الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
ليس هناك من أمان للنظام الإيراني
حسين داعي الإسلام

بقدر ما قام النظام الإيراني ومنذ مجيئه بممارسة کل أنواع الظلم ضد الشعب الايراني وسلبه حقوقه وأوصله إلى أوضاع معيشية غير مسبوقة، فإن هذا الشعب کان أيضاً بمثابة کابوس الرعب بالنسبة للنظام بحيث جعله يعيش دائماً في حالة من التوجس والقلق مما سيحدث ولم يسمح له بأن يذوق طعم الأمان والطمأنينة.

على الرغم من أن خميني وتياره الديني المتشدد في الثورة الإيرانية، قد تمکنوا من حرف الثورة الإيرانية عن مسارها ومصادرتها، لکن ذلك لا يعني أبداً بأن الشعب الذي خرج من ثورة عارمة ضد دکتاتورية الشاه مستبدة، سوف يسمح بعودة الدکتاتورية ّاتها ولکن بلباس ديني. وحتى إن الغطاء الديني لم ينجح في التمويه على الشعب الإيراني وجعله يقتنع بالمبررات والمسوغات الدينية المقدمة من قبله، بل إن اللعبة انکشفت مبکراً ولم تنطلِ على الشعب الايراني.

من الواضح إن فترة 44 من ممارسة حکم لنظام دکتاتوري، ليست بفترة قصيرة ويمکن أن يلفت النظر إلى حد ما، ولکن في نفس الوقت يجب أن نأخذ أيضاً بنظر الأهمية والاعتبار أيضاً أن عدم توقف الشعب عن مواجهة النظام ومقاومته والنضال من أجل الحرية، هو الذي يلفت النظر أکثر ويبعث على الاحترام والتقدير.

کما کان نظام الشاه يعمل کل ما بوسعه من أجل ضمان سيطرته على الشعب الإيراني وجعله ينقاد لحکمه، فإن النظام الإيراني ومن خلال توظيفه لعامل الدين بشکل خاص واستخدامه سياسة الحديد والنار بصورة مفرطة، لکن وکما إن نظام الشاه قد فشل في نهاية الأمر في فرض نفسه وحکمه الدکتاتوري على الشعب الإيراني، فإن سلفه کما يبدو وخصوصاً بعد انتفاضة 16 سبتمبر 2022، قد أثبت بأنه يسير لملاقاة نفس مصيره.

منذ أن أمسك هذا النظام بزمام الأمور في إيران، فإنه ما فتئ يشکو من أن المٶامرات تتکالب عليه من کل جانب وأن أعداءه کثر، لکن الحقيقة هي أن العدو الوحيد الذي يشکو منه دائماً هذا النظام وتحت مسميات مختلفة هو الشعب الايراني، ومن المهم جداً هنا القول بأن النظام وهو يمسك بزمام الأمور أشبه ما يکون بالقابض على جمرة من نار من جراء استمرار حرکة الرفض والمواجهة الشعبية ضده.

عدم إحساس النظام بالأمن والأمان والطمأنينة، يعني بأنه قد فشل في تحقيق هدفه بفرض نفسه کأمر واقع وضمان مستقبله، بل إن هذا النظام وبعد 44 عاماً من حکمه الدکتاتوري القمعي، صار يواجه حرکة رفض ومقاومة عارمة ضده بحيث تفوق بکثير البدايات، وهذا هو الفرق تماما بين الحکم الدکتاتوري وبين الشعوب إذا صممت على النضال من أجل الحرية والتغيير، فالدکتاتورية تشعر في النتيجة بالوهن والسير باتجاه السقوط فيما نجد أن إرداة الشعب تتجدد نشاطاً وعزماً وحيوية وتزداد إصرار على المواجهة حتى الانتصار.

ليفانت - حسين داعي الإسلام

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!