-
متى يطالب الكاظمي بإطلاق سراح عهده ؟
يعرف مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، كغيره من السياسيين أو أحسن بكثير من بعضهم، داء ودواء العراق وأقصر الطرق التي تؤدي إلى وقف المنحى الانحداري والانهيار الشامل في غالبية مفاصل الحياة، السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية، في البلاد، والسبل التي تؤدّي الى إنقاذه.
وربما يرغب بانتهاجها لينتشل البلد من براثن الانهيار والفوضى، رغم أنّه على يقين بأنّها طويلة وملتوية ومحفوفة بالأخطار والتغييرات الراديكالية. وربما أيضاً، يمتلك الإرادة لسلوكها، وعدم الهروب من فكره وضميره، وتحقيق النجاحات الممكنة وإن كانت بنسب مختلفة، خاصة وأنّه لا يريد أن يخسر ما حققه سابقاً ويخذل سمعته، ولأنّه (الكاظمي) في الأساس ليس مسؤولاً عن سوء أداء المنظومات السياسية والأمنية والاقتصادية، وعن الكوارث والفتن الكثيرة المتراكمة منذ عهود أسلافه. وربما، أيضاً، لا يشك في قدرته على تحمل هذه المسؤولية.
لكنه على يقين بأنّ الأجواء التي تعيشها حكومته ما زالت محتقنة، والكثير من الأحزاب والكتل السياسية التي وافقت، أو رحبت، بتوليه رئاسة الحكومة لا تريد أن تبتعد الأوضاع عن الانفجار، وتؤكد على أنّ الشرعيّة التي يمتلكها، تبتعد وتقترب من القوة والضعف، لأنّها مبنية على رهانات تتعلّق بخسائر وأرباح القوى السياسية المساندة والمناوئة له، ولا تسمح له بتجاوز الخطوط الحمر المرسومة أمامه. ويعلم (الكاظمي) أنّ القوة التي يمتلكها، والخارجة من عباءات السياسيين، لم تتحول إلى القوة المحورية التي تستطيع أن تنقلب على البعض، وتحطّ على جميع المدارج لكثرة الألغام المزروعة في عمومها.
القرارات التي أصدرها (الكاظمي)، حتى الآن، قرارات جريئة وموفقة وغير مسبوقة، وتشكل بارقة أمل لإنهاء الحالات الشاذة، ويمكن أن تبعث التفاؤل، وتسهم في إعادة القانون إلى مساره والعدالة إلى مجراها، وإعادة النظر في السياسات والخيارات الاستراتيجية، في ضوء الأحداث والتحوّلات والثوابت. أما التراجع عن بعضها تحت الضغط السياسي والانحناء أمام التهديدات والعربدات، فلا يمكن اعتباره نهاية المطاف، أو حتى رسالة تنازل من الحكومة وغضّ لنظرها حيال تصرفات معينة، بقدر ما هي تصويب وتصحيح لمسار الحكومة ومراجعة خياراتها حيال منع تفاقم المآزق المزمنة وبلوغها حالة الانفجار، والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخالب الأزمات الهجينة، ومن الفتن. والحدّ من سلطات المستفيدين من المال السياسي والفساد المنظّم والسلاح المنفلت.
الآن، وقد بلغ التوتر ذروته، حان الوقت لرئيس حكومة العراق، تحويل كلماته الى أفعال يطبقها على أرض الواقع، وأن يدعو رجال الإعلام وأصحاب الكلمات الحرة الملتزمة بتشخيص حالات الخلل ومسبباتها، وأن يعمل ويعيد ترتيب أولويات إعادة الاعتبار للشعب الذي يعاني من شظف العيش، وأن يرفع هاماتهم التي أنزلت الى أسفل الدرجات، وأن يصارح الذين أوصلوه إلى سدة الحكم، وكل الذين يدّعون الوقوف إلى جانبه، بأن يختاروا بين الشروط والإملاءات الخارجية وبين الواجبات الوطنية، من خلال احترام الدستور والنظام والحدّ من خطر الميليشيات وتقليم أظافرها والتعهد بملاحقة المسؤولين عن الفساد والإفساد، وأن يبعدوا أنفسهم والعراق والعراقيين عن حروب المنطقة، وأن يطالب بإطلاق سراح عهده.
ليفانت - صبحي ساله يي
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!