الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • متظاهرو أصفهان في قبضة العسكر وفتوى التكفير... على سكة الإعدامات والتهم الملفقة

متظاهرو أصفهان في قبضة العسكر وفتوى التكفير... على سكة الإعدامات والتهم الملفقة
عناصر قوات الباسيج في مواجهة المزارعين المتظاهرين في أصفهان، المرصد الإيراني.jpg

تشهد مدينة أصفهان في وَسْط البلاد تظاهرات منذ 9 نوفمبر، بسبب سياسة السلطة وفشلها في مواجهة الجفاف الحاد الذي تعانيه المنطقة منذ أعوام، حيث الاحتجاجات بدأت فعلياً منذ سنوات. ويتهم السكان السلطات بتحويل حصتهم من المياه لإمداد محافظة “يزد” المجاورة التي تعاني نقصاً شديداً في المياه.


وتعرّض المتظاهرون للرد بعنف من قبل السلطات الأمنية والشرطية الإيرانية، وجرى إطلاق القنابل المسيلة للدموع على جموع المتظاهرين وقدّر عددهم بـأكثر من 3000 شخص. ولم يذكر أي وَفَيَات. وأصبح نهر زايندة رود، الجاف منذ 2000 الذي يمر عبر ثالث أكبر مدينة في البلاد، مكان التجمع الرئيس للمتظاهرين.


اندلعت الاشتباكات في أصفهان بعد أسبوعين من الاحتجاجات والاعتصامات التي قام بها مزارعون يطالبون بحصتهم من المياه من نهر “زياندر”. أساس المشكلة أن النظام الحاكم حوّل مسار النهر إلى مشاريعه الفولاذية والنووية والصاروخية، مما أدى إلى جفاف هذا النهر الصاخب في وَسْط إيران. “irn-hrm1


لم يكتفِ النظام الإيراني بالاعتقالات التي تجاوزت 300 شخصاً وفق مرصد حقوق الإنسان الإيراني، بل توجّه للضغط على أئمة المساجد، ودعت صلاة الجمعة في العديد من المدن الإيرانية واحتجاجاً على "مؤامرة العدو"، ووصفوا المتظاهرين بـ "المُرْتَزِقَة الأجانب".




صورة مأخوذة من مقطع فيديو لمتظاهرين لمواطنيين إيرانيين في مدينة أصفهان في نهر جاف يشتبكون مع قوات الأمن صورة مأخوذة من مقطع فيديو لمتظاهرين لمواطنيين إيرانيين في مدينة أصفهان في نهر جاف يشتبكون مع قوات الأمن

لقد وصف أحمد علم الهدى ممثل خامنئي في خراسان رضوي المتظاهرين بـ "مُرْتَزِقَة العدو" يوم الجمعة 3 كانون الأول، قائلا: "أرسل الأعداء مرتزقتهم بين الناس بزجاجات المولوتوف". وأضاف أن "أهالي أصفهان لم يقفوا في وجه الثورة من أجل الخبز والماء".


بدوره، قال ممثل خامنئي في قم، محمد سعيدي، إن الأحداث الأخيرة في أصفهان أصابت الولايات المتحدة بالخزي، قائلا إن "أزمة المياه هي سر الفوضى والفتنة من قبل الأعداء الأشرار". وتابع أن الاحتجاج على شح المياه عمل شغب شنه الأعداء "لإجبار إيران على التنازل عن حقوقها على طاولة المفاوضات".


وقال مجتبى ميردامادي، إمام صلاة الجمعة في أصفهان، في إشارة إلى احتجاجات الأسبوع الماضي في المدينة: "أوقفت الشرطة بكل حب أولئك الذين أرادوا بَدْء أعمال شغب ولم تسمح لأي شخص بتعريض أمن البلاد للخطر".


وتظهر الصور المنشورة وجود مكثف لمركبات القوات الخاصة وراكبي الدراجات النارية التابعين لقوات الأمن. كما وصف أئمة جمعة برجند وفارامين الاحتجاجات بـ "مؤامرة الأعداء" وتم إحباطها.
كما وصف ممثل خامنئي في ولاية غولستان كاظم نورموفيدي احتجاجات أصفهان بـ "أعمال شغب في الشوارع" ووصفها بأنها من عمل "بعض الشبكات المنشقة بمساعدة بعض الأشخاص المخدوعين".



المتظاهرون إلى دعوة جماعية للصلاة.. الحظر والأحكام العرفية بالانتظار


يستمر المشهد حتى اليوم الجمعة 3 ديسمبر، وصعّد المتظاهرون الأمر بدعوة المواطنين للتضامن مع مصابي انتفاضة أصفهان في لفتة رمزية وهم معصوبي أحد الأعين في صلاة الجماعة على مجرى نهر زاينده. وأكّد المتظاهرون أنهم سيقفون حتى آخر نفس ليحصلوا حقوقهم بمياه النهر.


لم يمر هذا النداء على السلطات دون رد، فأعلن النظام حكماً عرفياً في منطقة نهر ”زاينده رود“، خوفاً من تشكيل تجمعات عامة، وقيّد وحظر حركة المرور من الساعة الخامسة صباح اليوم على أطراف النهر والطريق المؤدي إلى جسر ”خواجو“.


سيكون هناك حظر على حركة السير في ضواحي زاينده رود، والطرق المؤدية إلى جسر خواجو، اعتباراً من الساعة الخامسة صباحا، من شرق خواجو، حوالي جسر ”غدير“ شمال وجنوب باتجاه جسر خواجو، ومن الغرب ساحة انقلاب وفندق ”بل“ باتجاه جسر خواجو. يقول رئيس شرطة المدينة.


وأضاف قيادة الشرطة أنه ستغلق الشوارع والأزقة المؤدية إلى النهر من كلا الجانبين، في الشمال والجنوب، بدءاً من الساعة 5:00 صباحا. وستطبق قوات الشرطة بالتأكيد هذا التقييد، ولن تسمح لراكبي الدراجات النارية بالسير تحت أي ظرف من الظروف.


وفي سياق متصل، نظّم المعلمون والتربويون صباح الخميس 2 ديسمبر/كانون الأول، تجمعات وتظاهرات في 66 مدينة في 28 محافظة على مستوى البلاد للاحتجاج على الظروف المعيشية القاسية الناجمة عن تدني الرواتب وارتفاع الأسعار وتجاهل النظام لمطالبهم المشروعة. وأعلن المعلمون تضامنهم مع انتفاضة المواطنين في أصفهان من خلال إغماضهم عينا واحدة في لفتة رمزية تضامناً مع جرحى ومصابي أصفهان.





لم يقع قتلى في التظاهرات لكن الاعتقالات طالت المئات، وتتخوّف المنظمات الأهلية والإنسانية من جعل بعض المتظاهرين كبش فداء في سياق اتهامات بالمؤامرة لمصلحة أجندات خارجية، ما قد يهددهم بتنفيذ عقوبة الإعدام أو السجن لفترة طويلة. هذه المخاوف لها أسبابها ولاسيما بعد صدور تقارير رصدت بالأرقام انتهاكات السلطات الإيرانية بحق المعتقلين.


تنفيذ أحكام الإعدام... ومؤبد بحجة المخدرات وأحكام أخرى


يستمر مسلسل الإعدامات في إيران ويطال بعض المعتقلين المعارضين بتهم تتعلق بالعمل لمصلحة أجهزة استخبارات خارجية، ومع الفتوى الأخيرة اليوم قد يضاف إلى قائمة الإعدامات لهذا الشهر  ضحايا. فقد شهد  أكتوبر 2021 استمرار عمليات الإعدام في إيران إلى جانب زيادة الضغط على السجناء السياسيين.


نُفّذ ما لا يقل عن 27 حكماً بالإعدام في مختلف السجون الإيرانية خلال أكتوبر 2021. وأدين ما لا يقل عن 12 ضحية بتهم تتعلق بالمخدرات، ووجهت إلى 13 آخرين، بينهم امرأة، تهمة القتل العمد.


شُنق سوزان رضائي بور بتهمة القتل العمد في سجن قزوين المركزي فجر الأربعاء 27 أكتوبر 2021، بعد أن قضى ست سنوات في السجن. لقد حكمت محكمة الثورة في سقز، بإقليم كردستان الإيراني، على كيفان رحيمي بالسجن أربعة أشهر بتهمة "الدعاية ضد الدولة" من خلال أنشطته على مواقع التواصل الاجتماعي.


في 19 أكتوبر / تشرين الأول 2021، استدعى مكتب التحقيقات في محكمة إيفين بطهران ثلاثة مواطنين مسيحيين، السيد جوزيف شهبازيان، والسيدة سمية (سونيا) صادق، والسيدة مينا خجوي قمي، بتهمهم. واتهمهم المكتب بنشر دعاية ضد الدولة، وإنشاء كنيسة بيت "صهيونية"، والانتماء إلى مجموعات معارضة لتخريب الأمن القومي، وإدارة شبكة صهيونية.


ونقلت سلطات سجن أورمية المركزي بمحافظة أذربيجان الغربية السجناء السياسيين السنة محي الدين إبراهيمي ومحيي الدين تزهور وداود جباري إلى مكان مجهول. وكان السادة إبراهيمي وتازهوارد قد استأنفا في السابق أحكام الإعدام الصادرة بحقهما. كما حرمت سلطات السجن السجناء السياسيين من حقهم في العلاج وإجراء المكالمات الهاتفية والزيارات وإجازة السجن.


تظاهرات أصفهان

إلى ذلك، قدّم الديمقراطيون والجمهوريون في مجلس الشيوخ الأمريكي، في مؤتمر صحفي حضره الصحفي الإيراني مسيح علي نجاد، خُطَّة تهدف إلى فرض عقوبات على إيران ومحاسبة الجمهورية الإسلامية على اضطهاد واغتيال المعارضين في الخارج ومنع مؤامرات الخطف في الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد: العيد الوطني للإمارات… يوم للتأكيد على استمرار الإنجازات والعمل لأجل السلام والإنسانية

وقالت المعارضة الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد في مؤتمر صحفي "نحن نتعامل مع نظام أطلق النار على الناس خلال الاحتجاجات الأخيرة للمزارعين في أصفهان، مما أدى إلى إصابة أكثر من 20 شخصا بالعمى".

وأضافت: "ما دامت الجمهورية الإسلامية في السلطة فلن أتمكن من عيش حياة طبيعية في الولايات المتحدة". وجريمتي هي دعوة الشعب الإيراني الصامت والمتظاهرين ". ونقلاً عن إحصاءات من مؤسسة بوروماند لحقوق الإنسان، تقول مسيح إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قتلت أو اختطفت أكثر من 500 إيراني في الخارج حتى الآن.

وأثار الكشف عن مؤامرة الجمهورية الإسلامية لخطف الصحفية والناشطة مسيح علي نجاة ردود فعل واسعة النطاق في الولايات المتحدة، كما أدان كبار المسؤولين في حكومة جو بايدن هذه الخُطَّة. وقالت وزارة العدل الأمريكية ومسؤولون أمريكيون إن عددًا من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني الآخرين في الولايات المتحدة وكندا قد استُهدفوا أيضا، من قبل أجهزة استخبارات الجمهورية الإسلامية.

 
إعداد وتحرير : وائل سليمان

ليفانت نيوز _ إيران إنترناشيونال _ iran hrm_ متابعات


النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!