الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • مقالع الحجر تعود للعمل وازدهار في حركة البناء ''ريف حلب الغربي''

مقالع الحجر تعود للعمل وازدهار في حركة البناء ''ريف حلب الغربي''
مقالع الحجر تعود للعمل وازدهار في حركة البناء

شريف فارس - ريف حلب الغربي

لم تتوقف حركة الاعمار للمساكن المدمرة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، ويشكل خاص في الشمال السوري، حيث يحاول الكثير ممن دمّرت بيوتهم بإعادة ترميمها بالحد الأدنى خوفاً من قصفها مرة أخرى


بالإضافة إلى توافد عدد كبير من المهجرين من المناطق التي سيطر عليها النظام السوري بداية من عام ،2014 وهذا ما زاد إلى الحاجة لبناء مساكن جديدة وترميم منازل أخرى ليسكنها المهجرين، كل هذا شجع أصحاب المقالع الحجرية لإعادة العمل إليها لتأمين مستلزمات البناء من رمل أو كما تسمى في الشمال السوري (نحاتة)ن بالإضافة لبلاط الارضيات وحجر البناء.


التقت ليفانت السيد "عبد الرحمن منافيخي" وهو مالك لمقلع حجري في ريف حلب الغربي، حيث أكد أن:


(العمل بالمقالع لم يعد كما كان سابقا قبل انطلاق الثورة السورية، وما ضاعف أعباء العمل في المقالع ارتفاع أسعار المازوت ومادة السماد الزراعي التي تستخدم في تفجير جبال المقلع، والتي أصبحت باهظةً الثمن بالمقارنة بما كانت عليه سابقا)، مشيراً إلى أن سعر طن مادة السماد الزراعي ارتفعت ما يفوق عن عشرة أضعاف بالإضافة إلى صعوبة تأمين هذه المادة.


من جهته أكد "حسين عمر" وهو عامل في المقلع الحجري، أن أجور العمال تدهورت بشكل كبير وهو ما جعل البعض من هؤلاء العمال يبدّل عمله الشاق هذا بعمل أقل جهدا،ً مشيراً إلى أن (أسبوعية العامل - من السبت للخميس - كانت تتجاوز أحياناً الـ 100 دولار أمريكي أو ما يعادل خمسة آلاف ليرة سورية، أما الآن أصبحت الاسبوعية بنحو 20 ألف ليرة وهي لا تعادل أكثر من 35 دولار أمريكي).


أما "محمد إبراهيم" أحد عمال مقالع الأحجار يشير إلى أن: ( انحسار فرص العمل يجعلنا نرضى بأي أجر نحصل عليه لنستطيع إعالة أنفسنا وأسرنا)، مؤكداً أن أجور العمال قد لا تكفي مصاريف المنزل اليومية وأحياناً كثيرة يضطرون للاستدانة من صاحب العمل مقابل الاستمرار معه في العمل كي لا يتوقف المقلع عن الانتاج.


من ناحية أخرى يتربط عمل مقالع الحجر بعمل مناشر الجحر والرخام التي تعد لها دور مهم في انتاج الالواح الرخامية للمطابخ وبلاط الارضيات.


يقول " سعيد المحمد" صاحب منشرة الرخام بريف حلب الغربي (نقوم بقص الحجر وصقله ليصبح جاهز للبلاط) مؤكداً أن هناك طلب كبير على البلاط لترميم المنازل ولكن عند عودة القصف على الشمال السوري تتوقف الحركة التجارية للرخام والبلاط بشكل شبه نهائي بسبب تخوف الناس من دمار جديد ونزوح مشيراً إلى أن:


(الأسعار اختلفت كثيرا والحركة الاقتصادية تعتبر شبه جيدة في أوقات توقف القصف واعتقد أنه لو أصبحت هذه المناطق آمنة من القصف لبات النشاط التجاري أفضل مما كانت عليه قبل الثورة).


على الرغم من كل الصعوبات والمعوقات التي تواجه صناعة مستلزمات البناء، إلا انها مازالت تعيش حالة من الازدهار خاصة وأن حركة البناء وإعادة الاعمار والترميم لم تتوقف، على الرغم من وحشية القصف الذي تتعرض له المنطقة وإن كان بشكل متقطع.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!