الوضع المظلم
الجمعة ٢٧ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
معتقل برتبة رئيس دولة
إبراهيم جلال فضلون (1)

يتحدّى "قرار اعتقاله" بعد يومين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، ليواصل في شراسة الدب الروسي جولاته في زيارة غير معلنة للاحتفال بالذكرى التاسعة لضم روسيا لشبه الجزيرة من أوكرانيا، إلى ماريوبول في دونيتسك، إحدى المناطق الأربع التي تحرك بوتين لضمها في سبتمبر، والمُتاخمة للأراضي المحروقة قُرب بحر آزوف بكييف الجارة التي لم يسلم فيها حتى مستشفى للولادة من القصف الروسي كجريمة حرب.

جاءت مذكرة الاعتقال بحقه كخطوة رمزية كبيرة تزيد من عزلة الرئيس الروسي، بعد 13 شهراً من الغزوة، حتى وصل الاستخفاف الروسي بهذه الخطوة القانونية التي تلزم الدول الأعضاء في المحكمة اعتقال بوتين ونقله إلى لاهاي لمحاكمته بسبب قيام القوات الروسية بأخذ مئات الأطفال الأوكرانيين من دور الأيتام في أوكرانيا، ولكون روسيا ليست عضواً في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فقد سحبت توقيعها من النظام الأساسي للمحكمة التي لا تتلاءم ومصالحها الإقليمية والداخلية، كالشيشان وجورجيا وأوكرانيا والقرم، ولذلك فهي لا تعترف بالمحكمة ولا قيمة لقراراتها قانونياً، بحسب الكرملين.

لقد شدد بوتين من قبل على أن "احتلال الأراضي الأوكرانية ليس خطتنا، لا ننوي فرض أي شيء على أحد بالقوة"، مما يُنافي الطريقة العملية لسير الحرب، التي داخلها حرباً مُختلفة، عبر "قصف العقول" الروسي كمرحلة من "التزييف العميق"، بتقنية (ديب فايك) عبر ثنائي مخادع (الثنائي الكوميدي الروسي فلاديمير كوزنتسوف وأليكسي ستولياروف) المعروفان بفوفان ولكزس، اللذين سميا "TA499"، وهما مشهوران باستهداف مسؤولين غربيين وسياسيين رفيعي المستوى ومشاهير في كل أنحاء العالم، مثل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والمغني إلتون جون، ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، عبر مكالمات فيديو مباشرة للتضليل بواسطة الذكاء الاصطناعي، ليكون سلاحاً روسياً جديداً للحرب، لكن جدواها انتكاسة جديدة لانتكاسات ساحة المعركة التي سارت حرباً بالتقسيط لاحتلال أربع مقاطعات أوكرانية في سبتمبر2022، (لوهانسك ودونيتسك في الشرق، وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب)..

لقد أُعلن بوتين عن الدفاع عن الحدود التاريخية لروسيا، والعمل على إعادة بناء السلام في دونباس ونوفوروسيا، مؤكداً أن الأراضي الجنوبية في أوكرانيا هي جزء من مشروعه، تماماً مثل المنطقة الشرقية.. وتلك هي النوايا الحقيقية لوجه الحرب، ليكون أمراً واقعياً من المستبعد أن تكون بعدها أي شروط من أجل إنهاء الحرب، وبالتالي جاء التقارب الأخير للصين بزيارة "شي" لروسيا، التي تُمثلُ زيارة شي دعماً له في ظل عزلته المتزايدة عن الغرب، وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف، رغم أنها رصاصة لأوروبا، تنتظرها أميركا بعد حادثة الطائرة الأمريكية واسقاطها، ليُعبر جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي بقوله: "هذه الحرب يمكن أن تنتهي الآن، إذا سحبت روسيا قواتها، ونأمل أن يضغط الرئيس شي (جينبينغ) على الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين لوقف قصف المدن والمستشفيات والمدارس الأوكرانية ووقف جرائم الحرب والفظائع، وأن يتحدث مباشرة مع الأوكرانيين وليس فقط مع الروس، وأن أي وقف لإطلاق النار دون انسحاب القوات الروسية من شأنه أن يصادق فعلياً على الغزو الروسي غير القانوني، ويُمكّن روسيا من ترسيخ مواقعها وإعادة بدء الحرب مرة أخرى".

لقد قالها بوتين في مقال بصحيفة الشعب الصينية: "يمكننا أن نشعر بأن المشهد الجيوسياسي في العالم الخارجي يمر بتغيرات جذرية"، ليكون أملهُ الأول بزيارة «صديقه القديم العزيز» كما قال. أن يجد مقترح الصين صاحب الـ 12 نقطة حلاً للأزمة الأوكرانية، وإن صح القول للعزلة الروسية التي أوقعها بوتن في فخ الحرب المُهلة.

 

ليفانت- إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!