الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
كيف تشتري قطر أعمدة الصحف في أميركا؟!
كيف تشتري قطر أعمدة الصحف في أميركا

كيف تشتري قطر أعمدة الصحف في أميركا؟!

ليفانت _ مترجم


نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" في الرابع من يونيو /حزيران ،"قسماً خاصاً" يحوي عدداً من المقالات التي أثنت على قطر ومؤسساتها وتأثيرها العالمي. وتم تصنيف كل من هذه المقالات في الصحيفة على أنها نشرت بـ"رعاية" جهة من الجهات، لكن دون الإفصاح عنها.


للوهلة الأولى، كانت تعد تلك المقالات إقحاماً مفاجئاً في نسق صحيفة محافظة كان مجلس تحريرها ينتقد سابقًا تلك الدولة الخليجية ."


ففي حين أن الأموال القطرية تنتشر في كل مكان، إلا أنه في السنوات السابقة كانت تحاول التأثير في الغالب على اليسار الأميركي. وعلى سبيل المثال، تدير إمبراطورية الجزيرة الإخبارية في قطر منصة لوسائل التواصل الاجتماعي تدعى +AJ، والتي دخلت في شراكة مع وسائل إعلام أميركية ذات ميول يسارية قوية مثل حركة ينغ توركس "الشباب التركي".


 


معهد بروكينغز...دعم هائل


تتلقى عدد من المؤسسات الأكاديمية والفكرية البارزة، أموالاً من الدوحة للترويج لدعايات قطر الخبيثة، ومنها معهد بروكينغز والذي تلقى عشرات الملايين من الدولارات من الدوحة.


في عام 2013 وحده حصل معهد بروكينغز على 15 مليون دولار، وعلى 2 مليون دولار على الأقل في العام الماضي فقط - وربما أكثر من ذلك بكثير. وأتاح هذا البذخ القطري على معهد بروكنغز بأن ينشئ مركزا فخماً له في العاصمة القطرية الدوحة.


وفي تلك الأثناء، يتم نشر العديد من الأوراق الأكاديمية وعلى نحو مضطرد في محاولة للتقليل من شأن رعاية قطر للتطرف والإرهاب، وتحاول تلك الأوراق تصوير علاقات الدوحة بالجماعات الإرهابية على أنها مجرد محاولات جادة من أجل الحوار، في إطار محاولة لكسب النفوذ من أجل "فعل الخير".


محاولات قطرية  مستمرة لشراء الذمم.. أسماء معلنة


خلال الأعوام  القليلة الماضية، كانت هناك محاولات قطرية ملحوظة لكسب الأصدقاء والتأثير على أشخاص خارج النطاق المعهود من تيار اليسار. وليس أدل على ذلك كمثال -وعلى نحو مستغرب- تقديم قطر عروض مادية ودعوات للسفر للمنظمات اليهودية الأميركية الرائدة منذ عام 2017، وهو ما حظي ببعض الاهتمام العام في السنوات القليلة الماضية.


واستنكرت وسائل الإعلام اليهودية وعلى نطاق واسع، قبول المنظمة الصهيونية الأميركية  الدعوات القطرية والعروض النقدية. واعتقدت الدوحة، على نحو خاطئ، أنها بذلك تستطيع تمويل حماس وكسب الدعم اليهودي الأميركي."


وفي ذلك الوقت، لاحظت وسائل الإعلام أن الجمهوري البارز مايك هاكابي تلقى رشوة قطرية بقيمة 50 ألف دولار إضافة إلى رحلة إلى الدوحة، وفسّر ذلك بدعوى علاقات هاكابي القوية مع المنظمات اليهودية المؤيدة لإسرائيل. ويبدو أن هاكابي لم يكن مطلوبًا فقط من أجل صلاته اليهودية، بل لتوجهاته الحزبية المحافظة."




لقد كان ظهور الرسائل الموالية للقطر في صحيفة "واشنطن تايمز" المحافظة يوم 4 يونيو مهمًا للغاية، لكنه في ذات الوقت ليس بالجديد. فعلى ما يبدو لعدد قليل من الناس، كانت الدوحة تقحم ومنذ زمن رسائل مؤيدة للسياسة القطرية بلا خجل في وسائل الإعلام الأميركية المحافظة. ومن بين المقالات الـ 25 المنشورة في الصحيفة، كتبت خمس منها من قبل تيم قسطنطين وهو عضو ذو حضور في المحافل التي تنظم من قبل الحزب الجمهوري، ومؤثر في الإعلام كونه يستضيف برنامج "كابيتول هيل شو" الإذاعي.


وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، استغل قسطنطين كلاً منهما أعمدته في التايمز وبرنامجه الإذاعي في محاولة لتحصين قطر، وتقديم منصات للمسؤولين في النظام القطري، وإدانة – ما يوصف – بـ"الظلم" الذي وقع على الدوحة من أكبر -خصومها- من قبل المملكة العربية السعودية."


لقد كانت أكثر قطعة كتبها قسطنيطين اتسمت بـ"الصفاقة" والتي كانت مؤيدة لقطر هي مقالة نشرت في مايو 2018 وقامت بعرض سلسة من دعايات النظام القطري حول "عجائب قطر"، تدرج فيها الانتصارات الإعجازية لشركاتها ومؤسساتها المجتمعية رغم "المقاطعة" من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.


ولم يتم تصنيف مقالات قسطنطين حول الموضوعات المتعلقة بقطر قبل يونيو 2019 على أنها "تحت رعاية" أي جهة. كما غفل قسطنطين عامداً أن يذكر في مقاله في مايو 2018 أنه كان عائد للتو من زيارة إلى الدوحة، حيث التقى مع المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر.


يبدو أن قسطنطين تربطه علاقة جيدة إلى حد ما مع المتحدثة باسم الخارجية - حيث يدعوها إلى عرض نقاط حوار في الأزمة القطرية (دون أي تحد) في برنامجه الإذاعي، وإجراء نقاش معها في مارس 2019 في منتدى الخليج الدولي، وهو مؤسسة فكرية في واشنطن، له روابط بالدوحة.




زيارات قطرية للتنسيق..




زارت لولوة الخاطر مكاتب صحيفة "واشنطن تايمز" في آذار مارس الماضي للقاء المراسلين والمحررين، الذين قاموا بإعداد تقرير مجامل عن الزيارة. وبعد أقل من أسبوع من نشر "القسم الخاص" في 4 يونيو، أفردت الواشنطن تايمز في صفحاتها مساحة لـ"جاسم بن منصور آل ثاني"، الملحق الإعلامي في قطر، الذي أبرز الأزمة القطرية مرة أخرى".


قسطنطين ليس المثال الوحيد حول التأثير القطري داخل أوساط المحافظين. فقد قام سهراب "روب" سبحاني، وهو محاضر سابق في جامعة جورج تاون، بنشر العديد من المقالات لصالح قطر في صحيفة الواشنطن تايمز، وصحيفة ذا هيل، وذا ويكلي ستاندرد، و ناشيونال ريفيو منذ عام 2002.


وفي حقيقة الأمر فقد تولى سبحاني في السابق منصب رئيس مؤسسة قطر، وهي واحدة من أهم مؤسسات النظام القطري، التي تمكنت من منح عشرات الملايين من الدولارات للمدارس والجامعات الأميركية (التي تستخدم لاحقا مواد تعليمية مؤيدة لقطر) بينما تستضيف أيضا كبار مسؤولي حماس في مقرها في الدوحة.


وفي الختام، تقول الصحيفة إن قطر تعتمد على الاعتقاد السائد ومنذ فترة طويلة بين الأميركيين المحافظين بأن المملكة العربية السعودية هي مصدر للإرهاب والتطرف، كما أنها تقدم الرواية المزعومة بأنها تحت حصار دول أخرى في منطقتها لأنها تعارض معتقدات الدوحة "التقدمية المعتدلة".


لكن العكس هو الصحيح. فقطر تتمتع بتاريخ طويل من تمكين الإرهاب وتمويل التطرف في العالم، كما أنها تمتلك الدهاء الإعلامي لإقناع الأميركيين بخلاف ذلك. وعلى منافذ الأخبار الأميركية أن لا تقع فريسة لهذا الخداع".


 


كيف تشتري قطر أعمدة الصحف في أميركا؟!


المصدر الأصلي: اضغط هنا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!