-
بدعم من أردوغان.. الرفاعي إلى استحداث مؤسسة لإدارة التعليم بكل مراحله
أنشأ الشيخ أسامة الرفاعي، المفتي العام المنتخب حديثاً في سوريا والداعم المتشدد للرئيس التركي، مؤسسة في تركيا لإدارة مدارس تتراوح من الصفوف الابتدائية إلى الجامعة.
منحت محكمة إسطنبول الابتدائية التاسعة في 3 فبراير 2022 الإذن بإنشاء مؤسسة حضارة دمشق (MV). ونُشر القرار في 22 فبراير من قبل المديرية العامة للمؤسسات، وهي وكالة حكومية ملحقة إلى وزارة الثقافة والسياحة.
ذكر الرفاعي طِبْقاً لـِأوراق المحكمة، أن أغراض المؤسسة هي "تعزيز مستوى التعليم لعامة السكان" و"فتح مؤسسات تعليمية وتعليمية على جميع المستويات من المدرسة الابتدائية إلى الجامعة".
ويرى الكاتب الصحفي عبد الله بوزكورت في تقريره المنشور على موقع نوردك مونيتور السويدي المتخصص بالشؤون الأمنية التركية، أن إنشاء المؤسسة سيمنح الجماعات الإسلامية غير التركية العاملة في تركيا، ولا سيما شبكة الإخوان المسلمين، الإذن بإنشاء مؤسسات تعليمية مختلفة لتعزيز أيديولوجيتها الإسلامية.
يتأثر الرفاعي بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا ويرتبط بهم وفق الكاتب. انتقل إلى تركيا في يونيو 2012، بعد وقت قصير من بدء الانتفاضة السورية في عام 2011، وألقى بثقله وراء المعارضة في سوريا وبدأ العمل مع حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
جمع مجموعة من العلماء الإسلاميين السوريين وغيرهم لإحياء رابطة علماء الشام (LSL)، وهي منظمة سرية تأسست عام 1937 وظلت تعمل بالخفاء حتى عام 2011.
عينته حكومة أردوغان على رأس المجلس الإسلامي السوري (SIC) ومقره في إسطنبول في 2014 كجزء من مبادرة تركيا لإنشاء مجموعة شاملة من شأنها أن تجمع العديد من الشخصيات الدينية معاً لدعم وإضفاء الشرعية على المعارضة ضد نظام بشار الأسد.
انتخب الرفاعي من قبل المعارضة ليكون المفتي العام الجديد في نوفمبر 2021 عندما ألغت حكومة الأسد منصب المفتي العام الماضي ورحب الإخوان المسلمين بمنصب الرفاعي الجديد.
عمل الرفاعي ورفاقه في شبكات الإخوان في تركيا وفي المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية في شمال سوريا على الترويج للخطاب الديني بما يتماشى مع الخطاب الإسلامي السياسي لحكومة أردوغان يقول بوزكورت.
جيل الإسلاميين المستقبلي.. حلم أردوغان
إن إنشاء هذه المؤسسة،ŞMV، هذا العام لغرض واضح هو إدارة المدارس من الصفوف الابتدائية إلى الجامعة، ما يعني هناك مهام جديدة قدمها أردوغان الذي كان يحاول تغيير النظام التعليمي في تركيا لتنشئة جيل من الإسلاميين لمجموعة الرفاعي.
يشير بوزكورت أن التحرك لم يقتصر على الحكومة التركية، بل ضخ رجال الأعمال الإسلاميين الأثرياء في جميع أنحاء العالم والذين لهم صلات بجماعة الإخوان المسلمين الأموال إلى الجماعات الإسلامية في تركيا.
ويحاول الرئيس أردوغان دعم شبكة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ اندلاع الثورات العربية في عام 2011، مع بعض النجاح المحدود في سوريا واليمن وتونس وليبيا ومصر. لكن مشروعه تعرض لانتكاسات في العديد من البلدان منذ ذلك الحين.
مع أنّ أردوغان تواصل مع مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة في محاولة لتطبيع العلاقات بتلك الدول ومساعدة تركيا على كسر عزلتها المتزايدة، فإنه لم يتخلَّ عن دعمه لشبكة الإخوان المسلمين.
طُلب من الإسلاميين المصريين في تركيا تخفيف حدة انتقاداتهم لمصر على القنوات التلفزيونية التي يديرونها من إسطنبول، لكن الدعم الكبير الذي يتلقونه من حكومة أردوغان ما يزال مستمرا.
ظلت كل من مصر والمملكة العربية السعودية حتى الآن غير مقتنعين بمبادرات تركيا حتى بعد أن تواصلت أبو ظبي مع تركيا في خطوة لتقليل التوترات وإدارة المواجهة مع تركيا في ليبيا من خلال وكلائها.
في غضون ذلك، كان الرفاعي يتحرك بحرية ذهاباً وإياباً بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش التركي في سوريا، حيث يلقي الخطب ويحاول توحيد الجماعات الإسلامية المختلفة هناك. في إحدى خطبه الأخيرة، أثار الجدل عندما اتهم الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والغرب عموماً بإفساد النساء والشباب السوريين. وعكست نقاط حديثه صدى المشاعر العامة التي عبر عنها الإسلاميون السياسيون الأتراك الذين يمولون عملياته.
وقال الرفاعي في خُطْبة ألقاها في جامع أعزاز الكبير في أغسطس 2021: هناك حشد واضح من المستعمرين والكفار والمضللين في الغرب، وقد حشدوا الجيوش لصرف الشباب عن قيمهم وتربيتهم. هل تعلم أن هناك نساء من بلادنا يأتون كمجندين من الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الكافرة لنشر الأفكار حول ما يسمونه تحرير المرأة وما يسمى بالتنوع الاجتماعي تحت شعار تمكين المرأة ومنحها الحرية؟ هؤلاء مجندون من الغرب أتوا لإفساد نسائنا".
أيد رجل الدين علناً حكومة الرئيس أردوغان وطلب من أتباعه دعم النظام الإسلامي في تركيا والدعاء له.
اقرأ المزيد: واشنطن تستضيف اجتماعاً دولياً لبحث الملف السوري
في عام 2016، قال إن تركيا لها قيمة كبيرة لهم لأنها كانت إلى جانب المظلومين. ووصف الهجمات على تركيا بأنها هجمات على الإسلام وجميع المسلمين ودعا جميع الحكومات والشعوب الإسلامية في جميع أنحاء العالم إلى تقديم الدعم لنظام أردوغان.
في إحدى المقابلات الكثيرة، قال إنه يأمل في استيراد شبكة الدراسة المتجمعة حول المساجد في سوريا إلى تركيا والمساعدة في تربية رجال الدين الشباب. في مقابلة أخرى، أعرب عن رغبته في رؤية إسرائيل وهي تزول.
ليفانت نيوز _ ترجمات _ نورديك مونيتور
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!