-
ناجيات سوريات من المعتقل يطرقن أبواب الجهات الدولية
شاركت معتقلات سوريات سابقات وناجيات، في جلسة حقوقية على هامش مجلس حقوق الإنسان، نظمتها لجنة المعتقلين والمفقودين مع الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة بجنيف، للتركيز على الحالة الصعبة للمعتقلين والمفقودين، وأسرهم وأقاربهم في سوريا، وخاصة النساء بينهم، الذين يعانون من معظم الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة.
افتتح الجلسة السفير 'والتر ستيفنز"، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة في جنيف، إلى جانب "روجر كارستنز"، نائب وزير الخارجية في الولايات المتحدة من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، وبإدارة من فريق geset techane، ورئيس الفريق العامل المعني بالتمييز ضد المرأة.
وأكدت الناجيات السوريات من المعتقلات السورية على الجانب القانوني للقضية بشكل عام والتأكيد على عدم تسيّيسها، وأن تكون بند ما فوق تفاوضي، وللخروج بتوصيات من أجل عودة الملف من آستانة إلى جنيف، بجانب التطرق إلى إيجاد حل عملي وفعال لقضية المعتقلين في سوريا، بعيداً عن المفاوضات السياسية، ووقف الانتهاكات التي تحدث بحق المعتقلين في سوريا.
موقع "ليفانت" التقى بالناشطة السورية والمعتقلة السابقة لدى النظام السوري، "ياسمين بنشي"، إحدى المشاركات في الجلسة، لتحدثنا عن أهمية الفعالية، والجدوى منها، فقالت: "تحدثت بشكل موجز جداً عن تجربة اعتقالي وكيف خرجت بمبادلة "راهبات معلولا" المعروفة، اللواتي كن سعيدات لأجل خروجنا، حيث كانت المبادلة تلك هي الحل والمنقذ لي ولزميلاتي بالخروج من المعتقل، إلا أنه وبنفس الوقت إن المبادلات العسكرية التي تحدث بين النظام والجهات العسكرية، هي ليست الحل الجذري لقضية المعتقلين/ات والإفراج عنهم".
لم تكتفي ياسمين بالحديث عن ظروف اعتقالها فقط، بل رفعت صورة شقيقها الذي سلّم النظام أهلها شهادة وفاته معتقلات النظام السوري، ليتفاجأ الحضور بها وبجرأتها، ولتتحدث عن معاناة أهلها وأهالي المعتقلين جميعاً، وتضيف هنا: "كما أردت التركيز بشكل أكبر على قضية ضحايا التعذيب في سجون النظام السوري، والتي يمثل أخي الأصغر واحداً من ضحاياه، حيث اعتقل في العام ٢٠١٢ وأرسل النظام شهادة وفاته نهاية العام ٢٠١٨ أنه توفي في سجونه في الشهر ١١ من العام ٢٠١٣".
قدّمت ياسمين شهادتها باللغة الانكليزية وبوقائع حقيقية عانت منها هي وأهلها، حيث تحدثت عن شقيقها أشرف ورفعت صورةً كبيرة له وسط القاعة، ليذهل الحضور بجرأتها، وطالبت العمل على الإفراج الفوري عن جميع النساء والأطفال، وبالضغط الأممي على النظام السوري لتسليمها جثة أخيها، وجثث جميع الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب إلى ذويهم، حيث سبق وأن قام النظام بإرسال شهادات وفاتهم إلى دوائر السجل المدني في سوريا.
أقيمت الفعالية بحضور دبلوماسي كبير ورفيع المستوى وبرعاية من الاتحاد الأوروبي، عنها وعن أهمية تلك الجلسة ومستقبلها، التقى موقع "ليفانت" عضو الهيئة العليا التفاوضية السورية، ورئيسة لجنة المعتقلين والمفقودين في الهيئة التفاوضية السورية منذ جنيف3، "أليس مفرج"، لتقول: "منذ بداية استلام المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سوريا، "غير بيدرسون" الملف السوري، قدم إحاطة لمجلس الأمن الدولي، وذكر فيها خمسة نقاط أساسية، الأولى منها قضية المعتقلين السوريين، حيث اعتبرها كأولوية، ويجب أن يعمل فيها كمعيار من معايير البيئة الآمنة والمحايدة، وأن إطلاق سراح المعتقلين هو أولوية في سوريا".
وتتابع: "نحن بدورنا أكدنا من خلال هذه التوصيات إطلاق سراح المعتقلين السوريين جميعاً، إلى جانب إيقاف الاعتقالات التعسفية في سوريا المستمرة، وتحديداً في مناطق التسوية وخفض التصعيد التي تشهد انتهاكات كبيرة، ووقف أحكام الإعدام الصادرة عن المحاكم ذات الصفة الاستثنائية، وتحديداً الإبادة الممنهجة التي تحدث في المعتقلات السرية وسجن صيدنايا، وكل ذلك يتوجب أن يكون تحت مظلة جنيف بمسؤولية الأمم المتحدة الكاملة".
وتتابع حديثها لتطرق إلى نقل وعودة ملف المعتقلين من آستانة إلى جنيف: "ما يحدث في غرفة العمل المشتركة في آستانة، مبني على المبادلات الفردية العسكرية، وكلنا نعلم أن هذه الطريقة غير قانونية، ويجعل ذلك من أي معتقل سوري في سجون الأسد معتقلاً على خلفية النزاع المسلح، عدا أن التبادل بين الجهتين يمثل مصالح العسكريين من الطرفين، كما حدث وجرت عمليات تبادل عديدة بين النظام وجبهة النصرة، حيث لا يقبل النظام السوري عمليات التبادل إلا مع جبهة النصرة، ما يعطيها حاضنة شعبية في تلك المناطق، وخاصة أنهم يستخدمون النساء المعتقلات كسلاح للحرب في عمليات التبادل".
عن أهمية الجلس هذه، والتوصيات التي وضعوها أمام الجهات الدولية، تقول: "كانت الجلسة اليوم لمعتقلات وناجيات سابقات، يعملن على قضية المعتقلين والمعتقلات السوريين، وهي فعالية مبنية مع الأمم المتحدة كخطوة من أجل الوصول إلى تلازم المسار المدني مع السياسي، وضرورة بناء وتشكيل بنك مركزي موحد من قوائم المعتقلين لدى منظمات المجتمع المدني وإيداعها لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
وتكمل: "هذا يعتبر خطوة من ضمن الخطوات في ظل التحرك الأمريكي الأخير، حيث سنستمر في ذلك بجلسات مفتوحة في مجلس الأمن بنيويورك، ونطالب بعقد مؤتمر دولي أساسه السوريين، يشكل مخرجات مؤتمرهم ضغطاً على مجلس الأمن لوضع قضية المعتقلين كأولوية في كافة المفاوضات".
هذا وشارك في الجلسة كل من المعتقلات السوريات السابقات:
"ياسمين بنشي": ناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان، من اللاذقية، اعتقلت لمدة عام في معتقلات النظام السوري، وتعرضت للتعذيب الممنهج، وهي في الوقت الحالي المدير التنفيذي لمنظمة ياسمين الحرية لحقوق الإنسان والتنمية, التي انشأت عام 2016 في تركيا من قبل مجموعة من الحقوقيين والنشطاء الذين نجوا من السجن.
"ياسمين محمد"، ناشطة كردية سورية من مدينة عفرين، شمال سوريا، تم اعتقالها في عام 2013 بعد مظاهرة سلمية. وهي حالياً لاجئة سياسية في ألمانيا.
"دانية يعقوب"، معتقلة سياسية سابقة لدى النظام السوري، وهي حالياً لاجئة في هامبورغ ومديرة جمعية للنساء والأطفال، وناشطة في مجال حقوق الإنسان.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!