الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
لكل زمان نجاشي
معراج أحمد معراج الندوي (1)

يعد النجاشي أول حاكم عرف في التاريخ الإسلامي بنشر العدل ونصرة المظلومين ونشر ثقافة التسامح بين أتباع الأديان، فبذلك ذاع صيته في أرجاء المعمورة وأصبح رمزا للعدل والمساواة بين الناس، وكان عدله سببا في انتشار الإسلام في القرن الأفريقي والمناطق المجاورة لها، وتعايش أتباع الأديان المختلفة مع بعضهم البعض متسالمين ومتساحمين.

إن عدل النجاشي جعله ينال شرفا كبيرا ومنقبة عظيمة في التاريخ الإسلامي، فقد أثنى نبينا محمد عليه ألف الصلوات والتسليم على النجاشي وعلى بلده الحبشة، حيث اختارها لهجرة أصحابه دون غيرها من البلدان لأنها بلد الحرية والعدل والمساواة والتعايش السلمي بين أتباع الأديان.

النجاشي الملك العادل الذي حقق قيم العدالة والتسامح بين المهاجرين وبين شعبه منجهة، وبينهم وبين من جاؤوا يطاردونهم من جهة أخرى،  لقد أعطى النجاشي الكريم المظلومين اللجو السياسي، فعاشوا آمين مطمئنين بين مجتمع يختلف في العقيدة والعادات.

كان النجاشي ملكا عادلا قام بحماية المهاجرين الضعفاء وأصحاب الحق، ومتسامحا معهم كي يمارسوا دينهم علنا دون أن يتعرض لهم أحد بأذي بسبب اختلافهم معهم في المبادئ والدين.

 لقد سن النجاشي رحمه الله سنة حسنة لكل من يأتي بعده من الملوك والرؤساء وعامة الناس بإعطائه الحرية الكاملة للمهاجرين المظلومين، فهذه السنة الحسنة استمرت في الحبشة على مر التاريخ. أعلن النجاشي الكريم أن نصرة المظلومين واجبة عليه بغض النظر عن دينهم وأن التسامح أمر يفرض عليه دينه مهما كانت مكانة الرسل المبتعثين.

لقد أرسى النجاشي الكريم مفاهيم حقوق الإنسان وحرية الأديان قبل 1430 عاما، بأحسن بكثير مما تصنعه أو تدَّعيه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية هذه الأيام، ومفهوم العدل الذي وضع النجاشي قواعده والتعايش السلمي الذي نادى به في عهده ونصرة المظلومين الذي عرف به عبرالتاريخ، لا يزال قائما في أرض الحبشة إلى يومنا هذا.

واليوم خرج النجاشي الجديد من بلده وقام بحماية المظلومين الفلسطينيين ورفع صوته ضد الاحتلال الإسرائيلي ودفع قضية ضد إبادة الجماعى في محكمة العدل الدولية.. فسلام على من أراد السلام.

ليفانت: الدكتور معراج أحمد معراج الندوي 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!