الوضع المظلم
الجمعة ٢٢ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • “من يحب الرئيس فليبدأ بإطلاق النار”.. الجلسة السابعة لمحاكمة أنور رسلان وإياد الغريب

“من يحب الرئيس فليبدأ بإطلاق النار”.. الجلسة السابعة لمحاكمة أنور رسلان وإياد الغريب
محاكمة كوبلنز

تقرير: لونا وطفة


انتهت اليوم تمام الساعة 3:45 مساءً بتوقيت المانيا الجلسة السابعة من محاكمة المتهمَين أنور رسلان و إياد الغريب في المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنز الألمانية. تضمنت الجلسة مناقشة التحقيق الذي خضع له إياد الغريب عام 2018 وأدلى به بمعلومات عن فرع الأمن الداخلي 251 وفرع الأربعين.

تم استدعاء المحقق الذي أجرى التحقيق مع إياد الغريب والذي كان بتاريخ 16.08.2018 وتم ذكر التفاصيل التي ذكرها إياد فيه، حيث بدأ بمعلومات شخصية عن إياد وأنه وعائلته مستقر منذ عام 2018 في ألمانيا، ومن ثم تفاصيل ما شاهده بشكل شخصي وأخبر المحقق عنه، ومن ذلك تأكيده لعمليات قتل المعتقلين تحت التعذيب في فرع الخطيب والتي لم يشارك فيها بشكل شخصي بل كان ملزماً باعتقال المتظاهرين. كما قدم معلومات مفصَّله عن(حافظ م) رئيس فرع الأربعين. من جهته أكد المحقق أنه رأى توازياً فيما أدلى به إياد في التحقيق مع ما قاله أنور رسلان في شهادته للشرطة في ألمانيا، والتي كان قد تم البدء بها قبل شهر واحدٍ فقط من التحقيق مع إياد، ولهذا اتصل المحقق أثناء التحقيق بالمدعي العام الألماني وقرر الأخير أخذ إياد كشاهد.

الجدير بالذكر أنه وقبل ثلاثة أيام من بداية التحقيق مع إياد كان قد تم رفع طلب القبض على أنور رسلان.

ذكر إياد بدايةً في التحقيق حادثة إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة دوما قرب الجامع الكبير والتي كانت بين الشهرين التاسع والعاشر من عام 2011 (وأغلب الظن أنه كان يقصد مظاهرة الموت ولا المذلة والتي كانت بتاريخ 02.09.2011 ) وكان ذلك بأمر مباشر من (حافظ م) الذي وجد هناك وقال بعد أن أخرج سلاحه " من يحب الرئيس فليبدأ بإطلاق النار" وبدأ بنفسه وكما يقول إياد فقد أفرغ مخزناً كاملاً وأدى ذلك لقتل خمسة أشخاص على الفور، تبعه بإطلاق النار سبعة من عساكره ويؤكد إياد أنهم جميعاً كانوا علويين وذكر بينهم اسماً واحداً فقط يعرفه وهو "زيدون ب". أما من تم اعتقالهم بعد هذه الحادثة فقد تم ضربهم أثناء نقلهم الأمر الذي يؤكد إياد أنه لم يشارك به ولم يشارك أيضاً بإطلاق النار.


رابط للمظاهرة:





كان إياد مسؤولاً عن أحد حواجزالتفتيش العسكرية بداية الثورة في مدينة دوما، وكانت مهمتهم اعتقال الناس من الحاجز حيث وصل عدد الاعتقالات يومياً لمئة شخص من كل مئتين أو ثلاثمئة شخص. بعد أن استلم الجيش مدينة دوما تم تحويل إياد لفرع المداهمات وكانت مهمته تنحصر في مناطق المظاهرات مثل القابون وداريا وحرستا. وأيضاً تحدث عن عمله كمخبر لصالح فرع الخطيب حيث كان يعمل تحت إمرة (كمال أ) وهو مسؤول القسم الديني في فرع الخطيب وكانت مهمة إياد الدخول إلى المساجد ومراقبة الأئمة والخُطَب وكتابة التقاريرعن أي شيء يقال وأي شخص ضد الدولة.




انتقل بعدها إياد لوصف فرع الخطيب كبناء والذي يتضمن القبو وهو مكان وجود السجن ومن ثم الطابق الأرضي وهو مكان وجود مكاتب التحقيق والأرشيف وأخيراً الطابق الأول مكان وجود مكاتب القيادة، كما قام برسم توضيحي للفرع تم عرضه على شاشة عرض في قاعة المحكمة.




تحدث إياد في التحقيق كما ذكر المحقق عن أصوات التعذيب "التي كان من الطبيعي جداً سماعها وأحياناً تصل للمقهى الذي يقع مقابل الفرع" موضحاً أيضاً أساليب التعذيب التي تم استخدامها في فرع الخطيب في تلك الأثناء ومنها الدولاب والفلقة والشبح والكرسي الألماني، كما ذكر أنه وقبل عام 2011 تم استخدام الماء المغلي لتعذيب المعتقلين في فرع الخطيب. وذكر أيضاً أن الفرع معد ليتسع 100 معتقل ولكن في تلك الفترة وصل عدد المعتقلين للأربعمئة.




وأكد إياد بحسب معرفته أنه وفي شهر خمسة فقط عام 2011 تم نقل عشر جثث من فرع الخطيب للدفن ويؤكد أنه كان هناك حالات قتل تحت التعذيب كثيراً وأولئك الذين كان يظهر على جثثهم آثار التعذيب كان يتم نقلهم فوراً إلى مقبرة نجها لدفنهم مباشرة بمقابر جماعية، بينما أولئك الذين لا تبدوا عليهم آثار التعذيب كان يتم نقل جثثهم إلى مشفى المجتهد. يذكر إياد أنه رأى جثتين بعينه إحداها كانت لرجل تم إخراجه أمامه من الفرع والآخر لرجل كان معتقلاً وفي أثناء نزوله من الباص أمام الفرع حين تم اقتياده إليه تم ضربه على رأسه بعصا فوقع ميتاً على الفور. كما ذكر أن عمليات نقل الجثث من الفرع لا تتم إلا ليلاً. تحدث إياد أيضاً أن التعذيب مسموح بحسب قانون العقوبات السوري وأن كل عنصر أمني يحق له قتل شخص على الأقل دون أن تتم محاسبته. وتحدث أيضاً عن التمثيليات التي قام بها عساكر الفرع 251 على أنهم مصابون وذهابهم لمشفى المجتهد ليظهر أن المتظاهرين مسلحين وقاموا بإطلاق النار عليهم وهو أمر غير صحيح وإنما كان عبارة عن عملية تمثيلية فقط كما أكد إياد.




أما عن أنور رسلان فقد أكد إياد على دوره كرئيس لقسم التحقيق في فرع الخطيب ولكنه قال أنه لم يكن يملك قدرة معاقبة الضباط الذين يقومون بمعليات تعذيب المعتقلين لأنه كان ضابطاً سُنِّيِاً.ومن بين المعلومات التي أدلى بها أيضاً إياد كانت معلومات عن منشقين موجودين بأوروبا من بينهم (عماد اله..) الموجود في مدينة شتوتغارت الألمانية وهو منشق عن الفرع 251، وأحد أقارب إياد ويدعى (تميم الج..)، منشق عن الفرع 295 أو مايعرف بفرع المداهمة (وهو الفرع الذي يتم نقل المنشقين إليه لسهولة تصفيتهم هناك كما ذكر إياد) ومتواجد باليونان. وكان تميم قد أخبر إياد سابقاً عن السيارة التي كانت مسؤولة عن تفجير مبنى إدارة المخابرات العامة عام 2011 قبل قدوم وفد المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية إلى دمشق وكيف تم إصلاحها داخل الفرع 295 وأنه قبل التفجير تم إفراغ قسم كامل من الفرع مكان التفجير بإشارة واضحة منه إلى ترتيب عملية التفجير لإظهار وجود إرهاب في سوريا أمام البعثة.


https://www.bbc.com/arabic/middleeast/2011/12/111224_syria_security_council

كما تم التطرق في التحقيق لعمل قيصر في توثيق جثث الضحايا وأقر إياد بأن هذا الإجراء كان متبعاً من قبل النظام -أي عملية تصوير وتوثيق الجثث- ولكنه لا يعرف قيصر بشكل شخصي، كما تم عرض إحدى صور قيصر على شاشة العرض تتبع بحسب الأرقام الموجودة على الضحية لفرع الخطيب.




انتهى التحقيق مع إياد والذي تناول فترة وجوده ضمن هذه الأفرع التي تنقل بينها كثيراً بين العامين 2010 و 2011 وانشق عن النظام في الشهر الأول من العام 2012.

بعد انتهاء شهادة المحقق تم إحضار المترجم الذي كان مسؤولاً عن ترجمة التحقيق بشكل كامل لإياد ويدعى (سامي غ) وهو لبناني الأصل والذي أكد أنه لم يكن هناك أي صعوبات بالترجمة وكان إياد مدركاً لجميع حقوقه أثناء التحقيق.

وفي نهاية الجلسة تم استدعاء شرطي كان أيضاً على علاقة بالتحقيق وكانت مهمته الأساسية كتابة البروتوكول لمساعدة المحقق الرئيسي واستدعاء الشهود حين اللزوم.

من المتوقع غداً أن تكون الجلسة متعلقة بدفاع أنور رسلان وأسئلة محاميي الادعاء له.

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!