الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • نضال سيجري.. صوت المجتمعات المهمشة في الأعمال الدرامية السوريّة

  • الفقراء يقتلون في بلدي والأغنياء يتشاطرون بالعدّ والإحصاء والتحريض
نضال سيجري.. صوت المجتمعات المهمشة في الأعمال الدرامية السوريّة
نضال سيجري / ليفانت نيوز

كتب على صفحته الشخصية في فيسبوك بأعقاب الثورة السورية يخاطب الوطن وأبناءه "وطني مجروح وأنا أنزف، خانتني حنجرتي فاقتلعتها، أرجوكم لا تخونوا وطنكم".

وفي منشور آخر خاطب الموت قائلاً: "أيها المـوت، حتى أنت لم تكن عادلاً، لم تأتِ إلا على الفقراء في وطني".

واستمرت صفحته آنذاك، تحذر وتنذر من انزلاق سوريا نحو المواجهة المسلحة، مشدداً أنه "لو صار السلاح في كل الأيدي، أنا لن أحمله ولن أوجهه نحو أي سوري، لا للسلاح، ولا للمـوت، سوريا أمنا العظيمة تتسع وبحاجة للكل".

حياته وسيرته الذاتية

ولد الممثل السوري نضال سيجري بمدينة اللاذقية الساحلية في 28 أيار/ مايو 1965، بينما تعود جذوره لقرية سيجر في ريف إدلب الغربي.

أكمل سيجري دراسته في اللاذقية حتى حصوله على الشهادة الثانوية، لينتقل إلى دمشق ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتخرج من المعهد عام 1991، وهو العام نفسه الذي انتسب لنقابة الفنانين السوريين.

وسكن سيجري في غرفة بحي باب توما الشهير بالعاصمة السورية دمشق، منذ دخوله المعهد حتى عام 2005.

ليكمل حياته بالزواج من الكاتبة السورية "سندس برهوم" التي أنجبت والديه: ويليام وآدم، وقد أسمى ابنه ويليام تيمناً بالأديب الإنجليزي ويليام شكسبير.

أعماله الفنية

قدم الفنان السوري نضال سيجري أعمالاً فنية عديدة ومنوعة توزعت بين الدراما الشعبية والبيئة الشامية والتاريخية، وذلك منذ عام 1992 حتى 2012 ما قبل وفاته بعام واحد.

كانت باكورة أعماله "الشريد، فارس في المدينة، البحر أيوب، الشوكة السوداء، الحنطة وبس، الفصول الأربعة1، الفوارس، سيرة آل الجلالي، فرصة العمر” والعديد من الأعمال التي أحبها متابعي الدراما السورية.

 

كما شارك نضال سيجري بين عامي 2001 و2002 بأعمال بقت راسخة في ذاكرة محبيه، مثل مسلسل "صلاح الدين الأيوبي، أبيض أبيض، اللوحة السوداء، بيت العيلة، لشو الحكي، أبناء القهر".

وفي عام 2003 تميز سيجري في المسلسل الشهير للفنان الكبير ياسر العظمة "مرايا، وشارك أيضاً في مسلسلات أخرى كـ" امرأة في الظل، أيامنا الحلوة، قانون ولكن، بقعة ضوء 3". وفي العام التالي 2004 لعب سيجري دور (الملحن عماد) في مسلسل "عشتار". وفي ذات العام جسد دوراً مختلفاً بدور الدركي (باش شاويش سعيد) في "ليالي الصالحية"، منهياً العام بمسلسل "عصر الجنون".

وتُعد مسلسلات سيجري، "كحل العين، ساعة السفر، الظاهر بيبرس" من أبرز أعماله في عام 2005. أما مسلسل "أهل الغرام" الذي مثله عام 2006 وأخرجه الليث حجو، فقد كانت فكرته تدور حول قصص الحب الفاشلة نتيجة ظرف قاهر أو بسبب مشكلة اجتماعية أو مادية أو لها علاقة بالدين لتتكون لدى الجمهور حالةً من التعاطف مع شخصيات المسلسل. ويقدم المسلسل في كل حلقة محطةً منفصلة عن الأخرى يروي في تفاصيلها علاقة حب متوهجة أطفأتها ظروف مختلفة.

وكان عام 2007 حافلاً بالأعمال التي شارك بها سيجري، ومن أهمها "كوم الحجر، سيرة الحب، جنون العصر، خارج التغطية".

وما يميز سيجري هو إتقانه لأدوار متعددة، حيث شارك عام 2008 في مسلسل "الحوت، شركاء يتقاسمون الخراب، بقعة ضوء 8".

وكان عام 2009 زاخراً بالأعمال الدرامية، فقد كان لـ"سيجري" أعمال مهمة، مثل: "ضيعة ضايعة، فتافيت، مرسوم عائلي، زمن العار، سفر الحجارة، قلبي معكم، إذاعة فيتامين".

والعام الذي سبق الثورة السورية والذي تلاه شارك سيجري في مسلسلات "تقاطع خطر، بني جان، كليوباترا، الزعيم، والخربة".

وفي المسرح الذي كان يعشق، بقي سيجري متعلقاً بخشبة المسرح حتى آخر أيام حياته على عكس الكثير من رفاق دربه، حيث شارك في العديد من العروض المسرحية، من أبرز تلك الأعمال "حمام بغداي" الذي عرض عام 2010 وهو من بطولته مع فايز قزق.

وكذلك كان له من أعمال أخرى على المسرح، مثل "كاليغولا، ميديا وجيسون، السفر برلك، شو هالحكي، نور العيون، تخاريف، سندريلا، النورس".

ضيعة ضايعة

بعد عرض مسلسله ضيعة ضايعة الذي مثله في المناطق الجبلية لقرية السمرا الواقعة بمنطقة كسب في محافظة اللاذقية السورية، أطلق على سيجري لقب "تشارلي تشابلن" سوريا، بدور "أسعد خشروف" الذي لعب فيه دور الضحية أمام خبث وجشع "جودة أبو خميس" الذي جسده الممثل "باسم ياخور"، وكانا ثنائياً أكثر من رائع في ذاك المسلسل، الذي أخرجه الليث حجو، وكتبه المبدع ممدوح حمادة.

وتجسدت حلقات المسلسل الـ 57، في جزئين؛ الأول 27 والثاني 30، وجرى عرضه لأول مرة على قناة أبو ظبي الفضائية عام 2008. وفي 2010 تم إنتاج موسم ثانٍ للمسلسل باعتبار أنه الأخير.

جمع ما بين الوطنية والفن

قال الفنان السوري نضال سيجري قبل رحيله في لقاء مع "شبكة سي إن إن العربية"، إن "الفنانين السوريين كانوا أول من اهتزت صورتهم في أذهان الناس بفعل تصريحاتهم المتضاربة سواء احتسبت مواقفهم على السلطة أو المعارضة".

وأضاف، إن "الذين استشهدوا في بلدي من عسكريين ومدنيين هم فقط من الفقراء، الفقراء يقتلون في بلدي والأغنياء يتشاطرون بالعدّ والإحصاء والتحريض".

وكان لمنشوراته في لحظة استخدام العنف ضد رواد التغيير في سوريا، أثراً واضحاً، إذ قال "لو صار السلاح في كل الأيدي.. فأنا لن أحمله ولن أوجهه نحو أي سوري".

وكان من أهم ما نشره، "لا للسلاح.. ولا للموت.. نعم للتعايش والاختلاف.. نريد عقولاً مفتوحة على العقول.. نريد أرواحاً تتسع للأرواح.. سوريا أمنا العظيمة تتسع للكل وبحاجة للكل".

وكان أطلق الراحل الفنان الإنسان "نضال سيجري" مبادرات عدة تدعو الى المصالحة البينية بين الأطراف، مؤكداً أن الناس البسطاء هم وحدهم من يدفعون الثمن.

السرطان أفقده صوته وحياته

عانى الفنان السوري نضال سيجري في العامين الأخيرين من حياته من مرض سرطان الحنجرة، حتى وافته المنيّة في 11 تموز/ يوليو 2013 عن عمر ناهز الـ48 عاماً، ليتم دفنه في مسقط رأسه بمدينة اللاذقية.

وكان ظهر في مسلسل الخربة بدور صامت عام 2011.

ليفانت – خاص

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!