-
مصير إدلب .. ماذا حلّ بالاتفاق الروسي التركي؟
فيما تتّهم موسكو أنقرة بعدم تنفيذ التزاماتها الخاصة باتفاق سوتشي، تتحرك الأخيرة في منحى آخر، لتُقدم ومنذ أسابيع على سحب نقاط المراقبة الواقعة في مناطق سيطرة نظام الأسد، والتي كانت قد نشرتها في عام 2017 بموجب تفاهمات “أستانة”.
ويهذا الصدد، اعتبر موقع الحرّة أنّه إلى جانب التكهنات المرتبطة بقرب عملية عسكرية على إدلب، يقود الواقع الميداني على الأرض إلى وجود نقاط خلافية بين أنقرة وموسكو، حالت دون إكمال اتفاق “سوتشي” الأخير، الموقع في آذار 2018، وخاصةً البند المتعلق بفتح طريق “m4″، وإبعاد الفصائل المتهمة بـ “الإرهاب” من جانبيه، على رأسها “هيئة تحرير الشام”.
إلى ذلك، وبالتزامن مع القصف الروسي على جنوب الأوتوستراد، يعمل الجيش التركي على حشد تعزيزاته في المنطقة التي يطالها القصف، بمعنى أن كلاً من روسيا وتركيا تصعّدان القتال، لكن الأولى من الجو والأخرى على الأرض، في خطواتٍ حساسة قد تقود إلى صدام عسكري بشكل أو بآخر، حسب مراقبين.
كما أشار المصدر إلى أنّه منذ ثلاثة أسابيع وحتى الآن، فإن القصف الجوي الروسي والقصف المدفعي من جانب قوات الأسد يتركّز على القرى الواقعة في الجزء الجنوبي من الأوتوستراد الدولي (m4)، ليتوسع منذ أيام ويصل إلى محيط إدلب المدينة، التي يقطن فيها مئات الآلاف من المدنيين والمهجرين.
ونقل موقع الحرّة عن أحد مقاتلي مقاتلٌ في تحالف “الجبهة الوطنية للتحرير”، والمحسوبة على الفصائل المعتدلة في سوريا، انّه لا يتوقع أن تقدم موسكو على أي عمل عسكري في ريف إدلب الجنوبي، وخاصةً في منطقة جبل الزاوية، التي باتت من أكبر الثكنات التي يتموضع فيها الجيش التركي في إدلب.
جدير بالذكر أنّ الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، كانا قد اتفقا، في مارس/ آذار 2020، على وقف إطلاق النار في إدلب، عقب محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات بحضور كبار مسؤولي البلدين، حيث قرّر الطرفان تسيير دوريات على طريق (m4) مع إنشاء “ممر آمن”، بمسافة ستة كيلومترات شمال الطريق ومثلها جنوبه، وبالتالي مرور الدوريات المشتركة الروسية- التركية من مدن وبلدات تحت سيطرة المعارضة، كأريحا وجسر الشغور ومحمبل وأورم الجوز.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الـ/12/ كيلومتر، التي جرى الحديث عنها اقتطعت، وفق الاتفاق، مساحات كبيرة من مناطق سيطرة المعارضة، على طول الطريق بين قريتي ترنبة غرب سراقب (ريف إدلب الشرقي)، وعين الحور بريف إدلب الغربي، وهما بداية ونهاية مناطق تسيير الدوريات التركية- الروسية، وهو “الممر الآمن”.
فيما يكتنف الغموض مناطق جبل الزاوية جنوبي إدلب، بسبب وقوعها جنوب “الممر الآمن”، ما يؤدي إلى قطع اتصالها مع مناطق المعارضة الأخرى، وبالتالي محاصرة الحشود التركية الموجودة فيها من جديد.
في سياق متصل، تشير خارطة السيطرة الميدانية لإدلب إلى أنّ الجيش التركي يعمل على حشد عسكري كبير في منطقة جبل الزاوية، وخاصة في المناطق الواقعة جنوبي طريق (m4)، وهي المنطقة التي كركّز عليها الاتفاق الأخير المعدل لـ”سوتشي”، بين إردوغان وبوتين، في شهر مارس الماضي.
ليفانت- الحرّة
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!