الوضع المظلم
الثلاثاء ١٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
  • مصير السويداء بين عودة روسيا ومواجهة عصابات النظام وحزب الله

مصير السويداء بين عودة روسيا ومواجهة عصابات النظام وحزب الله
السويداء (تعبيرية - ليفانت نيوز)

لا يأتي المندوبون الروس إلى المحافظة إلّا بعد زوال التوترات لمعاينة الوضع.. باتت هذه الجملة محل تندّر من المجتمع المحلي في محافظة السويداء، ممّا يضع الوجود الروسي في الجنوب محل تساؤلات عديدة.

بعد الصدمة الكبيرة التي تعرض لها المشروع الإيراني في السويداء باجتثاث عصابة راجي فلحوط، ذراعها الأقوى في المنطقة، ويد الأمن العسكري الضاربة، يبدو أن المنطقة تعاني من فراغ يجب ملؤه. ويبدو أنه المبرر الذي قاد وفداً روسياً للقدوم إلى مضافة المغدور الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس حركة رجال الكرامة، وقد استقبل الوفد من قبل رجالات دين ووجهاء من المجتمع المحلي، وقدّم نجل المغدور ليث البلعوس ورقة مطالب من ثمانية بنود، يتفق على أغلبها المحافظة، وتشمل في أهم بنودها:

1- رفض إرسال أبناء الجبل للجيش، انطلاقاً من مبدأ دم السوري على السوري حرام، وانطلاقاً من ممارسات الجيش بحق أبناء الشعب السوري، وليس آخرها غدره بالمحافظة بل وتسهيل هجوم داعش عليها في العام 2018.

اقرأ المزيد: مجلس الشيوخ الأمريكي يقر قانون المناخ والرعاية الصحية بمئات المليارات

وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب بها المجتمع المحلي بعدم إرسال أولادهم للخدمة العسكرية، ومن المعروف أن عشرات الآلاف من أبناء المحافظة قد تخلّفوا عن الخدمة أو فرّوا منها.

2- رفض وجود الميليشيات الإيرانية وحزب الله في المحافظة لما تمثله من خطر التمدد الشيعي، وجعل الجنوب مصنعاً ومعبراً للمخدرات.

3- إطلاق سراح معتقلي الرأي في سجون النظام.

4- رفض وجود الأجهزة الأمنية، لا سيما فرع الأمن العسكري وأمن الدولة، لدورهما التخريبي بالمحافظة، ومشاركتهما للعصابات المحلية في القتل والخطف والسلب وترويج المخدرات، وقد وجد أثناء انتفاضة الجبل ضد عصابة فلحوط مصنعاً للكبتاغون في أحد مقرّاته.

5 -السماح بالعمل السياسي وإن كان معارضاً فهذا حق مشروع يكفله الدستور.

6- منع الحصار الاقتصادي للسويداء والسماح للمساعدات الأممية بالوصول.

7- رفض الفساد المنتشر في كل مفاصل الدولة، والذي تتعمده لبقاء استمرار النظام.

وأخيراً.. الحفاظ على وحدة سوريا ورفض التهم التي تسم السويداء بالنزعة الانفصالية حينما تواجه عصابات النظام وحلفائه.

وكان ليث البلعوس قد صرّح أثناء الانتفاضة الشعبية الأخيرة أن الهدف ليس اجتثاث راجي فلحوط بل قطع يد إيران وحلفائها بالمنطقة.

يرى الكثيرون من محللي الشأن العام والرأي المحلي أن المطالب كبيرة، ولا يمكن للنظام أو لروسيا تنفيذها. فالنظام سيخسر الجنوب كليّاً. وروسيا الخجولة بعودتها لا تستطيع إلّا تقديم الوعود، فسوابقها كثيرة، فقد فشلت بحل الخلاف الدموي في الأراضي الواقعة بين القريا وبصرى الشام، وحتى مساعداتها رفضت في القريا والمزرعة، وأخيراً رفضت حركة رجال الكرامة والتي كانت في مقدمة الانتفاضة الشعبية مقابلة المندوبين الروس، مطالبةً بتمثيل عالي المستوى قادر على فعل شيء للمحافظة.

وفق ما سبق، لا يعوّل الكثيرون على روسيا في المحافظة والجنوب، وبالمقابل ما زال المجتمع المحلّي لا يصدّق أنّ أخطر وأكبر العصابات قد انتهت، بسبب فرار زعيمها وتساؤل الجميع عن مصيره.

اقرأ المزيد: مصر.. وزارة الدفاع تعدل شروط الخدمة الإلزامية

بالمقابل، يطالب المجتمع المحلي باستمرار الانتفاضة واجتثاث باقي العصابات، والتي قد تشكّل تهديداً في يوم ما، مثل قوات الفهد التي تحدّت حركة رجال الكرامة علناً وكذّبت مواقفها. ومجموعة السعدي في صلخد المرتبطة بالأمن العسكري وحزب الله وترويج المخدرات مع بعض عشائر البدو الى الأردن، ومجموعات مدينة السويداء من المزهر ونعيم والشعار.

كل هذا وما زال المجتمع المحلّي يعيش أزمات النظام الاقتصادية والسياسية والأمنية، والانتظار والترقب، لكونهم يعرفون دهاء النظام وأوراقه الكثيرة وحقده على المحافظة، فهل ستكون لروسيا عودة يتمناها البعض، كونها أهون الشرور من النظام وحلفاء أذرع إيران، وماذا ستخبئ الأيام لأبناء المحافظة الثائرين على النظام وأذرع إيران وحزب الله في المنطقة. فهل يرضى حزب الله حرمانه من تجارة المخدرات في المنطقة. والسؤال الأهم، هل ستدفع روسيا أبناء السويداء للمطالبة بحكم ذاتي كما في شرق الفرات؟ وهل من مقومات مادية واقتصادية لهذا الفعل؟ أما سيتمسك أبناؤها بالحل السوري العام وهم جزء من هذه المعادلة؟

أسئلة عديدة والشرور لم تنتهِ بذهاب فلحوط أو مجيء الروس.

ليفانت - سالم المعروفي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!