-
ماذا لو تعايشت إيران؟ ( الجزء الثالث )
ماذا لو تعايشت إيران؟! ومقولة «لو كان الفقر رجلاً لقتلته!»... جُملة لا أحد يُجادلُ فيها، فقد صدق الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، لتنطبق وواقع حال معاناة شعبين بل شعوب عربية، هذه الأيام، جراء أساليب إيران وأرهبتها لأُمتين تبرأت منها الدول حتي شعوبها في فصل ختامي لضم أرض حُرة إلى محوَر شرها الإرهابي، دفعت الناس إلى التظاهر والاحتجاج، وتوجيهم سهام انتقاداتهم إلى الساسة الذين يُديرون الأمور تحت غُلالة رثّة ومُشوّهة للديمقراطية، فالفقر والحرمان هما مدرسة الجندي الجيد!.
ماذا لو تعايشت إيران؟! مع اليأس والإحباط وخيبات الأمل والطريق المسدود! ليركب أعوانهم الهالكين الموجة الاحتجاجية في العراق ولبنان، ليُزايد بلا خجل ولا رحمة... تمهيداً لحَرف مطالبهم المشروعة عن هدفها الحقيقي -إسقاط الحكومة ورحيل الطبقة الحاكمة عن السلطة-، وتحويل الغضب المتأجج إلى المكان الذي يناسبه ويخدم غاياته، فالفقر هو أسوأ أشكال العنف!.
ماذا لو تعايشت إيران؟! بعد فشلها حتى في المُجتمعات الشيعية بالعراق ولبنان لترجمة الانتصارات العسكرية والسياسية إلى رؤية اجتماعية اقتصادية، ولعل حسن نصر الله وحزبه، اختصر المسافات بخطابه، لضرب عصفورين بحجر واحد: الأول، تعميق الجرح الطائفي وإثارة الأحقاد التاريخية فيه، عبر مرويّات استشهاد الحسين بن علي (رضي الله عنهما)... لتبرير المشروع المذهبي - السياسي - الإقليمي برعاية الفقيه وإشرافه ودعمه. والثاني، إبلاغ اللبنانيين - بل العالم بأسره - بأنه الحاكم الحقيقي وقراره هو النافذ لمَن يعيش ومَن يموت، فإذا كان الفقر أبا الجرائم فإن قلة العقل أمها!.
ماذا لو تعايشت إيران؟! والعدول عن سياساتها التخبطية، فلا يُلام اللبنانيون والعراقيون، وبالأخصّ، جيل الشباب المُحبط الذي قرأ خطاب قيادات طهران في بلديهما بذهنٍ مُفتح لتحديد اتجاه سياستها ودورها الإقليمي، كتهديد نصر الله بـ «فائض القوة» المتوافر لديّه «في كل المناطق» حيث يشاء وحين يشاء، وأنه "إذا نزل إلى الشارع فلن يخرج منه"..!لا سيما، أن لـ«حزب الله» وحلفائه وأتباعه غالبية حقائب الحكومة، وكأنه في يأسه انتحار للقلب!.
ماذا لو تعايشت إيران؟! والعيش بغطاء إقليمي لا غطاء سُنّي رسمي لفصلها الختامي بعيداً عن شعوب المنطقة، ففي لبنان مهّد باسيل، صهر رئيس الجمهورية ومرشح «حزب الله» المفترض لخلافة الرئيس، ببيانه من القصر الرئاسي في بعبدا، وعرضه - عملياً - على الحريري الانضمام إلى تحالف «حزب الله» والتخلي عما تبقى له من حلفاء أيام انتفاضة 14 آذار للمُطالبة بإلغاء «اتفاق الطائف»، إلى جانب الأصوات المطالبة بمعاقبة الفاسدين وناهبي المال العام مُنذ 30 سنة، ذلك الرقم اللافت جداً لرفيق الحريري ومن دخل في حكوماته، مُتناسين ومروّجي هذا الرقم – من إيران وأذنابها بالمنطقة و«حزب الله» والتيار العوني –أن الحاكم الفعلي للبنان في تلك الفترة كان نظام دمشق، حليفهم القديم... عبر غازي كنعان ورستم غزالة والجهاز الأمني السوري - اللبناني.
ماذا لو تعايشت إيران؟ ( الجزء الثالث ) ماذا لو تعايشت إيران؟ ( الجزء الثالث )
ماذا لو تعايشت إيران؟! وهي تتجاهل عمداً وتحتقر الأخرين.. لُتنمي فيهم عقداً نفسية لا خلاص منها، فالفساد يعني سلاح غير شرعي، وحماية التهريب والمُهرّبين، وتبييض الأموال، والإثراء غير المشروع... لتُضع الشعوب بين خيارين: إما الطوع لمحور إرهابي دولي، أو المُطالبة بتسليم السُلطة إلى جيش كل بلد، في ظل اختراق طهران للحكومات العراقية والسورية، و«حزب الله» والعونيين في لبنان حتى المؤسسات العسكرية والأمنية، وكأنها ترضَ باليأس دوماً.
ماذا لو تعايشت إيران ومرجعيتها الدينية، تجاه ما يعتبرونه صمتاً على القتل والعُنف الذي يشهده العراق ولبنان؟! بتكرار المسلسل الإخواني في مصر بإرسال مسلحين مُلثمين يُطلقون النار على المتظاهرين، وسيارات تدهس المحتجين
نظرةً: لم تعد الدعوات إلى الاحتجاج مقتصرة على نخبة من الناشطين أو المواطنين المُهمشين، بل انبرى عدد من رجال الدين والمراجع الشيعة لحث المواطنين على رفض الظلم والفساد في مفاصل الدولة، ولكن مهما كانت نتائج الاحتجاجات، فإن إيران لن تسمح لهياكل قوتها بالانهيار دون قتال، فماذا لو تعايشت إيران؟!.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!