الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • ليبيا.. خروقات متكرّرة للهدنة.. وعجز مجلس الأمن عن احتواء الأزمة

ليبيا.. خروقات متكرّرة للهدنة.. وعجز مجلس الأمن عن احتواء الأزمة
ليبيا.. خروقات متكرّرة للهدنة.. وعجز مجلس الأمن عن احتواء الأزمة

إعداد وتحرير: مرهف دويدري




تصاعدت وتيرة الأحداث في ليبيا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شهدت العاصمة طرابلس على وجه الخصوص، اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المدعومة من قبل حكومة الوفاق الوطني والتي يتزعمها فايز السرّاج، وبين قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ما أرخى بظلاله على كافة مجالات الحياة في ليبيا.



حيث رافق هذا التصعيد حراك دولي يرمي إلى تقريب وجهات النظر، وإرساء الاستقرار في ليبيا، سيما بعد تقديم المبعوث الأممي "غسان سلامة" استقالته، تزامناً مع التصعيد من قبل حكومة السراج، والتي صرّحت بأنّ الميليشيات التابعة لها تتجه نحو التصعيد. كذلك قام وفد ليبي بزيارة دمشق وتمّت إعادة افتتاح السفارة الليبية فيها.


تبع هذه التصريح، تحرّكات دولية تمثّلت في زيارة وفد أوروبي لليبيا ولقاء المشير خليفة حفتر، في رسالة دعم واضحة من قبل الاتحاد الأوروبي.

على الصعيد الميداني، شهد محيط العاصمة الليبية قصفاً متكرّراً خلال الأسبوع الفائت، أسفر عن إغلاق مطار معيتيقة مراراً، ونقل الرحلات إلى مطار مصراتة.





تحويل الرحلات الجوية إلى مصراتة



تم الإعلان في وقت متأخر من يوم الثلاثاء عن نقل جميع الرحلات من مطار معيتيقة، المطار الوحيد العامل في العاصمة الليبية وأنه تمّ تحويل جميع الرحلات الجوية إلى مدينة مصراتة بسبب القصف في المنطقة مع تصاعد القتال في الأيام الأخيرة.


إقرأ المزيد: (وثائق وتقارير) ميللي جورش التركية.. خنجر الإرهاب في خاصرة أوروبا


وقد ازداد إطلاق الصواريخ والقصف باتجاه المطار في أواخر الأسبوع الماضي، بعد تعثر جهود الأمم المتحدة لجمع الأطراف المتحاربة في جنيف. فيما صرّح مصدر عسكري في قوات "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، إنه تم استهداف المنشآت التركية هناك.





وزير داخلية الوفاق الوطني يهدد بالهجوم بدلاً من الدفاع



أكد وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني الليبية فتحي باشاغا، أن حكومته ستسعى قريباً إلى طرد قوات "الجيش الوطني الليبي، وأوضح أن القوات التابعة للوفاق الوطني ستبدأ هجوماً عسكرياً خلال أيام، مؤكداً أن "ليبيا ستواجه أزمة إنسانية كبيرة، إذا لم يتدخل المجتمع الدولي".

وعن دواعي هذا التصريح قال باشاغا: "حكومة الوفاق وقواتها لا تريد أن تكون طرابلس تحت القصف يومياً وسنطرد هذه القوات خارج طرابلس. قواتنا ستتحول من الدفاع للهجوم قريباً لأنه ليس هناك أمل في وقف إطلاق النار".

وأرجع باشاغا سبب هذا التصعيد إلى الهجمات الصاروخية الأخيرة التي طالت محيط طرابلس.





استقالة المبعوث الدولي إلى ليبيا "غسان سلامة"



طالب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، الاثنين، بإعفائه من مهامه، قائلاً إن صحته "لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد"، حيث قال "سلامة" في تغريدة: "سعيت لعامين ونيف للم شمل الليبيين، وكبح تدخل الخارج، وصون وحدة البلاد".

حيث أنّه رغم القرار الصادر عن قمة برلين، في 12 يناير، بوقف إطلاق النار، استمرت المعارك بين الجيش الوطني الليبي وحكومة طرابلس، لكن الأمم المتحدة قالت مؤخراً إنها تحاول عقد محادثات سلام في جنيف.


إقرأ المزيد: الإعلام الفرنسي يفضح انتهاكات أنقرة في طرابلس


وكان "سلامة" قد صرّح يوم الجمعة الماضي من مدينة جنيف، إن ليبيا شهدت انتهاكاً خطيراً للهدنة، داعياً كل الأطراف إلى احترام وقف إطلاق النار مجدداً.

كما نددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في بيان، بهجوم وقع يوم الخميس الماضي، قالت إنه أدى إلى مقتل خمسة أفراد من عائلة واحدة في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الوطني الليبي الذي قال إن الهجوم تم بطائرة مسيرة.



إسقاط طائرات مسيّرة تركية



خلال الأيام القليلة المنصرمة، أعلن آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية التابعة لـ "الجيش الوطني الليبي"، أن وحدات الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط 6 طائرات مسيّرة تركية حاول المسلحون شن عملية جوية ضد الجيش بها.

وصرّح اللواء المبروك الغزوي إن جماعات تابعة لحكومة الوفاق حاولت الهجوم على قوات "الجيش الوطني" وضرب المزيد من الأهداف المدنية عن طريق شن هجوم جوي باستخدام الطائرات المسيّرة، مؤكّداً أنه "ما زالت عمليات الاستطلاع الرادارية مستمرة لاقتناص ما يسير من طائرات معادية، وهذا ما يؤكد السيادة الجوية للجيش الوطني الليبي".

فيما أعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي "بالجيش الوطني الليبي" العميد خالد المحجوب، عن مقتل نحو 15 عسكرياً تركياً في قصف استهدف مواقع داخل مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، مؤكّداً أن "الجيش دمر رادارين في قاعدة عسكرية داخل المطار المدني"، مشيراً إلى أن تركيا تقوم بإنشائهما وأضاف، أن "الجيش تمكن من إسكات النيران في مشروع الموز"





إعادة افتتاح السفارة الليبية في دمشق



افتتحت السفارة الليبية في دمشق، بعد إغلاق دام سنوات، إيذاناً بعودة التمثيل الدبلوماسي بين الدولتين، وذلك يوم الثلاثاء، وذلك بحضور وفد ليبي برئاسة نائب رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن الأحيرش، ووزير الخارجية والتعاون الدول عبد الهادي الحويج، بحسب وكالة "سانا" الناطقة باسم النظام السوري.


إقرأ المزيد: بشار الأسد قرر التنحي عن الرئاسة ولكن سليماني أقنعه بالبقاء!


جاء ذلك بعد أن وقعت الحكومة الليبية المؤقتة، مذكرة تفاهم مع النظام السوري، لإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية في البلدين.

في السياق ذاته، أكد الحويج أن التمثيل الدبلوماسي الليبي في سوريا سيكون على أعلى مستوى حيث سيتم تعيين سفير في القريب العاجل، لافتاً إلى أن أن "هذه الخطوة ستتبعها خطوات ضمن هذا التحالف الموجه ضد الإرهاب والعدوان وضد من يقف في وجه مصالح شعبينا".

وتجدر الإشارة إلى أن السفارة الليبية أغلقت عام 2012، ومنذ ذلك الحين لا يوجد تمثيل دبلوماسي ليبي في سوريا.



وفد أوروبي يلتقي المشير حفتر في ليبيا



قام وفد رفيع المستوى ضمّ مستشارين وسفراء دول فرنسا وإيطاليا وألمانيا بزيارة ليبيا ولقاء المشير خليفة حفتر في مقرّ القيادة العامة للجيش.

الوفد مؤلف من مستشارين للرئيس الفرنسي، كما ضم المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإيطالي، بالإضافة إلى المستشار الدبلوماسي للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وسفراء هذه الدول في ليبيا، وفقاً لبيان من القيادة العامة للجيش الليبي.

وبحسب البيان، فقد "نوه الوفد لأهمية استقرار ليبيا لدول المنطقة، واستمع لرؤية القيادة العامة لحل الأزمة في ليبيا، وأهمية إحلال السلام والاستقرار والانتقال من المراحل الانتقالية إلى المرحلة الدائمة والبدء في المسار الديمقراطي وسيادة القانون وبناء دولة المؤسسات".


فيما أكد حفتر أن كل ما تم طرحه من مبادرات لن يتم الوصول إليه إلا بعد القضاء على الميليشيات الإرهابية التي لم تحترم تعهداتها بوقف إطلاق النار، وتقوم حالياً بقصف المقرات المدنية داخل الأحياء السكنية في طرابلس.

في السياق ذاته، "أكد القائد العام على أحقية الجيش الوطني في استمرار سعيه لتحرير كامل الأراضي الليبية، وذلك وفاءاً لمشوار تضحيات وبطولات شهداء القوات المسلحة الذين ضحوا بأنفسهم تلبية لطموحات الشعب الليبي في العيش في بلد تحكمه سلطة القانون والعدل والمساواة"، وفقاً لما جاء في البيان.


تشهد العاصمة الليبية طرابلس هذه الأيام ارتفاعاً في وتيرة العنف، الذي يطال الأحياء السكنية، والذي أثر على كافة مفاصل الحياة فيها، وتسبّب بالكثير من الأضرار، فيما يبدو أنّه لا وجود لحل سياسي في الأفق، سيما بعد استقالة المبعوث الدولي إلى ليبيا، وخيبته الكبيرة نتيجة فشل المباحثات التي أجريت في جنيف، والتي تتجلى بالخروقات المتكرّرة للهدنة، وتجدّد القصف بشكل دائم.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!