-
نحات سوري يحطم تمثالاً في جنيف احتجاجًا على الاختفاء القسري
أقدم النحات السوري خالد ضوا، صباح اليوم، على تحطيم تمثال يبلغ ارتفاعه أكثر من ثلاثة أمتار، يمثل شخصية دكتاتور "ملك الثقوب"، وذلك أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف. قام ضوا بتكسير التمثال إلى قطع، بينما كان يحيط به عدد من الناجين والناجيات وأهالي المختفين قسريًا في سوريا، وهم يحملون صور أحبائهم المفقودين.
وفي تصريح له، أوضح ضوا أن تحطيم التمثال في اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري هو تعبير رمزي عن هشاشة نظام الأسد وجميع الأنظمة المبنية على الظلم والعنف والقمع. وأضاف أن هذا الفعل يهدف إلى تذكير المجتمع الدولي بضرورة محاسبة النظام السوري والإفراج عن جميع المختفين قسريًا كشرط أساسي لأي عملية سلام سياسية في سوريا.
تحدث ضوا عن تجربته الشخصية مع وحشية النظام السوري، حيث اعتُقل تعسفيًا في عام 2013. وقال: "عند إطلاق سراحي، شعرت وكأنني وُلدت من جديد، لكنني ما زلت أحمل سؤالًا ثقيلاً: ماذا عن الباقين؟". وأكد أن وجوده اليوم في جنيف هو للمطالبة ببذل المزيد من الجهود لإنقاذ المعتقلين والمختفين في سوريا.
وأشار ضوا إلى أنه قبل عام، وعدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة جديدة للكشف عن مصير المختفين في سوريا، ولكن لم يُحرز الكثير من التقدم حتى الآن. وأضاف أنه عرض تمثال "ملك الثقوب" لأول مرة في عام 2021 في باريس، حيث يعيش الآن، ثم تركه في غابة عامة ليتأثر بعوامل الطبيعة كرمز لتفكك الصلابة الظاهرية لرمز القمع.
أعرب ضوا عن قلقه من استمرار عمليات الاعتقال والاختطاف في سوريا، مشيرًا إلى توثيق اعتقالات تعسفية جديدة كل شهر. وأكد أن الوقت ينفد للعثور على المختفين، وأن عشرات الآلاف قد قُتلوا تحت التعذيب أو التجويع.
انتقد ضوا محاولات النظام السوري لإعادة فتح العلاقات مع دول أخرى تحت ذريعة أن سوريا أصبحت الآن آمنة، مؤكدًا أن تحطيم التمثال هو احتجاج تعبيري مع الناجين وأهالي المعتقلين والمختفين قسريًا. وأعرب عن أمله في أن يدفع هذا الفعل الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لكشف الحقيقة حول مصير المختفين في سوريا.
ووصف ضوا لحظة تحطيم التمثال بأنها كانت قوية، حيث لم يكن يفكر سوى في 157 ألف شخص تم اعتقالهم تعسفيًا وأخفوا قسريًا في سوريا بعد اختطافهم من نقاط التفتيش أو من منازلهم وأماكن عملهم.
دعا ضوا إلى اتخاذ إجراءات فعالة لإنقاذ المعتقلين في سوريا وإطلاق سراحهم، مؤكدًا أن تشكيل مؤسسة الأمم المتحدة للمفقودين في سوريا كان إنجازًا تاريخيًا، ولكنه حث على ضرورة البدء في تقديم الإجابات بعد مرور عام كامل.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!