمية القطرية، وألقى القبض على طاقمه المؤلف من ثلاثة أفراد، بينما قالت السلطات البحرينية إنها احتوت "موقفاً مسلحاً" مع خفر السواحل القطري في عرض البحر فيما يمكن اعتباره انتهاك للاتفاقيات الإقليمية والدولية.
حيث تؤكد الأستاذة "عهدية السيد" رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية لـ"ليفانت": "موقف الشارع البحريني واضح ومستاء جداً من اعتقال حبيب عباس، ونحن في جمعية الصحفيين كنا في حملة للإفراج عنه وتحدثنا عن العلاقة الأخوية، ويوم بدأنا الحملة من أجل حبيب عباس اعتقل سامي حداد".
وأشارت السيد": "كانت معاملة حبيب عباس سيئة جداً وهو ليس إرهابي انما رجل يمتهن العمل بالبحر وهو مصدر رزقه الوحيد حيث اعتقل تحت تهديد السلاح"، مشيرة إلى أنه "بعد الإفراج عن المعتقلين تبقى أدواتهم محتجزة، ومن الانتهاكات التي تمارسها قطر ابتزاز صاحب المركب بدفع مبالغ مالية كبيرة للإفراج عن العمال البنغلاديشيين الذين اعتقلوا معه ويعملون لديه".
اقرأ المزيد حديث المصالحة وانتهازيّة الإخوان تتصادم وثوابت الدولة المصرية
وتضيف الصحفية "عهدية السيد": "قطر تنتهك حقوق وعلى كافة الأصعدة ليس فقط حقوق المواطنين البحرينيين الذين تم اعتقالهم ولكن أيضاً العمال الأجانب الذين قد تطردهم أو يتم دفع مبالغ تعجيزية للإفراج عنهم وهو انتهاك صارح لحقوق الإنسان".
قد تكون الدلائل على إنهاء “المقاطعة” قليلة ومتباعدة بسبب آثار فايروس كورونا في المنطقة، ما يقيّد السفر والحركة والتجارة. لكن يمكن الحكم على نجاح هذه العملية من خلال اتفاق فتح الحدود وعودة العلاقات الدبلوماسية مقابل إنهاء أي رسائل معادية من قطر، عبر الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر مراكز الأبحاث وجماعات الضغط الدولية ضد الدول الأربع، ولكن السؤال المطروح: هل ستنفذ قطر تعهداتها تجاه الدول الأربع وتتخلى عن عدائها لجيرانها؟
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!