الوضع المظلم
الثلاثاء ٣٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • مبادرة جديدة في أيام القحط ودكتاتورية الائتلاف.. هل من جديد؟

مبادرة جديدة في أيام القحط ودكتاتورية الائتلاف.. هل من جديد؟
صورة تعبيرية

 


ليفانت نيوز/رصد
وائل سليمان

تعيش المعارضة السورية الرسمية ممثلة بالائتلاف السوري المعارض المعترف به دولياً، مقره في تركيا، بانتكاسات كبيرة على كل المستويات منذ سنوات. لم تنفع الحلول بإعادة تدوير المناصب أو تكتيكات توسعة الائتلاف القاصرة، ودعوات مستميتة لمعارضين محسوبين على الأقليات بالانضمام.

يزدحم المشهد السياسي السوري المعارض بالفشل والسوداوية، فلا يحتاج لتفصيل، لقد أصبح القرار 2254 ومخرجات جنيف حلماً، إذ ترتكز على هذه المخرجات كل المبادرات التي خرجت منذ سنوات لتكون جسماً تمثيلياً معترفاً به سواء لمزاحمة الائتلاف المعترف به دولياً أو العمل في مسار مستقل.

كتب للعديد من المبادرات الموت السريري أو الفشل أو المراوحة بالمكان، بينما بعضها كان من متطلبات المرحلة ولم يحقق شيئاً، بل أخسر السوريين مكاسب سياسية في كل حدب وصوب بدءاً من جنيف وانتهاء في أستانا وسوتشي وموسكو.

ولدت أجسام سياسية وحاولت العمل في بيئة مضطربة فكان لها وعليها واندثرت، ومنها استمر حتى الآن خفيفاً شللياً بعيداً عن الأضواء يعمل على مهل. مبادرات كثيرة خرج بها سياسيون ومثقفون وكتل سياسية وأحزاب لم يكتب لها النجاح والاستمرار، وبأحسن الأحوال كانت فقاعة إخبارية.

بقيت المحاولات مستمرة فردية كانت أو جماعية، مستقلة، أو مدعومة من طرف إقليمي أو عربي أو دولي وهي جهود محمودة عموماً، فأن تبقى كما يردد البعض ساحة العمل السياسي نشطة لتزيد وعي الجمهور ومفكرته النقدية بالطروحات الدولاتية من هذه التحركات أفضل من الجفاف وعدم المبادرة إذا كانت هذه فقط الحسنة الوحيدة.

سيكون الجمهور منقسماً بين مرحب وناقد كالعادة وإن مالت كفت النقد أكثر بعد قراءة البرامج والأوراق الخاصة بكل مبادرة وحزب صاعد وهذا إيجابي. يأخذ السوريون بعين الاعتبار زمن مدته قرابة 12 عاماً يفترض فيها الجمهور أن المبادرات والأوراق التأسيسية أكثر نضجاً لذلك يجب ألّا تستسهل وأن تتحضر أي مجموعة عمل سياسي تطرح نفسها كصاحبة مشروع يقدم حلاً للكارثة السورية دون أن تواجه مقداراً من النقد الشديد من الجمهور السوري قبل الأقران والصحافة.

لقد نشر موقع كلنا شركاء، اليوم الأربعاء، وثيقة مبادرة إنشاء ما يسمى المجلس السياسي السوري، وهو هاشتاغ أُطلق في 4/7/2022 يوم إطلاق البيان التأسيسي للمجلس السياسي للثورة السورية.


يمكن ملاحظة الإعلان الخجول عن المبادرة وعدم وجود حملة دعائية، فلم يظهر حتى الآن المنسق العام للمبادرة على اعتبار أنه يطرح وجود مجلس. سنقرأ في ترويسة البيان المفصل المنشور نسخة عنه في موقع كلنا شركاء وصفحته على فيسبوك، ملاحظة أن الوثيقة ليست دعوة لإنشاء تجمع جديد أو فصيل جديد أو تنظيم جديد، بل هذه الوثيقة هي دعوة لتوحيد جميع التنظيمات الوطنية تحت سقف واحد لتكوين جسم سياسي وطني يضم كل هذه التنظيمات ضمن مبادئ متفق عليها ودستور عمل مؤسساتي لا بد منه.

يقول الدكتورنوفل الدواليبي لليفانت نيوز: "لقد أسسنا المجلس الوطني السوري الموحد وحورب من المجلس الوطني السوري... وبعد فشل المجلس الوطني في أدائه وبالتعاون مع بعض الوطنيين من الداخل والخارج أسس نواة لحكومة الثورة الانتقالية للمطالبة في مطالب الثورة والثوار. لقد حوربت هذه الخطوة دوليا ولاسيما من قبل حزب الإخوان المسلمين"

عن نشاطاته غير المعروفة للإعلام ولاسيما وأنه ابتعد عن المشهد السياسي السوري الصخب يشير الدواليبي لنشاطات ومبادرات سياسية مجتمعية: "فقد أسس المحور الوسطي السوري لإظهار الحضارة الوسطية للشعب السوري. أسس أيضاً حركة الوحدة الوطنية لتحرير سورية وهي حركة شعبية للم الشمل في توحيد الكلمة لتحرير سورية وإنقاذها بعيداً الحزبية والأيديولوجيات المتطرفة المخربة وأعلنت داخلياً في محافظة حلب في الشمال ومحافظة درعا في الجنوب... وحاربتها أيضا النصرة وتنظيم داعش وبعض الأحزاب المغرضة" على حد قوله.

 

وثيقة مبادرة انشاء المجلس السياسي السوري. هذه الوثيقة ليست دعوة لانشاء تجمع جديد أو فصيل جديد او تنظيم جديد، بل هذه...

Posted by ‎all4syria.info موقع كلنا شركاء‎ on Tuesday, July 12, 2022

نشطت مؤخراً مجموعة المجلس السياسي للثورة السورية عبر المنسق العام للمبادرة، الدكتور نوفل الدواليبي، نجل محمد معروف الدواليبي، الذي كان وزيراً للدفاع في حكومة فارس الخوري  ورأس ثالث حكومة بعد الانفصال عن مصر في كانون الأول 1961 وشغل فيها أيضاً منصب وزير الخارجية وكان ضمن الكتلة الوطنية في عهد الانتداب الفرنسي.

بينما لم يظهر إعلامياً إلا المنسق العام الدكتور نوفل، وهو ما أخذ عليه منذ المبادرة الأولى بوجود تسمية لحكومة انتقالية مكونة من 35 عضواً (سرية)؛ لكن هناك وفق ما ظهر على الهاشتاغ الرئيس للمبادرة الحالية موافقة ما يقارب 100 شخصية على المبادرة وما تزال مستمرة. 

 

#هام حيث تتوالى باستمرار التأييد للوثيقة الوطنية لتأسيس #المجلس_السياسي_للثورة_السورية، هذه هي اللائحة المحدثة لمن...

Posted by ‎الإعلام الحر The Free Media‎ on Tuesday, June 21, 2022

سبق وظهر الدكتور نوفل في توطئة في مقابلة مع الإعلامي أيمن باكير في قناة المشهد السوري على الإعلام البديل، في سلسلة تاريخ سوريا نشر برومو عن اللقاء في آذار ونشرت الحلقة كاملة في 4 حزيران المنصرم. "اضغط هنا"

وخرج اليوم المنسق العام لتأسيس المجلس السياسي للثورة السورية الدكتور نوفل الدواليبي بكلمة في فيديو نشره على حسابه الرسمي على فيسبوك لخص فيها البيان وعلّق على المرحلة الحالية منتقداً حال المعارضة السورية داعياً التنظيمات المدنية والسياسية للاجتماع في جسم سياسي واحد. ودعا إلى السلام الإقليمي ودور سوريا في الأمر.

 

كلمة المنسق العام لتأسيس المجلس السياسي للثورة السورية...نوفل الدواليبي.

Posted by Nofal Al Dawalibi on Tuesday, July 12, 2022

أشار المنسق العام إلى عمل المجلس الجديد على حماية حقوق المكونات السورية الدينية والقومية تحت مظلة المواطنة، ويرفض المجلس تقسيم سوريا، ويدعو إلى نظام حكم لا مركزي موسع.

كما إن الوصول إلى فترة انتقالية في سوريا وفق قانون 2254 هو هدف للمجلس والثروات الباطنية ملك للسوريين، وينتهي عمل المجلس بعد سقوط النظام وسقوط كافة المحتلين وانتهاء الفترة اللازمة للمرحلة الانتقالية.

أشار الدواليبي، إلى محاسبة مجرمي الحرب وطرد العناصر الأجنبية من سوريا وتنظيم انتخابات بمراقبين دوليين ودستور مؤقت يختاره الشعب السوري.

ونشرت المبادرة الوليدة حديثاً استبياناً على صفحتها الرسمية اعتبرت أن الهدف منه شراكة السوريين بالآراء والاطّلاع على الرؤى المختلفة لهم واستشراف الخطوات المستقبلية لبناء السياسات الداخلية للمجلس بعد دراسة كافة الآراء المقدمة، وفق ما جاء في المنشور. 

في حديثه مع ليفانت نيوز لفت د. الدواليبي إلى حضوره في العمل الإغاثي من خلال منظمة ماسة مع الدكتور خالد يحيى الجاد، التي تعمل من الأردن لتقديم الإغاثة الطبية والغذائية حسب المستطاع. وتعمل على وجه الخصوص في الجنوب السوري ولها أيضا بعض النشاطات في الشمال السوري.

لقد دعا الدكتور نوفل الدواليبي، وهو رجل أعمال مقيم في السعودية، الرياض، في نيسان 2012 من باريس، في مؤتمر عقد في فندق لوتيسيا الفاخر لتشكيل جسم سياسي مقابل المجلس الوطني السوري الذي ظهر عليه الضعف التمثيلي والفشل مع كثرة الانتقادات عليه من الأوساط المعارضة المستقلة والفاعلة في المشهد آنذاك.

كان الجسم  الذي دعا إليه الدواليبي الذي يقف على علاقات جيدة بالسعودية، هو حكومة مؤقتة. وقتذاك، أبدى مؤيدون في الجيش السوري الحر دعماً بينما كانت المبادة تبحث عن دعم من الداخل. واجهت الدعوة رفضاً باعتبارها قد تؤدي إلى التشويش كما قال عبد الباسط سيدا والعقيد رياض الأسعد في ذلك الوقت ولم يكتب للمبادرة القديمة النجاح.

يؤكد الدواليبي لليفانت نيوز"على ضرورة توحيد الكلمة وطنياً بعيداً عن الأيديولوجيات والحزبية في هذه المرحلة غير المخصصة لصراع الأيديولوجيات أو الفكر التطرفي لما يخلق من فتنة  ويبعد الشعب السوري عن انتصاره." ويرى رجل الأعمال السوري، "أن أكبر شعار ديني في هذه المرحلة هو إنقاذ العائلة السورية التي هي الوطن السوري للجميع".

ابتعد الدواليبي عن المشهد السياسي لسنوات، بعد تراجع الدعم للمبادرة المعلنة في أبريل 2012 لحكومة انتقالية، يعود الآن كما هو واضح وينشط إعلامياً على نحو متصاعد بدءاً من الإعلام البديل قد تكون هناك مؤشرات تجعل البعض متفائلاً مع تحرك الدواليبي المقرب من المملكة العربية السعودية، بينما يبقى جمهور عريض متشائماً من وجود حل قريب.

عن هذا التشاؤم، أي عدم وجود حل في القريب المنظور، لغياب وجود أولوية لحلحلة الملف السوري حالياً قبل الوصول إلى اتفاق وتسوية مع إيران، ومدى حضور هذا الملف على طاولة المفاوضات.

اقرأ المزيد: كلا. الغرب ليس مضطراً لاسترضاء أردوغان

أيضاً، زيارة جو بايدن للمنطقة وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والسلام العام في المنطقة ودور الناتو العربي في تحقيقه بوجود التدخل الإيراني في العراق واليمين وسوريا ولبنان وفلسطين من بوابة حماس. هناك الحرب الروسية الأوروبية الأمريكية الباردة غير المعلنة وأثرها على العالم بالتزامن مع التضخم العالمي. أيضاً هناك استحقاق الانتخابات الرئاسية في تركيا الذي يؤثر على ملف اللاجئين وتحركات العدالة والتنمية في ملف الأمن القومي على الحدود السورية. 

في ظل كل هذه المعطيات تواجه أي مبادرة جملة من التحديات والمعوقات، ولا سيما الاتهامات وليس الحال هذا ببعيد عن مبادرة الدكتور نوفل الدواليبي التي آثر أن تبدأ على مهل وبلا ضجة، لكن يتوقع كثيرون أنها لن تؤتي أكلها وتحتاج إلى بلورة ومشاركة كان قد طلبها صاحب المبادرة من الجميع في إطار عملية تشاركية لتطويرها.

يختم الدواليبي مع ليفانت نيوز بالقول: "إن أية منافسة في البرامج الحزبية لا يمكن أن تكون واقعية مع وجود السلاح ويجب تركها بعد مرحلة انتقالية تكون أعادت السلم والسلام للشعب السوري وبعد وضع قوانين واضحة لعمل الأحزاب وكيفية إجراء الانتخابات في المرحلة ما بعد المرحلة الانتقالية حتى يسكت السلاح ويعود للبلاد نظام وطني إنقاذي."

 

 

 

 
 
 
 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!