-
من تايبيه إلى طوكيو.. مشرعون أمريكيون في اليابان لتعزيز التحالف
-
اليابان نحو بناء قدرة هجومية خلافاً للدستور
استكمل النواب الأمريكيون على رأسهم ليندسي غراهم زياراتهم المكوكية من أستراليا إلى تايوان فاليابان في استعراض يؤكدون فيه على تعزيز التحالف مع الحلفاء التقلديين في جنوب شرق آسيا بالتزامن مع التطورات والتوترات الأخيرة التي سببها الغزو الروسي.
واجتمع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والمشرعون الأمريكيون الزائرون يوم السبت مؤكّدين التزامهم بالعمل معاً في إطار تحالف ثنائي طويل الأمد في وقت تصاعدت فيه التوترات العالمية بما في ذلك تهديدات من الصين وكوريا الشمالية.
وأخبر كيشيدا ممثلي الكونغرس أن التحالف الثنائي قد حل محل الانقسامات الحزبية السياسية، وسعى إلى فهم دور اليابان في العمل من أجل السلام والازدهار في المنطقة. وفي اجتماع على الإفطار، اتفق الوفد بقيادة السناتور ليندسي غراهام من ساوث كارولينا مع كيشيدا على أهمية الحفاظ على "منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة".
تأتي زيارة النواب الستة في أعقاب توقفهم السابق في تايوان، حيث أصدروا إعلاناً واضحاً وعاماً عن دعمهم لديمقراطية الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، بينما وجهوا تحذيراً للصين. والتقوا الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون أمس الجمعة.
كان على رأس الوفد في الزيارة إلى تايوان السناتور ليندسي جراهام وبوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إذ أرخت ارتياحاً للقيادة التايوانية التي صرحت عن طريق وزارة الخارجية بأن زيارة الوفد وسط الأزمة الأوكرانية تظهر دعم الولايات المتحدة والتزامها "الراسخ" لتايوان.
وقالت تساي للوفد إن الغزو الروسي أثبت أن "الديمقراطيات يجب أن تعزز تحالفاتها ويمكننا بشكل جماعي الدفاع عن أنفسنا من التهديدات التي تشكلها الدول الاستبدادية التي تسعى إلى زعزعة السلام الإقليمي".
هذه الزيارة، ردت عليها الصين، قبل وصول الوفد عن طريق المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان بإن بكين تعارض بشدة جميع أشكال التفاعلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان.
ردت بكين عملياتياً على الزيارة بمناورات عسكرية بالقرب من تايوان احتجاجاً على زيارة الوفد الجمهوري، فجاء على لسان المتحدث تشاو ليجيان بإن الصين مستعدة "لاتخاذ إجراءات قوية لحماية سيادتها وسلامة أراضيها بحزم".
لطالما كانت اليابان متوترة من غزو الصين المحتمل لتايوان، التي تدعي بكين أنها جزء من أراضيها يجب توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر. وانقسمت الصين وتايوان بعد حرب أهلية عام 1949 وهربت طليعة سياسية وشكلت حكماً ديمقراطيا في الجزيرة.
تصاعدت المخاوف في طوكيو، ولاسيما بين السياسيين المحافظين الذين يسعون إلى دور أكثر حزماً لجيشهم، منذ الحرب في أوكرانيا. السؤال حساس لأن دستور اليابان السلمي، الذي تم تبنيه بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، يحظر استخدام القوة في النزاعات الدولية. تحتفظ اليابان بعملياتها العسكرية الخارجية لحفظ السلام والإغاثة الإنسانية.
على المستوى الرسمي، لا تعترف اليابان بتايوان لكنها تحافظ على علاقات ودية بحكومتها. وتعارض الصين أي تبادلات رسمية بين تايوان والحكومات الأجنبية الأخرى. ويقول المحللون إن دور اليابان غير واضح فيما لو تدخلت الولايات المتحدة في حالة هجوم الصين على تايوان، ولاسيما مع استضافتها وجوداً عسكرياً أمريكياً ضخماً في ظل التحالف.
وقالت الوزارة إن طوكيو طلبت أيضاً دعم الولايات المتحدة للجهود الجارية التي تبذلها اليابان لإعادة اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية قبل عقود. أعادت كوريا الشمالية بعض المخطوفين في عام 2004.
ويضم الوفد الأمريكي أيضاً السناتور روبرت مينينديز من نيوجيرسي والسناتور ريتشارد بور من نورث كارولينا والسناتور روب بورتمان من أوهايو والسناتور بن ساسي من نبراسكا والنائب روني جاكسون من تكساس.
اليابان نحو بناء قدرة هجومية خلافاً للدستور
وفي ضوء هذه التحركات تزامنت زيارة النواب الجمهوريين الأمريكيين المحافظين، مع مقترح لجنة الأمن القومي التابعة للحزب الليبرالي الديمقراطي أن تمتلك اليابان قدرة هجومية في خطوة لمواجهة التهديدات الصاروخية والأمنية الأخرى في المنطقة حسبما قال نواب من الحزب الحاكم يوم الجمعة.
كان الدفع من أجل الخطة المثيرة للجدل التي لقيت انتقادات من أوساط برلمانية تخشى الدفاع بالأمر بعيداً عن توجه اليابان الدفاعي لامتلاك مثل هذه القدرة هو القضية الرئيسة لمراجعة سياسية رئيسة لأمن اليابان بحلول نهاية العام، في وقت تكثف فيه الصين وكوريا الشمالية أنشطتهما العسكرية واستعراضات الصواريخ البالستية التي حذّر منها الحزب الديمقراطي الليبرالي في ورقته المقترحة في البرلمان.
اقرأ المزيد: جسور أوكرانيا المدمرة تعطل المساعدات.. وملياردير سيساعد بإعادة بناء ماريوبول
إن امتلاك مثل هذه قدرة هجومية يظل أمراً حساساً من الناحية السياسية في اليابان نظراً لسياستها الموجهة حصرياً للدفاع بموجب الدستور الذي نبذ الحرب. لكن بموجب مجموعة من المقترحات التي جمعتها لجنة الحزب الديمقراطي الليبرالي، ستتمكن اليابان من بناء قدرة للهجوم وتعطل أيضاً أنظمة القيادة والتحكم.
ستحافظ اليابان على موقفها الدفاعي وتحد من استخدامها للقوة للدفاع عن النفس إلى الحد الأدنى الضروري، مع الأخذ في الاعتبار على وجه التحديد عوامل مثل الوضع الأمني الدُّوَليّ في ذلك الوقت، وفقًا للاقتراحات. وصيغت المقترحات كجزء من مراجعة الحكومة لاستراتيجية الأمن القومي، أو المبادئ التوجيهية طويلة الأجل، ووثيقتين رئيستين أخريين بشأن الدفاع.
This is our recent effort to deepen 🇯🇵🇺🇸 close #Alliance to defend our nation and to secure peace and stability of this region from peace time. https://t.co/PjcYuGwB2T
— Japan Ministry of Defense/Self-Defense Forces (@ModJapan_en) April 13, 2022
وتسعى اللجنة أيضاً في مسودة مقترحاتها إلى استخدام صياغة أقوى في وصف التهديدات الأمنية التي تشكلها روسيا والصين. وعززت الصين أنشطتها العسكرية في المياه بالقرب من اليابان، في حين أثارت سلسلة من تجارب الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية في وقت سابق من هذا العام مخاوف بشأن القدرة الدفاعية لليابان، التي تعتمد بشكل كبير على تحالفها الأمني مع الولايات المتحدة.
وتنص المقترحات أيضاً على أن اليابان يجب أن تهدف إلى زيادة إنفاقها الدفاعي إلى ما لا يقل عن 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بنحو خمس سنوات، ليكون على قدم المساواة مع هدف الإنفاق الدفاعي البالغ 2 في المئة لمنظمة حلف شمال الأطلسي. جدير بالذكر أن تحركات الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا رسم ملامح أكثر نشاطاً مع أواخر فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فشله في تحقيق اختراق مع كوريا الشمالية ومعركته في الحرب التجارية مع الصين.
وبالتزامن، بدأت المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية، أبراهام لينكولن، التدريبات يوم الجمعة الأسبوع الماضي مع قوات الدفاع الذاتي البحرية الأمريكية، وفقاً للأسطول السابع الأمريكي. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن هذا هو أول نشر لحاملة طائرات أمريكية في المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية منذ نوفمبر 2017.
اقرأ المزيد: ألغام أرضية تستخدم في قصف الأوكرانيين.. وصاروخ S-125 لإسقاط الطائرات
وانضمت مدمرة كونغو اليابانية المجهزة بنظام دفاع جوي إيجيس، ومدمرة أخرى إينازوما، إلى تدريب أقيم يوم الثلاثاء، وفقاً لقوات الدفاع الذاتي، التي قالت في تغريدة على تويتر إن التدريب جزء من جهود. "للدفاع عن أمتنا وتأمين السلام والاستقرار في هذه المنطقة من وقت السلم".
وخلصت الولايات المتحدة لتشكيل تحالف ثلاثي في "أوكوس" مع أستراليا وبريطانيا للضغط على الصين في جنوب آسيا، ووقعت صفقات بناء غواصات نووية مع الحليف التقليدي الأسترالي، إلى جانب تعهدات ترميم مرافق عسكرية بحرية. وتستمر البحرية الأمريكية بالتحرك في جنوب بحر الصين وقرب تايوان بقطعها البحرية من طرادات وفرقاطات وحاملات طائرات بشكل مستمر وتجد لها مكاناً لقواعدها في أستراليا والفلبين لتعزيز الطوق وخنق المجال الحيوي للتنين الصيني في جنوب آسيا مذكرة دائماً أنها حاضرة في باحته الخلفية كورقة ضغط حاضرة دوما من خلال التحالفات والاتفاقيات العسكرية جنوب المحيط الهادئ وصولاً إلى الهند الفضاء الجغرافي المهم مع مجاله الحيوي في مشروع الحزام والطريق.
إعداد وتحرير: وائل سليمان
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!