الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ماذا تريد إسرائيل من دمشق؟!
ماذا تريد إسرائيل من دمشق ..؟

وصف معارضو نظام الأسد بأنه “حامي الحدود مع إسرائيل” في ظل عرضهم حقيقة أنه منذ اتفاق وقف النار في 1973 لم تطلق ولا رصاصة واحدة نحو “العدو الصهيوني”. وتسعى إيران الآن إلى “عملية شد الوجه” للصورة السورية وعرض الأسد كرئيس صلب مصمم على حماية مواطني سورية من الهجمات “التي يشنها العدو الصهيوني ضد سورية”.


ماذا تريد إسرائيل من دمشق هذا السؤال الذي لم نعرف جوابه حتى يومنا هذا وكل مايشاع عبارة عن تكهنات, وعلى مدى السنوات الثماني الماضية، ومنذ التحاق سوريا بركب “الربيع العربي” عام 2011، لم تتوقف إسرائيل عن استهداف مواقع عسكرية في سورية.


حتى وأن سلاح الجو الإسرائيلي بات على العلن يعلن أنه استهدف في سوريا، جماعة من ميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وقوات إيرانية تتمركز في سوريا بالإضافة إلى أهداف عسكرية للنظام السوري, نحو مائة مرة في السنوات الأخيرة. فما الذي تريده إسرائيل من سوريا؟


بين 1948 و1974


منذ عام 1948، دخلت سوريا مع إسرائيل في حالة حرب، بسبب عمليات احتلال الأراضي الفلسطينية. وفي 1967، احتلت إسرائيل مساحات واسعة من الأراضي العربية، من بينها مرتفعات الجولان السورية، (والتي لازالت تسيطر على جزء كبير منها حتى الوقت الراهن). وبعد عام من حرب 1973، وقع الطرفان اتفاقاً يقضي بوقف إطلاق النار.


ويقيت الحدود بينهما هادئة منذ ذلك الوقت، حتى بدأت الثورة السورية وعادت المواجهة , بين إسرائيل والنظام السوري، ولكن من طرف واحد، حيث تل أبيب تقصف والنظام يتوعد, ومعظم الغارات الجوية كانت تستهدف مواقع ميليشيا حزب الله الإرهابي وميليشيا إيران في مناطق مختلف في سوريا.


لماذا تقصف إسرائيل مقرات للأسد؟


وفقاً للروايات، يتزايد قلق إسرائيل من اتساع نفوذ إيران خلال الحرب التي تفجرت في سوريا منذ تسع سنوات، وضربت القوات الجوية الإسرائيلية عشرات الأهداف التي أشارت إليها على أنها انتشار إيراني أو نقل للسلاح إلى جماعة حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.


المواقع التي استهدفتها الغارة الإسرائيلية..



- اللواء 105 حرس جمهوري تم تدميره بالكامل.

- اللواء 104 تم تدميره بالكامل.

- لواء للصواريخ في جبل قاسيون.

- مستودعات الذخائر في جبل قاسيون.

- مبني البحوث العلمية في جمرايا.

- موقع بالقرب من معامل الدفاع في منطقة الهامة.

- موقع للفرقة الرابعة بالقرب من ضاحية قدسيا.

- مستودع أسلحة للفرقة الرابعة في ضاحية قدسيا.

- موقع بين معربا والتل يرجح أنه موقع صواريخ استراتيجية (سكود).


لماذا ... تقصف مقرات لميليشيا حزب الله في سوريا


تعتبر إسرائيل ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران أكبر تهديد عبر حدودها. وخاض الجانبان حرباً استمرت شهراً في 2006 أسفرت عن سقوط نحو 1200 قتيل في لبنان .وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر، استهدف الطيران إسرائيلي منزل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أكرم العجوري، في دمشق، ما أسفر عن مقتل ابنه معاذ وشخص آخر.في 25 أغسطس الماضي، أعلن الجيش االاسرائيلي أنه نفذ غارات على سوريا، استهدفت أيضا مليشيات فيلق القدس.


ماذا عن إيران.. ؟


القوات الموالية لإيران، بما فيها حزب الله اللبناني تشكل تهديداً أمنياُ للدولة العبرية، وبالتالي فإن هذا التهديد يستدعي القيام بعمل إسرائيلي في سوريا، بما في ذلك شنّ غارات جوية واعتداءات أخرى ضد الميليشيات للحفاظ إلى أقصى حد ممكن من الحدود الشمالية لإسرائيل.


واللافت في الأمر, انه لم يصدر عن السلطات الإيرانية أي تعليق على الغارات الإسرائيلية


ما هو فيلق القدس؟


يأتمر فيلق القدس بأوامر مباشرة من المرشد الأعلى علي خامنئي، ويقوده الجنرال قاسم سليماني، الذي يعتقد أنه أكثر من مجرد قائد عسكري.


ومنذ سقوط نظام الرئيس العراقي، صدام حسين، في 2003، كثّف فيلق القدس نشاطاته في الشرق الأوسط، إذ يوفر التمويل والأسلحة والتدريب للجماعات الموالية لطهران.


ويستعمل الفيلق الأساليب الحربية غير التقليدية مثل الغارات بالطائرات المسيّرة والهجمات الالكترونية لتجاوز تفوق أعدائه في الأسلحة التقليدية.


في أبريل/ نيسان، صنف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحرس الثوري الإيراني، بما فيه فيلق القدس، في خانة المنظمات الإرهابية، وهي المرة الأولى التي يصنّف فيها رئيس أمريكي قوات حكومية لدولة أخرى في قائمة الإرهاب.


واكتفت روسيا الحليف الدولي الأهم لنظام الأسد في سوريا بالتنديد ووصف العمليات بالخاطئة، وذلك أثناء ردها على الضربات الإسرائيلية لمواقع نظام أسد في عدد من مناطق سوريا التي يسيطر عليها.


إسرائيل تشارك بصياغة مستقبل سوريا عبر روسيا


كشفت دراسة بحثية عبرية عن وجود تأثير واضح لإسرائيل على الترتيبات الحاصلة حول مستقبل سوريا رغم عدم تورطها المباشر في الصراع بهذا البلد، وذلك من خلال المفاوضات التي تشهدها روسيا وإيران وتركيا وباقي العواصم.


يشار إلى أن إسرائيل تقصف بشكل دوري مواقع عسكرية لميليشيا النظام السوري وحلفائه الإيرانيين واللبنانيين (حزب الله) والفلسطينيين في سوريا، دون أن تتخذ روسيا أي إجراء عملي لوقف تلك العمليات ضد نظام حليف لها، في حين أن روسيا ومنذ 2015، تقصف المواقع المدنية في المناطق السورية التي كانت في أيدي المعارضة المسلحة، بذريعة الإرهاب موقعة ألاف الضحايا من المدنيين والأطفال منذ تدخلها في سوريا عام 2015.


هذا وأكدت دراسة،نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب, أن التدخل الإسرائيلي في صياغة مستقبل سوريا كان حاضراً في لقاءات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زياراته الأربع إلى موسكو منذ 2015.


وأوضحت أن التدخل الإسرائيلي مستقبلاً في سوريا سيكون أكثر فعالية وأقل سرية، مشيرة لإعلان إسرائيل غير المسبوق مؤخراً عن مسؤوليتها عن قصف قافلة للأسلحة في سوريا. وهو الإعلان الذي يشير بصورة واضحة لتوجه علني لتل أبيب لرفع مستوى تدخلها في سوريا بمبرر منع تثبيت النفوذ الإيراني ورفع جاهزيتها لاستخدام قوتها العسكرية.


وأخيراً الصفقة السرية 


وشهدت في السنوات الأخيرة تغييراً جذرياً، حيث انتقلت تل أبيب من التفاوض سراً مع نظام الأسد، إلى البحث عن الاعتراف الدولي بسيادتها عليه, وعلى خلفية ذلك اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان, لتصبح الجولان جزءاً من إسرائيل بعد أن تنازل الأسد عنها. 


ويذكر أن مجلس الأمن تبنى قراراً آخر عام 1973، أعاد تأكيد المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من الجولان، وعام 1981 أيد إجراءً منفصلاً يرفض ضم “إسرائيل” للجولان.


ليفانت - اعداد سامر دحدوح 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!