الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
مخيّم لعوائل تنظيم
مخيم لعوائل تنظيم "داعش" في زمار يثير مخاوف السكان

تنوي الحكومة العراقية نقل آلاف من عوائل مسلحي داعش إلى مخيم يتم إنشاؤه الآن في منطقة زمار، ويرفض المسؤولون في محافظة نينوى وإقليم كوردستان وأهالي المنطقة هذه الخطوة.


تنوي الحكومة العراقية منذ السنة الماضية إنشاء عدد من مخيمات الاحتجاز لإيواء 280 ألفاً من أفراد عوائل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذين يوجد ثلاثون ألفاً منهم في مخيمات بسوريا.


وأعلن النائب الأول لمحافظ نينوى، سيروان روزبياني، لشبكة رووداو الإعلامية: "عقد اتفاق في حزيران الماضي بين الحكومتين العراقية والسورية والأمم المتحدة لنقل 32000 شخص من أفراد عوائل مسلحي داعش من سوريا إلى العراق".


وكانت الأمم المتحدة قد سلمت الحكومة العراقية في مطلع العام الماضي خطة لإعادة ثلاثين ألفاً من أفراد عوائل الدواعش، وطلبت توزيعهم على مخيمات في مختلف أنحاء العراق.


ويقول النائب عن محافظة نينوى، شيروان دوبرداني، إنه كان مقرراً نقل هؤلاء الثلاثين ألفاً إلى مخيمات في حمام العليل وجنوب كركوك، لكن تنفيذ المخطط توقف بعد صدور تحذيرات من مسؤولي محافظة نينوى ومظاهرة قام بها الأهالي.


أغلب عوائل الدواعش هؤلاء، توجهوا إلى مخيم الهول للنازحين في محافظة الحسكة السورية خلال عملية استعادة السيطرة على الباغوز في آذار 2019.


وبذل مسؤولو محافظة نينوى في الأشهر الأخيرة جهوداً كبيرة لإقناع الحكومة العراقية بالعدول عن قرار إنشاء مخيم زمار، لكنها لم تثمر.


عن تلك الجهود، قال النائب الأول لمحافظ نينوى: "سلمنا مذكرة لعادل عبدالمهدي، فأوقف العمل في هذا الاتجاه، لكن المحاولات برزت من جديد، وليس معلوماً بعد هل سيتم استقدام هذه العوائل أم لا، فهناك أخبار تتحدث عن تأجيل العملية".


زمار، ناحية تابعة لقضاء تلعفر، وسكانها من العرب والكورد وتقع ضمن المناطق المتنازع عليها، وقد احتلها داعش في آب 2014 واستعادتها قوات البيشمركة في تشرين الأول من نفس العام، وهي خاضعة لسيطرة القوات العراقية منذ أحداث 16 أكتوبر 2017.


وقال مصدر رفيع المستوى في وزارة الهجرة والمهجرين، طلب عدم الكشف عن هويته، لرووداو: "من المحتمل أن يتوقف العمل في مخيم زمار، لأن قائممقامية الموصل طلبت عدم إنشاء المخيم في هذا الموقع"، لكن النائب الأول لمحافظ نينوى يقول: "يجري العمل منذ شهر ونصف الشهر في المخيم، وقد أنجز 60% منه، وسيكتمل بحلول نهاية الشهر القادم".


إلى جانب القتل والدمار اللذين نتجا عن هجمات داعش، أدت تلك الهجمات إلى شروخ كبيرة بين مجتمعات هذه المناطق، واختلق داعش أجواء الشك والريبة بين أبناء المنطقة، لذا فإن إعادة هذا العدد الكبير من أفراد عوائل الدواعش إلى المنطقة يهدد بتغيير ديموغرافي في المنطقة.


وأعلن المدير العام للمركز المشترك للأزمات في وزارة الداخلية بإقليم كوردستان، هوشنك محمد، لرووداو: "هناك مخاوف من توترات ومواجهات بين مكونات المنطقة، وحدوث تغيير ديموغرافي فيها. نحن لسنا مشاركين في هذا المخطط ولا علم لنا بطريقة تنفيذه وكيف ستتم حمايته".


أبلغت حكومة إقليم كوردستان بغداد بأنها تعارض نقل عوائل الدواعش إلى المناطق المتنازع عليها، وقال هوشنك محمد: "الخطة موضع شك وريبة، والأسباب التي تقف وراءها غير واضحة".


وعن مخيم زمار، أخبر المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، علي عباس جهانكير، رووداو: "نحن لم نختر هذا الموقع، وهناك كتب رسمية لنا موجهة إلى مستشار الأمن الوطني تشير إلى وجود مخيمات خالية في جنوب الموصل، لكنهم ردوا بأن مناطق جنوب الموصل ضعيفة أمنياً".


وكشف المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين عن أنه بعد تلك المكاتبات الرسمية "تم تكليف فريق عمل من الجيش بمسح المنطقة، فحدد موقعين أحدهما بالقرب من البعاج والثاني بالقرب من زمار".


وأشار إلى أن "عودة العراقيين ستكون طوعية وتم اقتراح تولي قوة تعادل لواء لحماية مخيم زمار".


ومن المتوقع أن يؤدي إنشاء هذا المخيم في زمار إلى تنشيط داعش في المنطقة، حيث يقول هوشنك محمد: "سيؤدي المخيم إلى تصاعد في وتيرة نشاط داعش وتعافي التنظيم في المنطقة".


وكالات


 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!