-
محمد بن زايد إلى فرنسا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
بلغت العلاقات بين الإمارات وفرنسا مستوى الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، والتي عززها تقارب الرؤى بينهما حيال العديد من القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، فضلاً عن التعاون المتنامي بينهما في كافة المجالات.
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فإن العلاقات الإماراتية الفرنسية تستمد قوتها من دعم ومتابعة وتوجيهات قيادة البلدين ممثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي أسهمت في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون والتنسيق في كافة المجالات.
شكلت العلاقات المميزة بين البلدين وخلال السنوات الماضية، دعامة رئيسية لمواجهة أنواع مختلفة من التحديات الإقليمية والدولية، ولعبت دوراً بارزاً في التصدي للتطرف والتعصب، كما أسهمت في نشر مفاهيم التسامح والتعايش بين الأديان والمجتمعات.
وتسعى زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى فرنسا، لتسليط الضوء مجدداً على علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا التي أصبحت نموذجا يحتذى في بناء العلاقات الدولية.
وأوضحت الوكالة، بأن العلاقات بين البلدين تعود إلى ما قبل قيام اتحاد دولة الإمارات، إذ أن بعض الشركات الفرنسية النفطية مثل "توتال" كانت تمارس أعمالها في التنقيب عن النفط في الإمارات، وحينما قام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 بدأت العلاقات الثنائية بين الدولتين.
اقرأ أيضاً: رئيس دولة الإمارات يزور فرنسا يوم الاثنين المقبل
وترتبط الدولتان بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين والاجتماعات الوزارية والحكومية المتواترة، وزيارات الوفود البرلمانية، الأمر الذي يعكس حجم الاهتمام الذي توليه فرنسا كما الإمارات لتطوير العلاقات الثنائية.
وبهدف تعزيز التعاون الثنائي والارتقاء بها لمستويات الشراكة الاستراتيجية، أنشأ البلدان لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي والتي بدأت أعمالها للمرة الأولى في عام 2008.
ويسعى الحوار إلى تحديد الفرص والشراكات القائمة والمستقبلية وتضمين استمرارية التعاون في مشاريع ومبادرات قائمة مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة والنفط والغاز والطاقة النووية والطاقة المتجددة والتعليم والثقافية، والصحة والفضاء والأمن إضافة إلى قطاعات أخرى ذات الأولوية المشتركة.
واعتمد الطرفان في 3 يونيو 2020 خارطة طريق جديدة لشراكتهما الاستراتيجية في السنوات العشر المقبلة أي لفترة 2020 - 2030.
وفي الاجتماع الرابع عشر للجنة الذي عقد في يونيو الماضي في أبوظبي بحث الجانبان سبل تعزيز القطاعات الرئيسية للتعاون الثنائي كالاقتصاد، والتجارة والاستثمار، والنفط والغاز، والهيدروجين الخالي من الكربون، والطاقة النووية والمتجددة، والتغير المناخي، والتعليم، والثقافة، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والتكنولوجيا المالية، وحقوق الملكية الفكرية، ومواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والفضاء، بالإضافة إلى الأمن الإلكتروني.
وخلال السنوات الماضية وقعت عشرات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والبيئية، وكان آخرها 13 اتفاقية جرى توقيعها خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإمارات في ديسمبر الماضي.
والجدير بالذكر، أن فرنسا تعتبر أحد المستثمرين الأجانب الرئيسيين في الإمارات العربية المتحدة، وبلغت الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الإمارات 2.5 مليار يورو في نهاية عام 2020 في حين تحتل الإمارات العربية المتحدة المركز الـ 35 في قائمة المستثمرين الأجانب في فرنسا.
وفي مجال الشراكة الثقافية بينهما، شهدت السنوات الماضية إنجازات كثيرة تمثلت في افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي الذي يعد أول متحف عالمي في العالم العربي، وأكبر مشروع ثقافي تروج له فرنسا في الخارج، وكذلك جامعة باريس - السوربون أبوظبي التي تأسست عام 2006، حيث تمثل الجامعة اتفاقاً تاريخياً يحقق الرؤية المشتركة بين حكومة دولة الإمارات والحكومة الفرنسية لتحقيق أفضل المعايير في مجال التعليم الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط.
وكان للبلدان دوراً بارزاً في إنشاء التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع /ALIPH/، كما ساهمت دولة الإمارات بمبلغ 5 ملايين يورو لدعم معهد العالم العربي في باريس عام 2017، وتم في العام نفسه افتتاح قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في متحف اللوفر في باريس.
وفي مجال التعليم تشكل المدارس الثانوية الفرنسية السبع المعتمدة في دولة الإمارات سادس أكبر شبكة مدارس فرنسية في العالم من حيث الالتحاق، وتضم أكثر من 10000 طالب، وفي عام 2018 تم تنفيذ برنامج المرحلة التجريبية لإدخال اللغة الفرنسية في جميع المدارس الحكومية في الإمارات حيث يتعلم الآن أكثر من 60 ألف تلميذ اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية والخاصة في الدولة.
فيما يبلغ تعداد الجالية الفرنسية التي تقيم على ارض الإمارات نحو 25 ألف شخص وهي الأكبر على مستوى منطقة الخليج العربي، وتحرص فرنسا على المشاركة في مختلف الأنشطة والمعارض الدولية التي تقام على أرض دولة الإمارات، وفي هذا الإطار جاءت مشاركتها المتميزة في فعاليات "إكسبو 2020 دبي" بجناح خاص بها بعنوان "الضوء والأنوار" الذي مثل واجهة الرؤية والمهارة الفرنسية على الصعيد الدولي.
ليفانت نيوز_ "وكالة الأنباء الإماراتية"
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!