الوضع المظلم
الإثنين ٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • لماذا يختارها البعض على العلم؟ دراسة تكشف دوافع الجهل المُتعمد

لماذا يختارها البعض على العلم؟ دراسة تكشف دوافع الجهل المُتعمد
Image by Gerd Altmann from Pixabay

يقول علماء النفس إن بعض الناس يتجنبون معرفة بعض الحقائق التي قد تجبرهم على تغيير سلوكهم أو مواقفهم، وهذا ما يطلق عليه “الجهل المتعمد”. وفي دراسة حديثة، تبين أن نحو 40% من الناس يمارسون هذا النوع من الجهل في مواضيع مختلفة، سواء كانت شخصية أو اجتماعية أو سياسية.

وفي تقرير لموقع “بيغ ثينك” الأميركي، نقل عن لينه فو، طالب الدكتوراه في جامعة أمستردام، قوله إن الجهل المتعمد له عدة أمثلة في حياتنا اليومية، مثل عدم معرفة مصدر اللحوم التي نأكلها، أو تأثير استهلاكنا على البيئة، أو مخاطر التدخين على صحتنا. وأضاف أنه أراد معرفة أسباب وانتشار وآثار هذا الجهل.

اقرأ أيضاً: دراسة دولية تُحدد عدد خطوات المشي الأمثل.. للتمتع بصحة جيدة

ولهذا الغرض، قام فو وزملاؤه بتحليل 22 دراسة سابقة شارك فيها أكثر من 6000 شخص، ونشروا نتائجها في مجلة علم النفس الأميركية. وتوصلوا إلى أن هناك نوعين من الدوافع للجهل المتعمد: الأول هو الحفاظ على الصورة الذاتية، والثاني هو تجنب التفكير الزائد.

الدافع الأول يعني أن الشخص لا يريد أن يعرف الحقيقة لأنها قد تجعله يشعر بالذنب أو الخجل أو الندم على أفعاله، ولذلك يبقى على جهله ليحافظ على انطباعه الإيجابي عن نفسه. مثلاً، ربما يتجاهل مدير شركة الآثار السلبية لأعماله على البيئة أو الفقراء، لأنه لا يريد أن يتحمل المسؤولية أو يغير سياسته.

الدافع الثاني يعني أن الشخص لا يحب أن يفكر كثيراً في المواضيع التي تتطلب جهداً عقلياً أو وقتاً طويلاً، ولذلك يقبل بالقرار السريع والسهل، حتى لو كان غير مدروس أو غير موافق لحقيقة الأمر. مثلاً، ربما يتجاهل شخص ما معلومات عن الأحزاب السياسية أو القضايا الاجتماعية، لأنه لا يهتم بها أو لا يريد أن يضيع وقته في دراستها.

وقال شاؤول شالفي، أستاذ الأخلاقيات السلوكية في جامعة أمستردام والمؤلف المشارك في الدراسة، إن الجهل المتعمد يكشف عن حقيقة مهمة، وهي أن الناس لا يتصرفون بشكل إيثاري أو أخلاقي دائماً بسبب قناعاتهم الداخلية، بل أحياناً بسبب الضغوط الخارجية أو الرغبة في الحصول على موافقة الآخرين. ولذلك، يمكن للجهل أن يكون وسيلة للهروب من هذه الضغوط أو هذه الموافقة.

وختم الباحثون بالقول إن الجهل ليس بالضرورة نتيجة لعدم الوصول إلى المعلومات، بل قد يكون اختياراً متعمداً للتغاضي عنها، وهذا الاختيار له دوافع نفسية واجتماعية تحتاج إلى مزيد من الدراسة والفهم.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!