الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
هل تنسحب أمريكا من سوريا؟ مصادر عسكرية ومراقبون ينفون
التحالف الدولي في شمال سوريا \ متداول

بعد أن تسربت أنباء عن نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، ونفى البيت الأبيض هذه الأنباء، ما زال الجدل قائما حول مصير التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

وتزداد حدة هذا الجدل في ظل استهداف متكرر لقواعد التحالف من قبل ميليشيات موالية لإيران، خاصة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقد تحدثت مصادر عسكرية مطلعة إلى "العربية.نت" عن عدم وجود أي تغيير في انتشار قوات التحالف، التي تضم نحو 900 جندي أمريكي، في أربع محافظات سورية هي الحسكة والرقة ودير الزور وحمص.

اقرأ أيضاً: هجمات مليشيات إيران تستمر.. والتحالف الدولي يسقط مسيرة فوق أربيل

وأكدت المصادر أن التحالف يواصل دعم قوات "سوريا الديمقراطية" (قسد)، وهي تحالف من الكرد والعرب والسريان، في مواجهة بقايا تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.

ونفى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، ما يتم تداوله عن انسحاب أمريكي محتمل، واصفا إياه بـ"الحملة الإعلامية".

وقال لـ"العربية.نت" إن "تركيا وروسيا وإيران تحاولن ترويج هذه الفكرة للضغط على قسد، ولكن الواقع يشهد تعزيزا لتواجد التحالف في الأراضي السورية"، وأضاف "من يريد أن ينسحب لا يزيد من قواته".

وأيد هذا الرأي نواف خليل، مدير المركز الكردي للدراسات، الذي قال لـ"العربية.نت" إن "المعطيات تدل على بقاء قوات التحالف في المنطقة، خاصة أن واشنطن تؤكد باستمرار أن الحرب ضد داعش لم تنتهِ، وأن مكافحة التطرف هي جزء من أمنها القومي والأوروبي"، وأشار إلى أن "التحالف يرسل تعزيزات إلى شمال شرقي سوريا حتى الآن".

وذكر خليل أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن انسحاب أمريكي من سوريا، ففي بداية العام الحالي رفض مجلس الشيوخ هذا الاقتراح، واعتبره عضوه ميتش ماكونيل صيدا ثمينا لإيران"، وأضاف أن "هناك إجماعا نادرا بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على ضرورة وجود القوات الأميركية في سوريا".

وأوضح خليل أن "الولايات المتحدة أعادت تموضع قواتها وعززت تواجدها في المنطقة بعد السابع من أكتوبر، من خلال بناء قواعد جديدة وإرسال المزيد من الأسلحة".

وقال إن "التحالف شن أمس السبت عملية عسكرية في مخيم الهول، الذي يضم آلاف زوجات مقاتلي داعش، ما يدل على عدم وجود أي نية للانسحاب".

وتابع قائلا "إن انسحاب أمريكا من سوريا سيعني تسليم المنطقة لإيران، وسيفتح الباب لعودة داعش ولهجوم تركي جديد على المنطقة".

وأشار إلى أن "قسد لديها خيارات أخرى إذا ما انسحب الأمريكيون، فهي لم تقطع علاقتها بروسيا، التي تضمن وجودها في بعض مناطقها"، وأكد أن "القائد العام لقسد مظلوم عبدي أبدى رغبته في التفاوض مع الحكومة السورية على أساس الاعتراف بالإدارة الذاتية ومنح خصوصية لقسد".

وتحظى قوات "سوريا الديمقراطية" بدعم عسكري من التحالف الدولي منذ عام 2015، وهي التي قضت على "داعش" في آخر معاقله السورية عام 2019.

وتسيطر على مساحة تزيد عن 50 ألف كيلومتر في أربع محافظات سورية، وتضم 13 قاعدة للتحالف، ورغم الأنباء المتداولة عن انسحاب أمريكي محتمل، فإن المصادر العسكرية والمراقبون ينفون وجود أي تغيير في انتشار قوات التحالف، ويؤكدون استمرار دعمهم لقسد في مواجهة التهديدات الإرهابية والإقليمية.

ليفانت-العربية

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!