-
منح دراسية وحسينيات: أدوات إيران الناعمة بسوريا
-
يكشف انتشار المراكز التعليمية الإيرانية في شرق سوريا عن استراتيجية ممنهجة لتغيير الهوية الثقافية عبر استهداف الجيل الناشئ
شرعت إيران في تطبيق سياسات تعليمية جديدة في البوكمال السورية، حيث باتت روضة "أطفال المستقبل" نموذجاً صارخاً لتدريس التاريخ الفارسي واللغة الفارسية للأطفال، مع حصر آفاق تعليمهم المستقبلي في منح دراسية بإيران.
وفي ظل انهيار المنظومة التعليمية وتفشي العوز في سوريا المنهكة بالحرب، تستثمر طهران في نشر عقيدتها وثقافتها عبر مؤسسات تعليمية ودينية تمولها.
وتبرز محاولات نشر الفكر الشيعي بين الناشئة في روضة "أطفال المستقبل" بالبوكمال، حيث يتلقى الصغار دروساً في اللغة والتاريخ الفارسي من منظور إيراني.
اقرأ أيضاً: مليشيات إيرانية تضغط على مهجري عفرين.. بخطف 50 منهم شمال حلب
وتستقطب طهران طلاب المدارس والشباب في الثلاثينات عبر منح دراسية في إيران، مما يوسع نطاق نفوذها، بحسب خبراء يؤكدون سعي إيران لتحويل الهوية الدينية والثقافية في مناطق سيطرتها بسوريا.
وشدد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أن "تدريس اللغة الفارسية في محافظة دير الزور، وهي ليست حاضنة شعبية للإيرانيين، تأتي في إطار هيمنة طهران على هذه المنطقة من الجغرافيا السورية".
وتطرق عبد الرحمن لقناة "الحرة" إلى أساليب الترغيب المستخدمة عبر المال والتوظيف، مشيراً إلى استغلال الأطفال المتعطشين للتعلم من خلال الرحلات والدورات لتلقينهم فكر ولاية الفقيه.
وتتجلى استراتيجية إيران في نشر نفوذها عبر شبكة من المقامات والحسينيات، بما فيها حسينية الإمام جعفر الصادق في دير الزور، وحسينية "أبو الفضل" التي يديرها حزب الله.
وتمتد المراكز الدينية الإيرانية إلى دمشق، حيث يقع مقام السيدة زينب، أبرز المزارات الشيعية في سوريا، ومقام السيدة رقيّة، بالإضافة إلى مساعيها لتطوير مقام عمار بن ياسر في الرقة.
وبلغ حجم الوجود العسكري الإيراني في سوريا نحو 100 ألف مقاتل، وفقاً لتقرير أممي في 2022، فيما قدمت طهران قروضاً للنظام السوري بقيمة 6 مليارات دولار، ما أسهم في تدهور الاقتصاد السوري، حسب تقرير مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في 2023.
ليفانت-وكالات
