الوضع المظلم
الإثنين ٠٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • الهيدروجين الأخضر بديل واعد.. مصر والإمارات لشراكة استراتيجية نحو الطاقة النظيفة

  • اتفاقيات لإنتاج 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً
الهيدروجين الأخضر بديل واعد.. مصر والإمارات لشراكة استراتيجية نحو الطاقة النظيفة
الهيدروجين الأخضر بديل واعد.. مصر والإمارات لشراكة استراتيجية نحو الطاقة النظيفة

أطلق عدد من البلدان والتكتلات في السنوات الأخيرة، إستراتيجيات للاستثمار في الهيدروجين، كما زاد إقبال العديد من الدول على تعزيز قدراتها على إنتاج الهيدروجين، بما في ذلك كندا وفرنسا واليابان وأستراليا.. إلخ، لم تكن البلدان العربية بمنأى عن الاستثمار في طاقة الهيدروجين، كدول الخليج ومصر.

تسعى الإمارات لاستحداث تقنيات جديدة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومجالات الطاقة النظيفة، في ظل سعي العالم للتخلص من الانبعاثات الكربونية. ويُنظر إلى مصر باعتبارها مركزاً لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وسوقاً للتزود بالوقود، والتصدير إلى أوروبا، بالإضافة إلى تعزيز الصناعة المحلية.

وكان مجلس الوزراء المصري أعلن في  7 فبراير الماضي من العام الحالي أن منطقة قناة السويس الاقتصادية تلقت عددًا من العروض العالمية لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر، وشملت قائمة العروض شركات دنماركية ونرويجية وألمانية متخصصة في إنتاج الطاقة النظيفة، وشركات أخرى.

يأتي ذلك تماشياً مع التوصيات والتحذيرات الدولية حول ضرورة تخفيض الانبعاثات الكربونية، حيث حذّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في العام الماضي، بشأن الحاجة المُلحَّة إلى الانتقال من الاعتماد على استخدام الوقود الأحفوري الملوِّث للهواء مصدراً للطاقة إلى مصادر طاقة أخرى خالية من الانبعاثات الملوثة للهواء، لدرء آثار أسوأ أزمة مناخية قد يشهدها العالم في عصر ما بعد الصناعة.

اقرأ أيضاً: صندوق النقد الدولي يتوقع نمواً لدولة الإمارات 

من الحلول المطروحة لتحقيق هذا الهدف، كان الهيدروجين الأخضر، طبقاً لذلك، وقعت مصر، الأحد 24 أبريل، مذكرتي تفاهم للتعاون مجال تطوير محطات إنتاج الهيدروجين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط، مع "مصدر" الإماراتية و"حسن علام للمرافق".

يأتي ذلك في ضوء تحضير البلدين لاستضافة مؤتمري (كوب 27) و(كوب 28). لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ على التوالي، وسعي الدولتين لتعظيم الاستفادة من رئاستهما المرتقبة للمؤتمر، والتنسيق بشأن أجندة العمل المناخي والموضوعات المطروحة.

مذكرتي التفاهم

بموجب مذكرتي التفاهم، ستشكل شركتا "مصدر" و"حسن علام للمرافق"، ائتلافاً إستراتيجياً لتطوير محطات لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط.

يمتد تطوير المحطات على مراحل مختلفة حتى عام 2030، لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 غيغاوات.

وصرّح المهندس عمرو علام، الرئيس التنفيذي لشركة "حسن علام" لوسائل الإعلام: أن شركته و"مصدر" تستهدفان خلال المرحلة الأولى من المشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر على أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2026، حيث ستنتج المحطة 100 ألف طن من الميثانول الأخضر سنوياً لتموين سفن النقل البحري في قناة السويس.

وبحلول عام 2030، سيتم زيادة محطات تصنيع المحللات الكهربائية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر المتوسط لتوفر طاقة إنتاجية قد تصل إلى 4 غيغاوات لإنتاج 2.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء المعدة للتصدير، إلى جانب تزويد الصناعات المحلية بالهيدروجين الأخضر".

ووفق بيان، وُقّعت مذكرة التفاهم الأولى بين كل من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وصندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الإماراتية، وشركة "حسن علام للمرافق"، ذراع الاستثمار والتطوير لمجموعة حسن علام القابضة.

أما مذكرة التفاهم الثانية فوُقعت بين كل من صندوق مصر السيادي، والشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الإماراتية، وشركة "حسن علام للمرافق" التابعة لمجموعة حسن علام القابضة.

اقرأ أيضاً: وكالة: رفع التصنيف الائتماني لمصر عند "‭B‬+" يعود إلى الاستقرار السياسي وتحسن مناخ الاستثمار

تخطط أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، لاستخدام الهيدروجين محلياً للنقل وكذلك للتصدير. تعتبر الإمارات بالفعل رائدة إقليمياً في استخدام الطاقة النووية التي تمثل مصدراً للكهرباء خالٍ من الانبعاثات.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء المصري، أن الدولة تعمل على تشجيع الاستثمارات في مجال مشروعات الطاقة الخضراء، بفضل ما تتمتع به مصر من إمكانات تؤهلها لأن تصبح مركزاً محورياً وإقليمياً مهما في هذا المجال الحيوي، الذى من المتوقع أن يغير شكل نظام الطاقة العالمي خلال المرحلة المقبلة، كما أنه من شأنه أن يسرع من وتيرة عملية تحول الطاقة في المنطقة.

الهيدروجين بديل واعد

يعدّ الهيدروجين في حال تمّ إنتاجه بانبعاثات قليلة، بديلاً واعداً للوقود الأحفوري في تحول الطاقة.

والهيدروجين هو أخف العناصر وأكثرها وفرةً في الكون، بالإضافة إلى كونه مصدراً لطاقة نظيفة يمكن أن تكون بديلًا للوقود الأحفوري الذي يعتمد عليه العالم في توفير قرابة 80% من إمدادات الطاقة في العالم، ويُعد المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة المسبِّبة للاحتباس الحراري.

ويساعد استخدام الهيدروجين في الطاقة أنه بتحقيق الأهداف المناخية التى تهدف إلى تصفير الانبعاثات؛ لأن الهيدروجين ينبعث منه الماء فقط عند الاحتراق، ويمكن إنتاجه دون إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون.

كما يمكن يحل محل الفحم والغاز كمواد وسيطة في صناعة الصلب، بالإضافة إلى استخدامه في نقل البضائع لمسافات طويلة، إلى جانب قدرته على توفير تخزين طويل الأمد للطاقة، ما يعني إمكانية الوصول إلى شبكة كهربائية متجددة بنسبة 100٪ من خلال العمل كشكل من أشكال التخزين الموسمي.

وبلغ إجمالي مشروعات الهيدروجين في المنطقة العربية 28 مشروعًا، حصة مصر منها 8 مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق، وأحد هذه المشروعات هو مشروع تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي في الإمارات العربية المتحدة.

اقرأ أيضاً: الإمارات تدعم التوجهات العالمية نحو الاستثمار بالمستقبل

كما أطلقت الإمارات أول مشروع تجريبي للهيدروجين الأخضر في مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، وهو مشروع مخطط له أن يولِّد 20.5 كيلوغراماً من الهيدروجين الأخضر في الساعة، إلى جانب، تنفيذ مشروعٍ للهيدروجين الأخضر في مدينة "الرويس" التابعة لإمارة أبو ظبي، والمرتقب تشغيله سنة 2025. 

إلى ذلك، تستحوذ مشروعات الهيدروجين الأزرق والأخضر على مركزٍ مهمٍّ في استثمارات مدينة "نيوم" في المملكة العربية السعودية، تخطط السعودية لأن تستوعب المدينة أكثر من مليون شخص، كما ستعتمد المدينة على الهيدروجين الأخضر وليس النفط، مصدرًا للطاقة.

تتسق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات مع طموحات الأخيرة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050، استهدافها الإمارات الاستحواذ على 25% من سوق وقود الهيدروجين منخفض الكربون بحلول 2030. و"رؤية مصر 2030" واستراتيجيتها للتنمية المستدامة، احتضانها لأكبر الاستثمارات الطاقية في المنطقة، عبر خطة لاستخدام الهيدروجين كمصدر وقود وتوليد 42% من الطاقة الكهربية من الطاقة المتجددة بحلول 2030.

ليفانت نيوز_ خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!