الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • نائب في الكونغرس: سلوك أردوغان يضر بالحريات التي تنادي بها أمريكا

نائب في الكونغرس: سلوك أردوغان يضر بالحريات التي تنادي بها أمريكا
نائب في الكونغرس: سلوك أردوغان يضر بالحريات التي تنادي بها أمريكا

عبّر السيناتور الأمريكي شلا جاكسون عن حزنه من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة، قائلاً: "يحزنني توجيه الدعوة لأردوغان لزيارة واشنطن، أردوغان حوّل تركيا إلى ديكتاتورية"، بينما قال السيناتور الأمريكي سيث مولتون: "سلوك أردوغان يضر بالحريات التي تنادي بها أمريكا، علينا مواجهة أردوغان ووقف انتهاكاته".


تلك المواقف هي بعض مما قد يشرح موقف المؤسسة التشريعية الأمريكية التي تعاطى بشكل رافض منذ البداية للهجوم التركي على شمال سوريا، حيث كانت القوات الأمريكية تتحرك بأريحية في إطار التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.


بداية الهجوم..


في التاسع من أكتوبر، مع بدء الهجوم التركي على شمال سوريا، وشن الطائرات الحربية التركية غارات من الجانب التركي للحدود على مدن كـ سريه كانيه\رأس العين إلى تل أبيض، قال السيناتور الأمريكي الجمهوري، ليندسي غراهام، إنه سيبذل جهوداً في الكونغرس “لجعل أردوغان يدفع ثمناً باهظاً”، وكتب تغريدة على “تويتر” قال فيها: “إذا كانت التقارير الإعلامية دقيقة حول دخول تركيا لشمالي سوريا، فهذا بمثابة كارثة يجري إعدادها”.


وسبق ذلك، أن طالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالعدول عن قراره في سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، معتبراً أن هذا الخيار “ينطوي على كارثة”، كما وجه غراهام رسالة للرئيس التركي عبر حسابه في تويتر، وكتب: “إلى الحكومة التركية.. ليس لديكم ضوء أخضر للدخول إلى شمال سوريا، هناك معارضة كبيرة من الحزبين في الكونغرس، والتي يجب أن تعتبروها خطاً أحمر لا يجب عليكم عبوره”.


وأضاف موجهاً رسالته إلى أردوغان: “إذا كنّت تريد تدمير ما تبقى من علاقة هشة بيننا، فإن الغزو العسكري لسوريا سيقوم بهذه المهمة”، واعداً بعقوبات قاصمة إذا دخلت شمال سوريا، حيث قال إن الكونغرس سيتبنى عقوبات ضد تركيا لو غزت سوريا، وسيطالب بتجميد عضويتها في الناتو إذا هاجمت الأكراد، كما شدد على أن تركيا لا تملك إمكانية منع داعش من الظهور مجدداً في سوريا، موضحاً أن هدفها الأساسي هو قتال الأكراد.


عقوبات على أردوغان..


وأعد مشرّعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الأمريكي مشروع قانون ينص على فرض عقوبات على رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، وعدد من وزرائه بسبب هجومه المسمى بـ نبع السلام، وقضى مشروع القانون بمنع أي مساعدة أمريكية للعسكريين الأتراك وفرض "عقوبات على كل شخصية أجنبية تبيع أو تقدم للقطاع العسكري التركي أي دعم مالي أو مادي أو تقني أو تنفذ عمداً أي تعاملات مالية معه".


محاولة تغيير القرار..


وسعى الكونغرس مع دخول الهجوم التركي أسبوعه الأول، إلى دفع ترامب للعدول عن قراره بالانسحاب من شمال سوريا، فقالت زعيمة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في الرابع عشر من أكتوبر، إنها اتفقت مع جمهوريين على ضرورة إصدار قرار يلغي قرار الرئيس دونالد ترامب "الخطير" بسحب القوات من شمال سوريا حيث تشن القوات التركية هجوماً ضد المقاتلين الأكراد.


وقالت بيلوسي إن الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس يمضون قدماً في مشروع قرار فرض عقوبات واسعة على تركيا بسبب عمليتها العسكرية، مؤكدة أن الإجراءات التي يخطط لها البيت الأبيض ليست كافية، وكتبت في تغريدة على تويتر "كان على رأس أولوياتنا الاتفاق على أنه يجب أن نصدر قراراً من الحزبين ومن الكونغرس لإلغاء قرار الرئيس الخطير في سوريا فوراً".


وأضافت إن مجموعة العقوبات التي يعتزم البيت الأبيض فرضها، لن ترضي على الأرجح أعضاء الكونغرس الغاضبين ومن بينهم الجمهوريون، موضحةً أنه "نظراً لأن الرئيس أعطى الضوء الأخضر للأتراك للقصف وبالتالي إطلاق عنان داعش فعلياً، علينا أن نضع مجموعة عقوبات أقسى من تلك التي يقترحها البيت الأبيض".


الاتصال مع قسد..


وحاول الكونغرس الأمريكي عبر أعضاء بارزين فيه ومنهم السيناتور الأمريكي الجمهوري، ليندسي غراهام، الاتصال مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والتأكيد على التزام الكونغرس الأمريكي بحماية الأكراد.


وجاء في تغريدة كتبها غراهام في التاسع عشر من أكتوبر الماضي، على صفحته في “تويتر”: “لقد تحدثت للتو مع الجنرال مظلوم عبدي، قائد القوات الديمقراطية السورية في سوريا. إنه يقدر جهود إدارة ترامب لوقف العنف”.


وكتب في تغريدة أخرى: “يشعر اللواء مظلوم بالقلق إزاء وقف إطلاق النار، وأكد أنه لن يوافق أبداً على التطهير العرقي للأكراد المقترح من جانب أنقرة”، وأضاف: “المنطقة العازلة مقبولة لدى الأكراد، لكن الاحتلال العسكري الذي يرحل مئات الآلاف ليس منطقة آمنة. إنه تطهير عرقي”.


مؤكداً في تصريحات صحفية أن “المنطقة منزوعة السلاح ستسيطر عليها قوات دولية وليس أمريكية، ولكن واشنطن ستوفر الغطاء الجوي"، قائلاً: "الرئيس ترامب يقدر ما فعله الأكراد ويعتقد أنه من الضروري الحفاظ على هزيمة داعش، وأعتقد أننا سنظل حلفاء للأكراد في شمال شرق سوريا، حتى لا يعود داعش للظهور من جديد من أجل حماية أمننا القومي، وهو ما ندين به للأكراد”.


بيد أن تلك الوعود أو التصورات للحل لم تجد لنفسها درباً تسلكه، حيث سيطرت القوات التركية والمليشيات الموالية لها على الشريط الحدودي الممتد من رأس العين إلى تل أبيض بطول 120كم وعمق 32 كم، وهو ما اعتبر مكسباَ تركياً، وخسارة لـ قسد التي اضطرت للانسحاب بعد اتفاق تركي أمريكي وآخر مع روسيا، وارباكاً للأمريكيين أنفسهم الذين تقلصت منطقة نفوذهم مقارنة مع تمدد خصمهم التاريخي في موسكو.


مذبحة الارمن..


ورغم فشل الكونغرس في تعديل قرار ترامب بالتراجع عن الانسحاب من المناطق الحدودية شمال سوريا، إلا أنه حاول معاقبة تركيا بإدانتها بمذابح الأرمن وإبادتهم، وإن بعد أكثر من قرن من الزمن، في الثلاثين من أكتوبر الماضي.


ولعل ذلك الاجراء على أهميته الرمزية، لكنه قد يكون رسالة سيئة للكُرد السوريين، فإن كان الاعتراف بمجازر الأرمن قد اقتضى أكثر من 104 اعوام للإقرار بأنها جريمة، دون حتى النظر في عقابها، والذي لا يُعلم إن كان سيتم أم لا، إذاً متى سيمكن الاقرار بأن ما يتعرض له الكُرد ومكونات شمال سوريا جريمة وينبغي محاسبة جُناتها؟


ليفانت-خاص


متابعة واعداد: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!