-
مستشار وزير الإعلام اليمني لـ ليفانت نيوز: الاتفاق المزمع توقيعه بشأن الملف النووي الإيراني في هذا التوقيت سيكون كارثياً
تتجه الأنظار إلى العاصمة النمساوية، فيينا، التي تتحدّث عن قرب التوقيع على اتفاقية جديدة حول الملف النووي الإيراني وما يترتب عليه من رفع العقوبات الدولية على إيران وعودة الدعم المالي والعسكري إلى أذرعها المختلفة في المنطقة، وخاصة جماعة الحوثي اليمنية، التي تلقت في الآونة الأخيرة انتكاسات عسكرية كبيرة في العديد من الجبهات على يد القوات الشرعية اليمنية وبدعم من التحاف العربي بقيادة المملكة العربية الملف النووي الإيراني، التي نجحت من خلال الدبلوماسية الفاعلة بإقناع الأمم المتحدة بإدراج جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، وأيضاً قامت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بخطوة مماثلة.
وللحديث أكثر عن آخر التطورات السياسية والميدانية في اليمن كان لمكتب صحيفة ليفانت اللندنية في القامشلي الحوار التالي مع مستشار وزير الإعلام اليمني السيد فهد طالب الشرفي.
● مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تفورغضباً بعد ثماني سنوات من القهر والجوع والتشريد والتنكيل والإعدامات والتعذيب.
● ليس من مصلحة الأمن والسلم الدوليين إعطاء الكرت الأخضر للمشروع الإيراني تحت ضغط أزمة النفط.
● القرار الأممي انحاز للحق والعدل وحق الشعب اليمني في استعادة دولته وكرامته، وهو قرار انتظره اليمنيون سنوات طوال.
نص الحوار:
◄كيف ينظر وينتظر السيد فهد طالب الشرفي إلى الاتفاق المرتقب توقيعه بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي؟ وهل هناك خشية في اليمن وفي الحكومة اليمنية من رفع العقوبات الغربية عن إيران لتزيد من نشاط أذرعها المختلفة في المنطقة وخاصة جماعة الحوثي؟
لا شك أن أي اتفاق يتم إبرامه والتوقيع عليه بين أمريكا وإيران بشأن الملف النووي في هذا التوقيت بالذات سيكون كارثياً، ذلك لأنه سيمرر تحت ضغط أزمة أوكرانيا وبما يلبي طموح وتطلعات إيران الشريرة، إذ راقب المجتمع الدولي كله طوال السنوات الماضية تمرد وتلاعب وتربص إيران وتهربها من تقديم تنازلات حقيقية في مفاوضات الملف النووي، كما شاهد العالم كله ويشاهد عدوانها وجرائمها وجرائم مشروعها التوسعي المرفوض في كل المنطقة العربية، من بغداد مروراً بدمشق وبيروت وصنعاء، ولا أعتقد أن دول الخليج ومصر وكل الشعوب المتضررة ستخضع أمام تأثيرات مثل هكذا قرار، خصوصاً إذا تم دون إعطاء هذه الدول والشعوب حقها في النقاش والمداولات والشراكة في صياغة مفاهيم الاتفاق والاطمئنان إليها، وبالتالي فليس من مصلحة الأمن والسلم الدوليين إعطاء الكرت الأخضر للمشروع الإيراني تحت ضغط أزمة النفط ليضاعف حجم الحروب التوترات العسكرية التي يعاني منها العالم اليوم.
◄هل من المتوقع أستاذ فهد أن نشهد تعاطياً مختلفاً من قبل الأسرة الدولية بعد تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة؟
بالتأكيد إن الأسرة الدولية تأخذ هذا التوصيف على محمل الجد وما زالت ردود الأفعال الدولية تتوالى، وهذا القرار انحاز للحق والعدل وحق الشعب اليمني في استعادة دولته وكرامته، وهو قرار انتظره اليمنيون سنوات طوال، وآخر هذه الردود والتفاعلات ما أعلنته الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب قبل ساعات، والتي قررت إدراج مليشيا الحوثي في القائمة السوداء لممولي ومدبري ومنفذي الأعمال الإرهابية، وهنا نشكر الدبلوماسية النشطة للأشقاء العرب، السعودية والإمارات ومصر، وكل الدول التي تدرك خطر وكارثية هذه الجماعة، وتقف إلى جانب ملايين الضحايا اليمنيين، ونتطلع إلى مزيد من الجهود لدعم معركة الخلاص من هذا الكابوس الذي تجاوز القاعدة وداعش في دمويته وإرهابه.
◄من جملة العقوبات التي فرضتها العديد من الدول حول العالم، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، على روسيا، حظر استيراد النفط والغاز، مما سيؤثر على العروض الموجودة في الأسواق وزيادة الأسعار.. فهل من المتوقع أن نشهد صرامة وموقفاً من قبل الأسرة الدولية على ما تفعله جماعة الحوثي من استهداف مصادر الطاقة في المملكة العربية السعودية وتهديد الملاحة في المضايق البحرية؟
هناك ألم كبير تضاعف على مدى السنوات الماضية حين وقف المجتمع الدولي متفرجاً على إيران ومشروعها الحوثي وهو يهدّد ويقصف ويستهدف المدن والأعيان المدنية والأفراد داخل اليمن وخارجه، ويستهدف المنشآت النفطية وخطوط الملاحة دونما تحرك حقيقي وفاعل، وبالتالي باعتقادي، إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وضعتا المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التي فرط فيها وإن بأثر رجعي، وننتظر تحركاً حقيقياً تجاه هذه المشاريع الإرهابية.
◄برأيك أستاذ فهد التصعيد الحوثي فيما يتعلق بوصول المسيّرات إلى دولة الإمارات العربية المتحدة فهمه البعض أن القرار الحوثي السياسي مختطف من قبل الحرس الثوري الإيراني أم أنه يعكس أزمة داخلية تعيشها جماعة الحوثي بعد الانتكاسات المتلاحقة في الميدان؟
المليشيا الحوثية هي أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني وعلاقة جماعة الحوثي بالخمينية في طهران معقدة جداً، ولكنها ليست وحدها مبعث الخطر الوحيد، فالحوثيون إرهابيون ذو عقيدة ثيوقراطية عنصرية قديمة، وتأخذ فكرها من موروث الإمامة الكهنوتية التي أرسى قواعدها يحيى بن حسين الرسي٢٨٤هـ، وسيظل الحوثيون خطراً بإيران أو دون إيران، ولكن وجود إيران أعطى هذه الجماعة بعداً إقليمياً مذهبياً ووفر لها آليات ودعم وخبرات فنية وعسكرية.
وفيما يخصّ استهداف أبو ظبي، فالحقيقة إن الأشقاء في الإمارات طرف فاعل وقوي في التحالف العربي، وقد استطاعوا وحلفاؤهم وتحت قيادة السعودية إثخان جراح الحوثية وألحقوا بها هزائم نكراء من أطراف عدن إلى أطراف مأرب وشبوة، وتأتي عمليات استهداف أبو ظبي كردة فعل انفعالية من قبل الحوثيين ورعاتهم وتحت تأثير الهلع الذي انتاب الجماعة بعد تطهير مديريات بيحان وعين وعسيلان في شبوة ومديرية حريب في مأرب، في غضون ثلاثة أسابيع، على يد قوات العمالقة الجنوبية، التي أسست ودربت بدعم وإشراف إماراتي، ومن هذا المنطلق يدرك الحوثيون أن القوات التي دربت وجهزت تحت إشراف الأشقاء الإماراتيين، وهي قوة حقيقية ولا ينخرها الفساد وقادرة على كبح جماح الحوثية واستعادة المناطق منها وبلوغ العاصمة صنعاء في وقت قياسي.
◄شهدت العديد من جبهات القتال في الآونة الأخيرة انتصارات متلاحقة والتفاؤل كان كبيراً.. برأيك أستاذ فهد ما الذي يؤخر الحسم العسكري في اليمن؟ وهل تتوقع أن يكون هذا العام عام الوصول إلى العاصمة صنعاء؟
الحسم في اليمن سهل وممكن، وفي المتناول، والشعب اليمني داخل مناطق سيطرة المليشيا الحوثية يفور غضباً بعد ثماني سنوات من القهروالجوع والتشريد والتنكيل والإعدامات والتعذيب والإفقار والحصار على يد عملاء إيران، وما أجّل وأخّر الحسم هي أسباب داخلية وخارجية يطول ذكرها، ومنها الموقف الدولي الضبابي المتواطئ مع مشروع إيران والذي صاغته بعض الدوائر الغربية كيداً ونكاية بالسعودية والخليج، عموماً، ناهيك عن الدور السلبي لوجود ونشاط جماعة الإخوان المسلمين ورعاتها في الدوحة وإسطنبول، ولكن هذه الأسباب بالإمكان تجاوزها وصنع الانتصار إذا وجدت الإرادة لدى التحالف وقيادة الشرعية.
مكتب ليفانت - القامشلي
حاوره: رودوس خليل
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!