الوضع المظلم
الأربعاء ٢٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مقر "عش الجواسيس" الروسي في بولندا بعهدة الجالية الأوكرانية

مقر
لاجئون من أوكرانيا يدخلون بولندا عند معبر ميديكا الحدودي. © UNHCR / Valerio Muscella

تمكنت بلدية وارسو استعادة مبنى "عش الجواسيس"، الذي كانت تسيطر عليه موسكو منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق، وسلمته إلى الجالية الأوكرانية على أراضيها، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.

تعود قصة هذا المبنى إلى أكثر من 30 عاما، حينما غادر دبلوماسيون سوفييت مجمع وارسو السكني الضخم، لكن بعض الروس ظلوا قابعين خلف الأسلاك الشائكة التي تحيط المبنى، معتبرين أنه جزء من "العالم الروسي"، لا يمكن التنازل عنه.

اقرأ المزيد: أوكرانيا تطالب الأوروبيين بمعاقبة روسيا نفطياً

وخلال ثمانينات القرن الماضي، عاش السوفييت في المجمع الذي كان سيئ السمعة باعتباره مقرا لممارسة أنشطة استخباراتية روسية، حتى وصفه البولنديون بـ"عش الجواسيس".

ونشرت "نيويورك تايمز"  نقلاً عن رئيس بلدية وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، قوله إن العديد من الروس كانوا جواسيس، وكان يطلق على المجمع "عش الجواسيس".

وبحسب الصحيفة، فقد سئم رئيس البلدية من رفض روسيا التنازل عن العقار، رغم أحكام المحكمة بعدم أحقية موسكو فيه، قبل أن تستعيد بلدية وارسو المبنى، الشهر الماضي، معلنة تقديمه للأوكرانيين.

وتقلص عدد الدبلوماسيين الروس في بولندا، بعد طرد وارسو 45 جاسوسا روسيا مشتبها في الآونة الأخيرة، إذ أعلن وزير الداخلية البولندي، ماريوس كامينسكي، في وقت سابق، عبر حسابه بـ"تويتر"، تفكيك ما وصفها بـ"شبكة الاستخبارات الروسية في بولندا".

من جانبه رئيس بلدية وارسو، قال إن عدد الموظفين الدبلوماسيين الروس يتراجع منذ عقود. وأضاف: "لم يكونوا بحاجة إلى مثل هذه البنية التحتية الكبيرة لكنهم أرادوا الاحتفاظ بالمبنى، ولهذا السبب كنا نقاتل لاستعادته".

وشيد "عش الجواسيس"، في أواخر السبعينات لإيواء موظفي السفارة السوفيتية، عندما كانت بولندا لا تزال عضوًا في حلف وارسو.

وتم إخلاء المبنى رسمياً من الروس وعائلاتهم، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أواخر الثمانينات، لكن الروس استمروا في السيطرة على المبنى.

وفي 2005، وبعض فترة من مغادرة الروس، تسلل بعض البولنديين إلى العقار ليجدوا وثائق وأوراق روسية، تعزز سمعة المقر كملاذ للتجسس.

وكان المقر يجسد موقعا صغيرا تابعا لـ"العالم الروسي"، وهو مفهوم إقليمي وأيديولوجي، دائب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على استخدامه. واستخدم بوتين هذا المفهوم لتبرير غزوه لأوكرانيا، معتبراً أن جارته الصغيرة كانت جزءا لا يتجزأ من روسيا.

ووفقاً لمفهوم "العالم الروسي"، تمنح روسيا نفسها الحق في السيطرة على أجزاء من الأراضي الأجنبية، والتي تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، لتشمل عددًا لا يحصى من الأماكن التي يعتبرها الكرملين ملكًا له.

اقرأ أيضاً: بسلبية مُتبادلة.. الحرب الباردة تتجدّد بين الناتو ووريثة وارسو

وقاوم بوتين التنازل عن أي موقع لا تزال روسيا تسيطر عليه في الخارج، وهو ما عرقل المطالب البولندية، المدعومة بقرارات قضائية، من أجل استعادة مقر "عش الجواسيس".

وورثت روسيا، بصفتها الدولة الخلف للاتحاد السوفيتي، أكثر من 20 عقارًا في وارسو تم منحها أو تأجيرها لموسكو خلال الحقبة الشيوعية. وواحدة من هذه العقارات، والتي حاولت موسكو أيضًا التمسك بها، هي مقر السفارة الأوكرانية.

 ليفانت – الحرة

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!