-
مرتزقة ليبيا إلى تونس.. ما علاقة إخوان الجزائر؟
-
"قنابل موقوتة".. كيف تسلل مرتزقة ليبيا إلى تونس عبر دول مجاورة؟ وما الحل؟
تحدّثت عدة تقارير تونسيّة، مؤخراً، عن نقل العشرات من العناصر التكفيرية والمرتزقة من ليبيا إلى تونس خلال العام الماضي، في إطار محاولات تنظيم الإخوان خلق حالة من الفوضى في البلاد، رداً على إقصائهم من الحكم بحل البرلمان وإطلاق عملية شاملة للإصلاح السياسي والمؤسسي بالبلاد، وكذلك تطهير المؤسسات القضائية والأمنية والدوائرالتنفيذية من الخلايا الإخوانية.
تسلل إخواني عبر دولة مجاورة
وفي السياق، ذكر مصدر تونسي مطلع لـ"ليفانت"، أن بلاده نجحت في إحباط عدة عمليات لتسلل عناصر إرهابية عبر حدود دول مجاورة، فيما رصدت السلطات ضلوع قيادات التنظيم الإخواني بتسهيل مرور بعضهم، والاتفاق المسبق مع هؤلاء، وتوفير محل إقامة، وأوراق ثبوتية قانونية، لهم بهدف استغلالهم في تنفيذ العمليات التي يخطط لها التنظيم.
وأوضح المصدر، أنّ كافة الحدود التونسية، وتحديداً الشرقية، تشهد استنفاراً أمنياً على أعلى مستوى منذ عدة أشهر، بالتزامن مع رصد عدة محاولات من جانب عناصر شديدة الخطورة للتسلسل إلى داخل البلاد، بمساعدة قوى داخلية، وعناصر متحالفة معها خارج البلاد.
وبحسب المصدر، تكثّف السلطات التونسيّة، في الوقت الراهن، من جهودها لضبط الحدود، وتتبع العناصر التي دخلت البلاد بالفعل خلال الفترة الماضية لمنعهم من تنفيذ أية عمليات إرهابية خلال الفترة المقبلة، فيما يصفه المصدر بأنه جهد مضاعف لتفادي كارثة محتملة.
ضوء أخضر لتنفيذ مخططات إرهابية
وفي وقت سابق، هدّد القيادي الإخواني الليبي، رئيس ما يسمى بمجلس الدولة، والذي تصفه الصحف التونسية بأنه رجل تركيا الأول داخل ليبيا، بإرسال مجموعات لدعم الإخوان في تونس اعتراضاً على الإجراءات التي أقرّها الرئيس قيس سعيد، في تموز (يوليو) الماضي.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، هاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قرارات الرئيس التونسي، قيس سعيد، المتعلقة بحل البرلمان الذي كان يسيطر عليه الإخوان، ووصف حسب بيان له، ما يحدث في تونس بأنه إساءة للديمقراطية، ويتطلب تدخلاً مباشراً لتعديله، في رسالة قرأها مراقبون بأنها تحمل الكثير من الأهداف، أبرزها دعم حركة النهضة الإخوانية وزعيمها راشد الغنوشي، والتأكيد على موقف أردوغان الداعم لقوى الإسلام السياسي في المنطقة، ومحاولة لتحريض القوى الخارجية للضغط على الدولة التونسية، لكن الرسالة الأهم كانت تتعلق بمنح الضوء الأخضر لعناصر التنظيم الإخواني لتنفيذ مخططات تستهدف الضغط على المؤسسات الوطنية بالبلاد.
قنابل موقوتة داخل تونس
المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي يصف أزمة إرسال المرتزقة من ليبيا إلى داخل تونس بأنها "قنبلة موقوتة"، موضحاً في تصريح لـ"ليفانت"، أن جماعة الإخوان وذراعها السياسية في البلاد، حركة النهضة، حاولت خلال الفترة الماضية، تمرير عناصر شديدة الخطورة إلى داخل البلاد بالتعاون مع حلفائهم في دول مجاورة، منها قيادات التنظيم في ليبيا والجزائر، وما تزال تلك المحاولات مستمرة في الوقت الراهن، فيما تستنفر السلطات التونسية لحماية أمن البلاد من هذا المخطط الخبيث.
اقرأ المزيد: مسؤول فرنسي: يستغرق انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي 20 عاماً
ويوضح الجليدي أن تلك العناصر تحاول التسلل عبر معبري ذهيبة وازن، ورأس جدير، على الحدود الليبية التونسية، مشيراً إلى أن تلك العناصر قد استغلت المساحة الشاسعة للحدود بين البلدين للتسلل إلى داخل تونس، بعد أن فقدت قدرتها على الاستمرار داخل ليبيا، وكذلك لتنفيذ مهام جديدة لجماعة الإخوان التي تحاول في الوقت الراهن صناعة مشهد فوضوي وخلل أمني داخل البلاد لعرقلة مسار الإصلاح السياسي والدستوري والعودة إلى المشهد السياسي.
ويؤكد الجليدي أن تلك العناصر الإرهابية، قد دخلت البلاد تحت غطاء حماية حركة النهضة وبمساعدة قياداتها، على رأسهم سيد الفرجاني وعبد الله التريكي وأحمد العماري، وبأوامر من عناصر التنظيم الإرهابي على الأراضي الليبية، وبدعم من حلفائه في دول الجوار.
النهضة.. ذراع تخريبية في قلب تونس
وبحسب الجليدي، تسعى النهضة في الوقت الراهن لتهديد الكيان التونسي وضرب استقرار البلاد، بتنفيذ مخططات تخريبية وعدائية وضعها التنظيم الدولي، ويتحد كافة عناصره في تنفيذها داخل تونس وخارجها.
ويقول الجليدي إن القبضة الأمنية قد نجحت خلال الفترة الماضية ومنذ إجراءات الإصلاح، في ٢٥ تموز (يوليو) الماضي، في التصدي لتلك المخططات وتقليل أعداد المتسللين عبر الحدود، لكن سنوات حكم الإخوان شهدت سيولة في تدفق هؤلاء إلى الأراضي التونسية بمساعدة النهضة التي كانت تحكم البلاد لمدة ١٠ سنوات يصفها الشعب التونسي بأنها كانت "عشرية سوداء".
اقرأ المزيد: بيدرسون يرحب بما يسمى "العفو" عن معتقلين سوريين.. يعاني معظمهم من أمراض مزمنة
ويعود الجليدي للتأكيد على أنّ تلك العناصر تمثل "قنابل موقوتة" بأيدي الحركة الإخوانية، قابلة للاشتعال في أي لحظة، خاصة في مناطق التخوم النارية، مثل تطوين وجربا وبن جردان وغيرها، وفي المقابل هناك تتبع ومراقبة أمنية عالية لسير تلك العناصر وحركتها، ومن وقت لآخر تنجح السلطات في تنفيذ عمليات استباقية لإحباط مخططاتها العدائية الإرهابية داخل البلاد.
ويشير الجليدي إلى الصعوبات التي تواجهها الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التونسية لإحكام سيطرتها على كافة المعابر والتصدي لعمليات تسلل المرتزقة لعدة اعتبارات تتعلق بمساعدة بعض القيادات الإخوانية ذات الدراية بطبيعة الوضع الأمني والإجراءات القانونية في البلاد لتلك العناصر، وأيضاً اتساع رقعة المساحة الصحراوية للحدود الفاصلة بين تونس وليبيا.
ليفانت – رشا عمار
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!