الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
مخاوف من عملية عسكرية تركية محتملة في شمال شرقي سوريا
أردوغان/ أرشيفية
تسود مخاوف بين سكان شمال شرقي سوريا، من عملية عسكرية محتملة على ضوء الإشارات الأمنية وزيادة حدّة التصريحات التركية في الآونة الأخيرة.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "خبر٧" المقربة من الحكومة عن مصادر قولها إنه "تم تبادل المعلومات مع قيادات فصائل الجيش الوطني حول الاستراتيجية وتكتيكات العملية العسكرية التي سينفذها بخطين رئيسين وجيش قوامه 35 ألف شخص ". وهذا ما حدث فعلاً، وتم إرسال تعزيزات إلى إدلب التي تشهد توترًا غير مسبوق منذ تفشي وباء كورونا بين جبهة النصرة والفصائل الأخرى، بالإضافة إلى القصف،

ورأت مؤسسة تفن الفكرية المستقلة التي تعنى بالشؤون الكوردية، أنّه لشن أي عملية عسكرية، يحتاج أردوغان إلى ضوء أخضر روسي وأمريكي، فضلاً عن تغاضي أوروبي ومحركات اقتصادية وظروف سياسية داخلية مواتية.

واعتبر محللون أنّ زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التاسع والعشرون من سبتمبر الماضي، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد انقطاع دام ثمانية عشر شهراً، هدفت إلى أخذ ضوء أخضر من روسيا لشن عملية عسكرية جديدة تستهدف مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ومقابل ضوئها الأخضر، تريد روسيا من تركيا الانسحاب من إدلب والسماح لـ "الجيش السوري" بدخولها، أو في الأقل السيطرة على طريق M4 الذي يربط مدينتي حلب واللاذقية، مما يعني ضمناً دخول "الجيش السوري" لمدن أريحا ومحمبل وجسر الشغور، ويعني عملياً تخلي أردوغان عن الفصائل الموالية له في إدلب وريفها.

بوتين وأردوغان

من جانبها، كررت الإدارة الأمريكية أنها لن تنسحب من سوريا، وأنها ملتزمة بمحاربة داعش ومساعدة شركائها، قوات سوريا الديمقراطية، على تحقيق الاستقرار، ولفتت المؤسسة إلى أنّ التأكيدات الأمريكية لم تشر إلى منع لأي عملية عسكرية تركية، وعلى الرغم من ذلك، يمكن الاستنتاج من هذه التصريحات وبرودة العَلاقة بين الطرفين. لن تسمح الولايات المتحدة بحدوث أي عمل عسكري، خاصة وأن الولايات المتحدة تزعزعت ثقتها في نوايا تركيا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية مع تصاعد نشاط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق سيطرة تركيا في الآونة الأخيرة.

ولاسيما، وأنّ الإدارة الأمريكية، وفق تفن، ما تزال تلملم آثار انسحابها من أفغانستان ومن غير المرجح أن يسمح لتركيا بشن أي عملية عسكرية جديدة في مناطق نفوذها في سوريا، لأن ذلك من شأنه أن يضع الإدارة الأمريكية تحت ضغط وزعزعة ثقة الحلفاء.

كما نوّهت المؤسسة إلى الوضع الاقتصادي والسياسي الذي تعيشه تركيا في الداخل، من انتشار للبطالة وانهيار العملة التركية، إلى جانب الانشقاقات العديدة التي شهدها حزب العدالة والتنمية على مدى السنوات الماضية.

اقرأ أيضاً: قصف مدفعي مكثّف لقوات النظام على إدلب وحلب

وخلص تقرير المؤسسة إلى استبعاد وقوع أي عملية عسكرية تركية جديدة بناءً على تحليل العلاقات الخارجية لتركيا التي تعيش في عزلة شبه تامة، والأوضاع الداخلية والوضع الاقتصادي، لكنها قد تكون أيضًا أحد محركات هذه العملية، التي ستساهم في تخفيف الضغط الداخلي على أردوغان وحزب العدالة والتنمية.

ليفانت نيوز_ تفن

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!