الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
لهيب كورونا يحرق أوراق ترامب في مُواجهة بايدن
كورونا


من أصل قرابة 36 مليون إصابة وأكثر بفيروس حول العالم، خسر منهم أكثر من مليون وستين ألفاً حياته، لربما كانت إصابة الرئيس الأمريكي، الأكثر دوياً واهتماماً عالمياً، مقارنة مع غيره من الرؤساء والزعماء حتى، ممن أصيبوا بالمرض، وكان من بينهم بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، في نهاية مارس الماضي.


ليثبت معها كورونا أنّه لا يعرف كبيراً أو صغيراً، رئيساً أو فقيراً، لكن ذلك لم يمنع من ربط البعض إصابة ترامب مع قضية الانتخابات المزمعة في الثالث من نوفمبر القادم، إذ يمكن أخذ إصابة ترامب من جانبين، الأولى، مُضر به، يُثبت من خلاله خصومه بفشله في التعامل مع الوباء، وبالتالي عدم كفاءته لقيادة أقوى دول في العالم، وهي إصابة دفعت بعض المحللين للتخمين من أنّها قد تقضي على فرصه بالفوز في الانتخابات الرئاسية، خاصة وأنّ حجم الوفيات بسبب كورونا في أمريكا وصل إلى أكثر من 212 ألفاً، فيما تشير الترجيحات أن تصل إلى 400 ألف بنهاية الموسم، أما الثاني، فعزّز موقعه، من خلال البروز بشخصية “الرجل الخارق” الذي يستطيع ضبط جوائحه في أحلك الظروف وأشدّها خطراً حتى على حياته.


الإعلان عن إصابة ترامب


فقد صعق العالم، في الثاني من أكتوبر، بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إصابته وزوجته ميلانيا بكوفيد-19، عقب خضوعهما لفحص، أعطى نتيجة إيجابية، وأشار حينها ترامب أنّه وزوجته ميلانيا سيدخلان الحجر الصحي في البيت الأبيض، وتابع البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي سيواصل أداء مهامه أثناء الحجر الصحي في البيت الأبيض.


وقد تردّد صدى إعلان ترامب عن إصابته وزوجته بكورونا في أصقاع المعمورة، وسارع العديد من الزعماء لإبداء الدعم والمساندة، حيث تمنّى بوريس جونسون الشفاء العاجل لترامب وزوجته ميلانيا، مغرّداً عبر “تويتر”: “أفضل تمنياتي للرئيس ترامب والسيدة الأولى.. أتمنى لهما الشفاء العاجل من فيروس كورونا”، وهي ذات التمنيات التي وجهها الكرملين لـ”ترامب وزوجته”، وفق ما جاء على لسان المتحدّث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، حيث أرسل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برقية إلى نظيره الأمريكي متمنياً له فيها الشفاء العاجل.


 


كما بعث تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بأمنياته بالشفاء لهما، وغرّد على “تويتر”: “خالص أمنياتي للرئيس ترامب وزوجته بالشفاء العاجل والتام”، بينما ذكرت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال: “هذا يوضح أنّ الفيروس لا يستثني أحداً، بما في ذلك أولئك الذين أبدوا شكوكهم، أتمنى له الشفاء العاجل”.


حالة ترامب الصحيّة


من جهتها قالت الطبيبة الأمريكية، آن ريمون، في الثاني من أكتوبر، ضمن مداخلة لشبكة “سي إن إن”، إنّ وضع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إثر إصابته بفيروس كورونا، “مقلق للغاية” بسبب سنّه ووزنه، معتبرة أنّه من فئة المصابين “العالية المخاطر”، وأوضحت الطبيبة أنّ الرئيس ترامب “يقع ضمن فئة عالية المخاطر من المصابين بفيروس كورونا.. إنّه كبير في السن ويعاني من زيادة في الوزن إلى حد ما، ولا نعلم ما إذا كانت لديه أية حالة (صحية) أخرى سابقة أم لا.. الأهم أنّ ترامب من ضمن الفئة العمرية المعرّضة لخطر الإصابة الشديدة بفيروس “كوفيد-19″، لذلك فإنّ الأمر مقلق للغاية”.


لكن، وعقب وصوله إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري بضاحية واشنطن، في الثالث من أكتوبر، توجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لطمأنة العالم عن صحته بكلمات قليلة عبر تويتر، وذكر ترامب في تغريدته: “أنا بحال جيدة.. أشكر الجميع.. مع الحب”، كما خرج ترامب قبل انتقاله ضمن رسالة قصيرة عبر الفيديو نُشرت على حسابه في تويتر، قال فيها: “أريد أن أشكر الجميع على الدعم الهائل”، مردفاً: “أنا ذاهب إلى مستشفى والتر ريد، أعتقد أنني في حال جيدة جداً، لكننا سنتأكد من أنّ الأمور تسير على ما يرام، والسيدة الأولى في حال جيدة جداً”.


الإصابات لم تأتِ فرادى


ولم تقتصر الإصابة في قمة الهرم الأمريكي على ترامب، فقد أعلن السيناتور الجمهوري، مايك لي، مساء الثاني من أكتوبر، عن إصابته بكورونا، وقال لي عبر بيان نشره في “تويتر” إنّه بعد شعوره، يوم الخميس، بأعراض مرتبطة بحساسية طويلة الأمد، ذهب لإجراء فحص طبي وجاءت نتيجة اختباره لفيروس كورونا المستجد إيجابية”، وأضاف أنّه زار البيت الأبيض خلال الأيام الماضية.


كذلك، أعلن السيناتور الأمريكي، توم تيليس، عن إصابته بالفيروس، وقال السيناتور في بيان: “على مدار الأشهر القليلة الماضية خضعت لاختبارات روتينية للكشف عن COVID-19، بما في ذلك الاختبار السلبي، يوم السبت الماضي، ولكن الليلة جاءت نتيجة الاختبار السريع إيجابية”.


 


كما جاءت اختبارات فيروس كورونا لكل من بيل ستيبين، مدير الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكيليان كونواي، مستشارة البيت الأبيض السابقة، في الثالث من أكتوبر، إيجابية، وقالت كيليان كونواي في تغريدة لها على “تويتر”: “لدي أعراض متوسطة (سعال خفيف) وأشعر بتحسن، بدأت عملية الحجر الصحي بالتشاور مع الأطباء”، وأضافت: “كالعادة، قلبي مع كل من تأثر بهذا الوباء العالمي”.


بايدن يُعزّز مواقعه


كل تلك الإصابات وغيرها، دفعت المرشح الرئاسي الديمقراطي الأمريكي، جو بايدن، للتأكيد على ضرورة التعامل مع كورونا المستجد بجدية إثر إصابة الرئيس دونالد ترامب بالفيروس، فيما بدت إصابة ترامب بالفيروس دافعاً حقيقياً لدى الأمريكيين للتفكير من جديد حول مقدرة ترامب على إدارة أمور البلاد فعلاً، خاصة عقب المناظرة الأولى بين الرجلين، مع التذكير بسخرية ترامب الدائمة من وضع بايدن للكمامة في الأماكن العامة.


وهو ما أشارت إليه استطلاعات الرأي التي أجرتها /NBC News WSJ، في الرابع من أكتوبر، عندما أشارت إلى تحقيق المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية، جو بايدن، قفزة على المستوى الوطني، بلغت 14 نقطة بعد المناظرة الأولى مع الرئيس ترامب، فيما أفادت تقارير إعلامية بأنّ مساعدي ترامب يحاولون حالياً الترويج بأنّه يعاني من أعراض خفيفة، “بسبب علمهم بسعي الرئيس ألا يبدو ضعيفاً أو مريضاً بشكل خطير”.


أما حملة المرشح الديمقراطي المنافس، جو بايدن، فقد سعت إلى التركيز على تصدّي البلاد للجائحة، حيث يسعى بايدن ومساعدوه للتركيز على إصابة ترامب والانطلاق من رسالة ثابتة للحملة، تقول إنّ بايدن سيدير أزمة الوباء أفضل من ترامب.


وقد قالت كيت بيدينجفيلد، نائبة مدير الحملة، في الخامس من أكتوبر، إنّ بايدن سيواصل التركيز على الأمر خلال الثلاثين يوماً الباقية من الحملة، باعتباره “الأكثر قدرة على إخراج البلاد من هذه الأزمة”، في بلدٍ سجل حتى اليوم الخميس/ الثامن من أكتوبر، قرابة 7.5 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من 212 ألف وفاة، مُتربعة على صدارة دول العالم في ذلك.


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة








 




كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!