الوضع المظلم
الجمعة ١٠ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
كيف سخّر النظام عناصر التسوية في معارك حماة؟
عناصر التسوية تشارك في معارك حماة ضد المعارضة

المعارك الدائرة في ريف حماة الشمالي منذ أكثر من شهر ونصف إلى الآن تثبت فشل القوات الحكومية في التقدم وسط خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، نظرًا لتصدي قوات المعارضة لهجماته التي تدعمها المقاتلات الروسية جواً والقصف المدفعي والصاروخي، على محاور الاشتباك والمناطق الآهلة بالمدنيين، وأظهرت المعارك مشاركة عناصر التسوية الذين اندمجوا في صفوف القوات الحكومية.


وبعد سيطرة القوات الحكومية على محافظات درعا والقنيطرة جنوب سوريا، استطاعت فرض حملات تجنيد إجبارية طالت كل الشبان المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والمنشقين في وقت سابق، لإنخراطهم في صفوف الجيش السوري الحر، قبيل سيطرة القوات الحكومية هناك.


وتحدثت جريدة "ليفانت"، مع مسؤول العلاقات السياسية والعسكرية في جيش العزة، المقدم "سامر الصالح"، حيث قال: "قوات النظام السوري استفادت من عناصر التسوية للزخم البشري في المعركة باعتبارهم قوات رديفة" وأضاف: "النظام السوري يعتبرهم خونة ولذلك يتخلص منهم في المعارك، وحشرهم في فوهة المدفع".


كما أكد لـ "ليفانت": مقتل أكثر من 300 جندي من عناصر التسوية، خلال المعارك، مشيراً أن النظام استغلهم اجبارياً في المعركة. وانضمت عناصر التسوية إلى قوات الفيلق الخامس، والفرقة الرابعة وقوات النمر والأمن العسكري والمخابرات الجوية، بعد حصولهم على عقود التسوية، وأغلب هذه القوات استغلت عناصر التسوية في معارك ريفي حماة الشمالي واللاذقية.



في حين قال مصدر خاص لـ "ليفانت" أن "ميليشيات القدس جنّدت المئات من عناصر التسوية في ريف دمشق بينهم لاجئون فلسطينيون، منذ قوات النظام على الغوطة الشرقية وجنوب دمشق".


من جهته قال الناطق الرسمي في الجبهة الوطنية للتحرير النقيب "ناجي مصطفى" قال لـ "ليفانت": "إن لواء القدس سخّر المئات من عناصر التسوية من ريف دمشق في المعارك التي تجري في ريف حماة الشمالي عبر قادة سابقين من المعارضة وأجروا التسوية".


وأضاف: "قوات الفيلق الخامس قامت بعمليات تجنيد إجباري في صفوفها، من ريف حمص الشمالي"، وأكد: "جُل هذه الميليشيات اتخذت من البلدات المحاذية لخطوط النار مقاراً عسكرية لقواتها، معظمهم مجموعات تعود لعناصر التسوية من مختلف المناطق التي سيطر عليها النظام السوري برعاية روسيا".


ويتم التعرف على عناصر التسوية من خلال القتلى والوثائق التي بحوزتهم، كعقد التسوية، الذي وقعوا عليه لدى المخابرات الجوية التابعة للقوات الحكومية، وبحسب النقيب ن"اجي مصطفى": "عشرات أسرى المعارك اعترفوا أنهم عناصر سابقين في المعارضة وأجروا تسوية مع النظام، ويتم التعامل معهم كأعداء".



ورعت روسيا حملات التجنيد الإجباري والاعتقالات التي تشنها القوات الحكومية حيث لا تراعي بنود الهدنة المتفق عليها، محاولتاً سوقهم إلى الخدمة الإلزامية في صفوفها، كما استهدفت الحملات عشرات المدنيين دون الأربعين عامًا للخدمة الاحتياطية في صفوف القوات الحكومية.


وتقوم القوات الحكومية بتصفية عناصر التسوية فور انسحابهم من المعارك في الخطوط الأمامية، وبحسب النقيب ناجي: "عناصر التسوية مجبرين على خوض المعركة إلى جانب قوات النظام، لذلك يفرون من الخطوط الأمامية". ويعتبر انسحابهم علامةً واضحةً عن رفضهم القاطع للمشاركة في معارك الشمال السوري.


والتقت جريدة "ليفانت" مع الناطق باسم تجمع أحرار حوران في الجنوب السوري "أبو محمود الحوراني"، قال: "إن النظام السوري لم يلتزم بالبنود التي نشأت عليها الهدنة في الجنوب السوري، والتي نصت على إعطاء الشبان مدة ستة أشهر للالتحاق في صفوف قواته".


وبسطت القوات الحكومية سيطرتها على محافظتي درعا والقنيطرة بعد عقد اتفاق برعاية روسية، لكنه لم يلتزم بالبنود التي أقرتها الهدنة، مصراً على تجنيد الشبان فور سيطرته.


واعتقلت القوات الحكومية المئات من الشبان عبر الحواجز المنتشرة في درعا، ملغيةً البنود التي نصت عليها الهدنة. وأكد الحوراني أن القوات الحكومية اعتقلت في عام الماضي 200 شخص في بلدة ابطع، و700 شخص في انخل ونوى وعدة بلدات أخرى في ريف درعا، وذلك بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري في صفوفه.


وأعلنت القوات الحكومية  مطلع عام 2019 بعد انتهاء الفترة الأولى من المهلة عن مهلة أخرى، تنتهي في 24 حزيران / يونيو الجاري، وبحسب الحوراني، أن الشبان في الجنوب السوري متخوفين من الاعتقالات للخدمة الإلزامية في صفوف النظام.


وبحسب الحوراني أن تجمع أحرار حوران وثّق مقتل العشرات من عناصر التسوية الذين ينحدرون من محافظتي القنيطرة ودرعا، في معارك أرياف حماة، واعتبر أن النظام السوري زج بهم في الخطوط الأمامية، خلال المعارك، بوصفهم وقود المعركة لا أكثر.


ويحاولت القوات الحكومية تهميش المناطق التي سيطرت عليها العام الفائت برعاية روسيا، وإفراغها من الشبان لزجهم في الخدمة الإلزامية في صفوفها، والاستفادة منهم في الخطوط الأمامية لزيادة العنصر البشري، في قواتها التي استنزفت خلال المعارك الدائرة في الشمال السوري، منذ عدة أسابيع.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!